أمريكا تنفي أي دور لها في محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا

السبت 30 يوليو 2016 07:07 ص

نفى المتحدث باسم البيت الأبيض، «إريك شولتز»، مساء الجمعة، أن يكون لبلاده أي دور في الانقلاب الفاشل الذي وقع في تركيا منتصف الشهر الجاري، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية أعلنت مراراً وتكراراً عن دعمها للحكومة التركية المنتخبة.

وفي موجزه الصحفي الذي عقده من واشنطن، قال «شولتز» «أي تخمينات تتعلق إما بوقوف الولايات المتحدة وراء الانقلاب، أو كانت ضالعة أو على دراية به، لا أساس لها».

وأردف قائلا «الحكومة الأمريكية ترفض هذه التخمينات»، مضيفاً أن «الرئيس باراك أوباما، حذر من أن هذا النوع من التخمينات (..) ستؤثر على علاقاتنا مع تركيا».

وأكد متحدث البيت الأبيض، أن «أمريكا أدانت مرارا وتكرارا الانقلاب الفاشل في تركيا، وعبرنا مراراً وتكراراً عن دعمنا للرئيس رجب طيب ردوغان، وكذلك عبرنا عن دعمنا للحكومة التركية المنتخبة ديمقراطياً».

وتابع «شولتز» «الشعب التركي تعرض إلى صدمة جراء ما حدث (ليلة الانقلاب)»، مضيفاً «أوباما أكد أن ما حدث في تركيا كان ليسبب الصدمة نفسها للشعب الأمريكي فيما لو وقع انقلاب على أراضيها».

وفي رد على سؤال صحفي حول الإجراءات التي تتخذها الحكومة التركية في التعامل مع المتورطين بالانقلاب، قال «شولتز «الولايات المتحدة تدعم بشدة حرية التعبير في مختلف أصقاع العالم، وما يقلق الرئيس (أوباما) هو عندما يقوم بلد بغلق وسائل الإعلام أو تقييد المبادئ العالمية (لحقوق الإنسان)».

تصريحات أسيء فهمها

من جهة أخرى، أوضحت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، مساء الجمعة، أن تصريحات قائد عمليات المنطقة الوسطى الجنرال، «جوزيف فوتيل»، المتعلقة بالضباط العسكريين المشاركين في الانقلاب قد أسيء فهمها، وأن المقصود من تصريح الضابط الأمريكي هو أن تغيير الطواقم العسكرية سيؤثر على فعالية العمليات العسكرية الجارية.

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم البنتاغون، «بيتر كوك»، قائلا «أي تقرير تحدث عن دعم الجنرال (جوزيف) فوتيل، بأي طريقة، لضباط الجيش التركي الذين قاموا بأعمال عسكرية غير قانونية ضد الحكومة التركية هو غير دقيق، ولا صلة له بالواقع».

وتابع «كوك» في الموجز الصحفي الذي عقده من مقر الوزارة بواشنطن «لقد أدانت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً الانقلاب الفاشل في تركيا وسنواصل الإعراب عن دعمنا المطلق للحكومة التركية المنتخبة ديمقراطياً والمؤسسات الديمقراطية».

وأشار «كوك» إلى أن «المسؤوليين العسكريين الأمريكيين مستمرين بالتواصل والتعاون مع نظرائهم الأتراك بشكل يومي».

وفي وقت سابق، أعرب كل من مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية (سي أي أيه)، «جيمس كلابر»، و«فوتيل»، في ندوة بمنتدى أسبن الأمني، بولاية كولورادو، عن قلقهما من "إبعاد وإقالة عدد كبير من المسؤولين العسكريين الأتراك»، ممن تورطوا في محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو الحالي، بدعوى أن ذلك "قد يعرقل التعاون التركي-الأمريكي في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي».

وانتقد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، تعليقات «فوتيل» في كلمة ألقاها من مقر رئاسة القوات الخاصة (تعرض لقصف الانقلابيين) بالعاصمة أنقرة، قائلاً «تطهير قواتنا من الانقلابيين أزعج الجيش والاستخبارات الأمريكية. حيث انبرى أحد الجنرالات أو الأدميرالات في أمريكا (في إشارة لفوتيل) وبالتزامن مع ما يجري (في تركيا) ليقول: شخصيات من مستويات عليا في القيادة، كنّا نتواصل معهم، قد باتوا خلف قضبان السجون».

وتابع «أردوغان» «على الإنسان أن يخجل قليلًا، هل أنت مخوَّلٌ بالخوض في هذه الأمور واتخاذ قرارات في هذا الصدد؟، من أنت؟ عليك قبل كل شيء أن تعرف حدودك وتعرف نفسك».

ودعا الرئيس التركي الجنرال الأمريكي، لتقديم الشكر لتركيا، التي أفشلت الانقلابيين، قائلاً «عليك أن تقدم الشكر باسم الديمقراطية، لهذه الدولة التي تمكنت من دحر الانقلابيين، عوضًا عن الاصطفاف بجانبهم، لا سيما أنَّ متزعم الانقلاب مقيم في بلدك، ويتلقى الدعم منكم (في إشارة لفتح الله غولن المتهم بقيادة الانقلاب الفاشل)».

ونفى «فوتيل» في بيان مكتوب نشرته الأناضول وجود علاقة تجمعه مع الضباط المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة.

وقال في بيانه «أية تقارير تحدثت عن وجود علاقة لي بالانقلاب الأخير الفاشل في تركيا، هي مؤسفة وغير دقيقة»، مشددًا أن تركيا كانت ولا تزال، شريكاً غير اعتيادي وحيوي في المنطقة على مر السنين، ونحن نقدر استمرار تعاونهم (الأتراك) ونتطلع إلى شراكتنا في محاربة (تنظيم) داعش (الدولة الإسلامية)».

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة فتح الله كولن» (الكيان الموازي)، حاولوا السيطرة على مفاصل الدولة.

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

وقامت عناصر منظمة «فتح الله كولن» الذي يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1999- بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة، والقضاء، والجيش، والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.

  كلمات مفتاحية

تركيا أمريكا انقلاب

«جاويش أوغلو»: تعاوننا مع واشنطن في مجال الإرهاب يفرض عليها تسليم «كولن»

«أردوغان» لـ«رويترز»: الانقلاب كشف قصورا في عمل المخابرات ونضع هيكلا جديدا للجيش

«البنتاغون»: محاولة الانقلاب في تركيا كانت مفاجأة لنا

اعتقال 11 عسكريا تركيا بينهم قائد قاعدة «إنجرليك» على خلفية محاولة الانقلاب

«أردوغان» يدعو الولايات المتحدة لتسليم «كولن» ويشدد على ضرورة تطهير الجيش

«أردوغان»: من نصبوا فخ الانقلاب لتركيا وقعوا فيه ونجحنا في إحباط مخططهم خلال 20 ساعة

تركيا.. حبس 12 ألف و96 شخصا على خلفية محاولة الانقلاب الفاشل

لتخفيف حدة التوتر بين البلدين.. «كيري» يزور «أنقرة» نهاية الشهر الحالي

‏⁧‫دون أن يذكر «كولن».. «أوباما» لـ«أردوغان»: نعمل لضمان تقديم مدبري الانقلاب⁩ إلى العدالة