احتفل عدد كبير من السوريين بمغادرة آخر فلول مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» مدينة منبج السورية، فمنهم من حلق لحيته وتجولت النساء بوجوه مكشوفة، وقامت بعضهن بتدخين السجائر.
وأعلن تحالف قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، سيطرته الكاملة على مدينة منبج الواقعة في شمال سوريا قرب الحدود التركية، بعد مغادرة آخر مقاتلي التنظيم.
ونشرت وكالات الأنباء العالمية، صوراً تظهر مظاهر الاحتفال في مدينة منبج، بعد السيطرة عليها.
وأظهرت الصور امرأة تنظر مبتسمة إلى نقابها المحروق الذي أجبرت على ارتدائه من قبل عناصر «الدولة الإسلامية»، بينما يظهر رجل آخر مبتهجاً بقدرته أخيراً على حلق لحيته.
كما أظهرت صور لرويترز عددا من السكان يتم إطلاق سراحهم من منطقة خاضعة لسيطرة التنظيم، وتستقبلهم قوات سوريا الديمقراطية.
وأكد التحالف الذي يضم مقاتلين عرب وأكراد تحرير ألفي شخص كان مسلحو «الدولة الإسلامية» قد استخدموهم كدروع بشرية أثناء فرارهم من المدينة.
واستغرقت المعارك 73 يوما، بحسب تحالف قوات سوريا الديمقراطية، لتحرير المدينة التي استولى عليها التنظيم منذ عامين.
وتمثل عملية منبج التي لعبت فيها القوات الخاصة الأمريكية دوراً مهماً على الأرض، أكثر الانتصارات طموحاً تحققها جماعة متحالفة مع واشنطن في سوريا منذ أن شنت الولايات المتحدة حملتها العسكرية ضد التنظيم قبل عامين.
وتمثل خسارة منبج ضربة قوية للتنظيم نظرا لأهميتها الاستراتيجية، حيث كانت طريقاً لنقل المقاتلين الأجانب والإمدادات من الحدود التركية.
وقال «صالح مسلم»، أحد قادة التحالف إنه «بعد تحرير منبج، لن يتمكن مسلحو تنظيم الدولة من السفر بسهولة إلى أوروبا».
وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي «فيديريكا موغيريني» قد علقت على أنباء استخدام مدنيين كدروع بشرية، قائلة إن التنظيم لا يزال «يمثل تهديدا لمواطني سوريا والعراق والمنطقة، بالإضافة إلى أوروبا وما وراءها».
وأضافت أن «التقدم العسكري في الآونة الأخيرة ضد داعش من جانب التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية مرحب به والاتحاد الأوروبي مستمر في الالتزام بجهود في إطار التحالف».
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، قد أفاد بأن قرابة 500 سيارة غادرت مدينة منبج على متنها عناصر التنظيم ومدنيون.