أنقرة تطالب «إن بي سي» الأمريكية بالاعتذار لادعائها طلب «أردوغان» اللجوء لألمانيا

الثلاثاء 26 يوليو 2016 05:07 ص

طالبت السفارة التركية في العاصمة الأمريكية واشنطن، قناة إن بي سي الإخبارية، بتقديم اعتذار رسمي إلى تركيا لنشرها تقرير كاذب تحدث عن طلب الرئيس، «رجب طيب أردوغان»، اللجوء لألمانيا أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت منتصف يوليو/تموز الجاري.

وقالت السفارة التركية في رسالة وجهتها الإثنين، إلى الشبكة الأمريكية: «نطالب إن بي سي والصحفي العامل بها، كايل غريفين، بإصدار اعتذار رسمي لتصرفهما غير المقبول هذا»، مشيرة إلى أن عدم قيامهما بذلك سوف يثير العديد من التساؤلات حول الحيادية في القناة والدقة الصحفية.

وأضافت: «نطلب من (إن بي سي) الإخبارية معالجة التناول الصحفي غير المقبول على الإطلاق الذي قمتم به خلال محاولة الانقلاب في تركيا».

وشددت الرسالة على أن «مزاعم غريفين، بأن الرئيس أردوغان طلب اللجوء إلى ألمانيا، كانت كاذبة بشكل كلي، وغير مقبولة ولا يوجد أي دليل موثوق يدعمها».

وادعى «غريفين» في تغريدة له على حسابه بموقع «تويتر» يوم 15 يوليو/تموز الجاري، أن «مسؤولا رفيعا في الجيش الأمريكي أخبر قناة (إن بي سي) بأنه تم منع أردوغان من الهبوط بطائرته في اسطنبول، وتشير التقارير إلى أنه يسعى للحصول على اللجوء في ألمانيا».

وتابعت رسالة السفارة «للأسف، فإن هذا التقرير الكاذب الذي اعتمد على مصدر عسكري أمريكي غير مسمى، قد تم تناوله عبر كثير من وسائل الإعلام يوم 15 يوليو، ولا حاجة للقول إن هذا التقرير الكاذب في مثل ذلك الوقت الحرج بالنسبة لتركيا كان غير مسؤولٍ للغاية، وزاد من الكم العالي للتضليل الإعلامي الذين كان موجوداً في الأساس».

واعتبرت السفارة في رسالتها أن تناول المعلومة «بطريقة غير احترافية ونشرها دون التحقق من مصداقيتها أو موثوقية المصدر، مسألة مشينة».

انحياز بي بي سي

وفي السياق ذاته، أعرب وزير الدفاع التركي «فكري إشيق» لنظيره البريطاني «ميشيل فالون»، عن أسفه لنشر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أخبارا منحازة لمحاولة الانقلاب.

جاء ذلك في اتصال هاتفي بين «إشيق وفالون»، بحسب مصادر في وزارة الدفاع التركية.

ونقلت المصادر عن «إشيق» قوله خلال الاتصال «ننتظر نشر الهيئة المذكورة أخبارا صحيحة متعلقة بالموضوع (محاولة الانقلاب الفاشلة)».

كما شكر «إشيق» بريطانيا على دعمها وتضامنها مع تركيا عقب محاولة الانقلاب التي نفذتها منظمة «فتح الله كولن»(الكيان الموازي)، معربا عن رغبة تركيا في مواصلة التعاون بين البلدين عقب الاستفتاء البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي (23 يونيو/ حزيران الماضي)، وتعزيز العلاقات الحالية بشكل أكبر.

من جانبه، أوضح «فالون» أن بلاده رحبت بإحباط محاولة الانقلاب، مبدياً إعجابه بالدعم والتضامن الذي أظهره الشعب والأحزاب المعارضة في تركيا للقيم الديمقراطية، وسيادة القانون.

وأكد أن بريطانيا تقف إلى جانب الحكومة المنتخبة والمدعومة شعبياً في تركيا، معرباً عن استعدادهم لتقديم كافة أشكال الدعم لها.

وشدد «فالون» على أنهم سيبلغون الهيئة (بي بي سي) بأقرب وقت بخصوص انزعاج تركيا.

جدير بالذكر أن الجالية التركية في بريطانيا، أعربت عن سخطها من التغطية الإخبارية لشبكة بي بي سي البريطانية، لأحداث محاولة الانقلاب، واصفةً تغطيتها بالبعيدة عن الحقيقة.

وسائل إعلام منحازة

وشهدت تغطية العديد من وسائل الإعلام العربية والغربية انحيازا واضحا لمحاولة الانقلاب وصلت إلى حد تمني نجاحها وإسقاط الرئيس التركي.

فعلى سبيل المثال جاءت تغطية قناة «سكاي نيوز عربية» التي تديرها وتمولها دولة الإمارات العربية المتحدة من محاولة الانقلاب مثيرة للجدل بشكل كبير، حيث لم تخف القناة في تغطيتها منذ اللحظات الأولى الاحتفاء بالتحرك العسكري في تركيا.

ولم تكتف القناة على شاشتها وعبر تغريداتها على «تويتر» باتباع نهج بدا للكثيرين تحريضيا ضد الرئيس التركي وحكومته، لكنها نشرت تغطيات بدت أقرب لكونها أكاذيب أو «فبركات» صحفية، منها الحديث حول «الترحيب بنزول دبابات الجيش التركي للشوارع»، و«طلب أردوغان اللجوء إلى ألمانيا»، أو الحديث حول «رفض السماح لطائرة أردوغان بالنزول في مطار إسطنبول».

وجاءت تغطية قناة «العربية»، لأحداث الانقلاب الفاشل منحازة بشكلٍ واضح للانقلابيين في تركيا، خاصة بعدما حاولت القناة مقارنة ما حصل في مصر من انقلاب عسكري عام 2013، واصفةً إياه بـ«الربيع العربي»، بما يحدث في تركيا، ووصفته «الصيف التركي».

واتهمت مذيعة العربية الشعب التركي بحمل السلاح، ولوحت بأن تركيا قد تتجه نحو حربٍ أهليّة.

فيما أعربت أخرى عن أسفهما لفشل الانقلاب في نشرة الأخبار لتقول بعد ذلك إنها هفوة غير مقصودة.

وتضمنت، عناوين عدد من الصحف المصرية وتغريدات إعلاميين مصريين، احتفاء بالمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا وشماتة استباقية لـ«رجب طيب أردوغان».

نيويورك تايمز الصحيفة الأمريكية العملاقة وصفت الشعب التركي الذي نزل إلى الشوارع استجابة لـ«أردوغان» بأنهم «خراف».

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة 15 يوليو/ تموز الجاري، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة «فتح الله غولن» (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفق تصريحات حكومية وشهود عيان.

وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث طوق المواطنون مباني البرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب مما ساهم في إفشال المحاولة الانقلابية.

يذكر أن عناصر منظمة «كولن» قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.

  كلمات مفتاحية

بريطانيا تركيا واشنطن انقلاب

مذيعة العربية عن قولها «للأسف محاولة الانقلاب فشلت»: «هفوة»

«جاويش أوغلو» يرد على نيويورك تايمز بعد وصفها الأتراك من رافضي الانقلاب بـ«الخراف»

«سكاي نيوز» تواصل ترويج الأخبار الكاذبة وتدعي انفجارا ضخما في أنقرة

«السويدان» عن التغطية الإعلامية لانقلاب تركيا: هناك إعلام متطور.. وآخر مصري

«تويتر» يدشن «حملة البصق على العربية» بسبب تغطية انقلاب تركيا

رويترز: «أردوغان» طلب من مجلس النواب ربط هيئة الأركان والاستخبارات برئاسة الجمهورية

تركيا تستدعي القائم بأعمال السفير الألماني احتجاجا على منع كلمة لـ«أردوغان»

مؤسس «ويكيليكس»: شائعة فرار «أردوغان» إلى ألمانيا جاءت من مصادر عسكرية أمريكية لتقوية الانقلابيين

أزمة في العلاقات التركية ـ الألمانية بسبب تقرير يتهم أنقرة بدعم الجماعات المتشددة

35 تركيا بينهم دبلوماسيون طلبوا اللجوء إلى ألمانيا بعد محاولة الانقلاب