تقدمت صحيفة «الرياضية» السعودية، باعتذار عن مقال للكاتب «تركي العواد»، حارس مرمي نادي «الهلال» السعودي السابق، الذي نشرته أمس، وتضمن كلمات مسيئة للمرأة السعودية وأثار ردود أفعال واسعة.

ونوهت لصحيفة إلى اعتذراها في صدر الصفحة الأولى الصادرة اليوم الجمعة، وقالت: «تعتذر صحيفة الرياضية لقرائها عما تضمنه مقال الكاتب الدكتور تركي العواد (مهمة ريمة المستحيلة) المنشور في العدد الصادر يوم الأربعاء من عبارات مزعجة وغير لائقة بحق المرأة والأم السعودية».

وأضافت: «الكاتب لم يوفق في بعض الكلمات التي أوردها في زاويته، لذا وجب التنويه والاعتذار».

وكانت حالة من الغضب، انتابات نشطاء موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بالسعودية، أمس، إثر مقال «العواد»، حارس نادي «الهلال» السعودي السابق، وصف فيه الأمهات السعوديات باللاتي «لا ينجبن إلا الدرباوية» وذلك في نهاية مقالة الذي تحدث فيه عن الأميرة «ريمة» التي تعتبر أول امرأة في منصب رياضي، وأول وكيلة في تاريخ الهيئة العامة للرياضة.

ووصف الكاتب مهمة الأميرة بـ«المستحيلة»، خاصة أن الرياضة النسائية في السعودية «بلا نساء والمرأة السعودية بالكاد تتحرك بسبب الشحوم المتراكمة».

وقال «العواد» في مقاله: «نريد أمهات صالحات مثقفات رياضيات.. لا أمهات مفلسات تكاد تقتلهن السمنة لا ينتجن إلا الدرباوي ومدمن المخدرات».

مقال «العواد»، أثار غضب مغردون سعوديون، حتى دشنوا وسما بعنوان «تركي العواد يسيئ للسعوديات»، ردا على مقال اللاعب السابق، شارك فيه ما يقرب من 100 ألف مغرد. (طالع المزيد)

وكانت وزارة الثقافة والإعلام، تفاعلت سريعاً أمس بعد تلقيها شكاوى من مواطنين، حيث قررت إيقاف الكاتب وإحالة ملف القضية للجنة الإبتدائية المستقلة في وزارة الثقافة والإعلام، للتحقيق وإتخاذ الإجراءات النظامية حيال الكاتب.

المتحدث باسم الوزارة «أنس القصير»، قال لصحيفة «الحياة»، إن نظام الوزارة يحظر الإساءة إلى المواطن أو المواطنة السعودية أو حتى المقيم في وسائل الإعلام، على حد سواء، مؤكداً أن الوزارة لن تتردد في حماية الحق العام للمُسَاء إليهم.

وأضاف: «نظام الإساءة، عبر وسائل الإعلام المختلفة، يخضع للأنظمة القانونية في ما يتعلق بنظام النشر والمطبوعات، والمؤسسات الصحافية، ونظام مخالفات الإعلام المرئي والمسموع»، مؤكداً أن المخالفات تنظر فيها اللجان القانونية المسؤولة في الوزارة ضد المخالفين، بحسب تغريدة للوزارة عبر معرفها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس.

وكان الكاتب «العواد»، قد قدَّم اعتذاره، في تقرير سابق نشرته صحيفة «سبق» بقوله: «أعتذر لكل من أغضبه المقال أو أساء له أو حتى ضايقه».

وأضاف: «هذا الموضوع لم أقصد منه الإساءة لأي شخص وخصوصاً المرأة السعودية فهي تستحق منًا الإشادة والتقدير والاحترام».

وتابع: «لا مزايدة في هذا الموضوع وغداً سيكون لي مقال اعتذار في الصحيفة أوجهه لكل شخص أثار المقال حفيظته، وليس هناك مجال لاختلاق الأعذار وإذا فهم الناس الموضوع بشكل غير جيد فالمطلوب مني الاعتذار».

وختم: «المرأة السعودية كرامتها محفوظة ونحن دوماً نحترم أمهاتنا وأخواتنا، وكل ما حدث هو الترحيب بالقادمة الجديدة للوسط الرياضي الأميرة ريما ولكن إذا فُهمت بشكل مسيء للمرأة فأنا أعتذر للجميع وليس للمرأة وحدها».

و«تركي العواد»، هو حارس نادي «الهلال» السعودي السابق، حيث حصل على الدكتوراه في جامعة شفلد في الإعلام، وهو أستاذ في المعهد الدبلوماسي حالياً، ودرس في أمريكا وغاب عن الوطن لمدة أربع سنوات إذ تخصص في الاعلام وكان له ركن خاص، في جريدة «الرياض».

قدم العديد من الكتابات حول اللاعبين ومستقبلهم، ورواتبهم وتقاعدهم، كما أنه لم يمنعه انتسابه لنادي «الهلال»، من نقد فريقه في أكثر من موضع.