رد وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» على تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بعد وصفها أفراد الشعب التركي الذين استجابوا لنداء الرئيس «رجب طيب أردوغان» بالنزول للشارع لرفض الانقلاب بـ«الخراف».

ونشر «جاويش أوغلو» تغريدة على «تويتر» قال فيها: «نيويورك تايمز تأسف كثيرا؛ لأن محاولة الانقلاب الدموية فشلت. نأسف، لكن الشعب التركي سيستمر في تخييب آمالكم».

وكانت صحيفة نيويورك تايمز نشرت تقريرا بعنوان «أنصار أردوغان أغنام، سوف يتبعون كل ما يقول».

وعادت الصحيفة بعد الانتقادات لتعدل العنوان وتنشر التقرير في تغريدة على «تويتر، وتقول: «الاقتباس السابق يعود إلى إصدار قديم من هذه المادة. وهنا التقرير المعدل، الذي يتحدث عن رد فعل السلطات العنيف بعد الانقلاب».

وبحسب مراقبين، فقد غطت الصحف الغربية محاولة الانقلاب الفاشلة بشكل منحاز للانقلابيين، فضلا عن حالة الابتهاج والترحيب التي انتابتها في الساعات الأولى من الانقلاب، وبعد فشله، ظهرت الإدانات ولكن على مضض.

وذهبت وسائل إعلام غربية بما فيها الأمريكية للقول إن الانقلاب نجح، وبدأت تبني تحاليلها على ذلك، وذهب عدد من المعلقين للقول إن أردوغان انتهى وهو بصدد الهروب إلى ألمانيا.

وبعد فشل المحاولة وخروج الشعب التركي للدفاع عن خياره الديمقراطي، بدأت المواقف الغربية بالتغيّر من حالة الترحيب إلى إدانة الانقلاب لكنها كانت على استحياء، حيث نددت الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية، بشكل رسمي بمحاولة الانقلاب، لكن لم يتصل أي رئيس دولة غربية بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان».

واعتبر المراقبون أن تعامل الولايات المتحدة كما أوروبا مع الانقلابات في العالم لم يتغير منذ عقود، فما يعنيها من هو المنقلب عليه؟ ولمصلحة من يصب هذا الانقلاب؟ بصرف النظر عن الديمقراطية، أي أنها تدعم من ينسجم مع سياستها.

وشهدت مدينتا أنقرة واسطنبول، مساء الجمعة الماضي، محاولة انقلاب فاشلة قادتها عناصر محدودة في الجيش تتبع «منظمة الكيان الموازي» التي يقودها «فتح الله كولن»، حاولوا خلالها السيطرة على المؤسسات الأمنية والإعلامية، لكنها قوبلت باحتجاجات شعبية عارمة، وقوبلت المحاولة باحتجاجات شعبية عارمة ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب مما ساهم في إفشال الأمر.

كما قوبلت بردود فعل واسعة النطاق من قبل دول ومؤسسات عربية وإسلامية وأفريقية ما بين منددة بالمحاولة وأخرى مشيدة بالانتصار الذي حققه الشعب التركي ووقوفه إلى جانب الشرعية الدستورية في وجه المحاولة الفاشلة.