تخمة معروض المنتجات النفطية العالمي تهدد تعافي الخام

الأربعاء 10 أغسطس 2016 04:08 ص

نيويورك - تضخمت مخزونات البنزين والديزل إلى مستويات قياسية مرتفعة في أنحاء العالم مما لا يدع مجالا يذكر أمام شركات التكرير والتجار لطرح الإمدادات الزائدة الأمر الذي يهدد بتخفيضات إنتاج واسعة النطاق قد تخرج تعافي سعر النفط عن مساره.

جرت العادة أن تتعامل شركات التكرير الأمريكية والأوروبية مع فائض المخزونات الإقليمية عن طريق تصدير الإمدادات الزائدة إلى الأسواق ذات الهوامش القوية للديزل والبنزين والمنتجات النفطية الأخرى. لكن صهاريج التخزين أصبحت مترعة من هيوستن إلى سنغافورة بفعل أشهر من معدلات تشغيل فوق المتوسط لمصافي التكرير العالمية وزيادة الطاقة التكريرية عالميا.

وفي حين تعاني سوق الخام من تخمة المعروض العالمي لعامين فإن تخمة المنتجات المكررة العالمية تعد ظاهرة جديدة نسبيا وهي نتاج قيام شركات التكرير بتعزيز الإنتاج العام الماضي وأوائل العام الحالي للاستفادة من أسعار الخام الرخيصة والهوامش الكبيرة.

والخيار الوحيد أمام شركات التكرير الآن هو خفض الإنتاج حسبما يقول معظم المحللين والمسؤولين التنفيذيين بالمصافي وهي العملية التي بدأتها بالفعل بعض شركات التكرير في الولايات المتحدة وأوروبا. وسيضعف هذا بدوره - على الأقل في المدى القريب - الطلب على النفط الخام ويفرض سقفا على الأسعار.

كان خام القياس العالمي برنت بلغ أعلى مستوى في ستة أشهر عندما سجل 52.51 دولار للبرميل في يونيو حزيران مما أثار حديثا عن تعاف نفطي مستدام لكن المخاوف من فائض مخزونات المنتجات العالمية أضعف الطلب على الخام وساهم في دفع الأسعار مجددا صوب 40 دولارا في وقت سابق هذا الشهر.

وقال مارك روت كبير اقتصاديي الأمريكتين لدى كيه.بي.سي أدفنسد تكنولوجي في هيوستون "ما لم تتراجع المخزونات وحتى ذلك الحين فإننا لن نرى زيادة مستدامة في أسعار الخام." وقال روت إنه لا يتوقع أن تستعيد السوق توازنها حتى منتصف 2017.

وأشار محللو مورجان ستاني في مذكرة يوم الاثنين إلى أن تراجع أسعار النفط في الفترة الأخيرة قد عزز في واقع الأمر هوامش التكرير مما شجع شركات التكرير على إنتاج المزيد وتأجيل تخفيضات الإنتاج.

وظلت هوامش التكرير ضعيفة معظم العام الحالي بفعل تضخم المخزونات مما هبط بأرباح شركات التكرير المستقلة مثل فاليرو وماراثون بتروليوم وشركات النفط الكبرى مثل إكسون موبيل وبي.بي.

كانت مخزونات البنزين الأمريكية التي سجلت مستويات قياسية مرتفعة في وقت سابق هذا العام قد ختمت الأسبوع الماضي عند 238 مليون برميل مرتفعة خمسة بالمئة عن المتوسط الموسمي لخمس سنوات وفقا لوزارة الطاقة الأمريكية. وكانت مخزونات نواتج التقطير الأمريكية - الكيروسين ووقود الطائرات والديزل ومنتجات أخرى - مرتفعة 36 بالمئة فوق المتوسط الموسمي لخمس سنوات عند 153 مليون برميل.

مخزونات المنتجات النفطية الأوروبية مرتفعة أيضا في مركز أمستردام-روتردام-أنتويرب. فمخزون البنزين مرتفع أكثر من 17 بالمئة عنه قبل عام قرب مستويات قياسية عند 1.16 مليون طن وفقا لبيانات بي.جيه.كيه انترناشونال.

ومخزونات نواتج التقطير في أمستردام-روتردام-أنتويرب مرتفعة اثنين بالمئة عن العام الماضي عند 3.27 مليون طن مع قيام بعض التجار بتخزينها في سفن خارج الموانئ الأوروبية. وفي ألمانيا أكبر أسواق الديزل بالقارة بلغت مخزونات المستهلكين في أوائل يوليو تموز أعلى مستوى في سبع سنوات لهذا الوقت من السنة.

وفي حين لا توجد بيانات لقياس مخزونات الوقود الآسيوية فإن مصادر بالقطاع تقول إنها مرتفعة جدا أيضا. وفي سنغافورة مركز تجارة الخام والمنتجات المكررة الرئيسي في المنطقة فقد امتلأت معظم مستودعات التخزين البرية أو اقتربت من مستويات قياسية مرتفعة مما دفع لاستخدام الناقلات للتخزين.

وقال مسؤول تنفيذي بمصفاة تكرير كندية "لا أحد يستهلك الخام بل يستهلكون المنتجات.. إلى أن نرى تلك المخزونات تتراجع فسيكون من الصعب حقا أن يعاود الخام الصعود بقوة."

المصدر | غاريت رينشاو | رويترز

  كلمات مفتاحية

معروض المنتجات النفطية العالمي تهديد تعافي الخام مخزونات البنزين والديزل شركات التكرير التجار الإمدادات الزائدة تخفيضات إنتاج واسعة

ارتفاع أسعار النفط لتوقعات بدعم بعض المنتجين للسوق

أسعار النفط تهبط مع تلاشي آمال تثبيت الإنتاج