تصاعد الحملات الشعبية المطالبة بإلغاء «شبكة الزواج» في مصر

الأربعاء 17 أغسطس 2016 01:08 ص

أطلقت عدة قرى ومدن بمحافظة سوهاج بصعيد مصر، حملة «بلاها شبكة» بعد الارتفاع الجنوني الذي وصلت إليه أسعار الذهب، ما يمثل عائقا كبيرا أمام زواج الشباب، وقاموا بإنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تدعو العائلات  إلى التخلي عن مفهوم الشبكة عند الزواج تيسيرا على الشباب.

وتشهد مصر حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقلت إلى سجال بالشارع، لإلغاء الشبكة التي تقدم للعروس وتكون من الذهب، تيسيرا على الشباب.

وأخذت الحملات زخما لافتا بعد أن طبقت قرى مصرية، جنوبي البلاد، الفكرة بالفعل، وتعهدت العائلات بها على إلغاء هذا التقليد، الذي ظل راسخا تتوارثه الأجيال، بل وذهبوا إلى إلغاء الرفاهيات من أثاث المنزل، والاهتمام بالقطع الأساسية فقط.

وأعلنت عائلات قرية «نجع الجديدة» في محافظة قنا (جنوبي البلاد)، تفعيل الخطوة بإلغاء الشبكة من مراسم الزواج، وذلك في اجتماع حاشد للأهالي بمسجد رئيسي بالقرية، الأسبوع الماضي، ولحقتها قريتان بالمحافظة نفسها هما «كوم بلال»، و«البراهمة».

ووفقا للقائمين على المبادرة، في عدة محافظات بمصر، فإن الهدف الرئيسي منها حل مشكلة 13.5 مليون شاب وفتاة أدرجهم تقرير «الجهاز المركزي للمحاسبات» (حكومي) ضمن من تعداهم سن الزواج.

وذكر التقرير، الصادر منتصف العام الماضي، أن عدد من تخطوا سن 35 عاما دون زواج، وصل إلى 11 مليون فتاة وقرابة 2.5 مليون شاب.

وتفاعل آلاف الشباب المصريين مع حملة أطلقها مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لإلغاء الشبكة وتخفيف تكاليف الزواج.

وحظيت المبادرة بكل هذا الدعم لمواجهة ارتفاع أسعار الذهب الذي اقترب سعر الجرام الواحد (عيار 21) من 500 جنيه (نحو 50 دولارا أمريكيا).

وانطلقت المبادرة في البداية من قرية «نجع الجديدة» في محافظة قنا، عندما دعت مجموعات شبابية، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إلى إلغاء الشبكة في مبادرة بعنوان «زواج بلا شبكة»، ليتداولها الشباب من قرية إلى أخرى، وتنتقل إلى أرض الواقع بنقاشات ساخنة بين رؤوس العائلات.

وحملت المبادرة أكثر من عنوان آخر على مواقع التواصل الاجتماعي، أبرزها «معا لإلغاء الشبكة»، و«بلاها شبكة»، و«جوزني بدون ذهب»، و«زواج بدون ذهب» إلى جانب «ضد المغالاة في تكاليف الزواج».

وقال «إسلام السعيد» (25 عاما) من محافظة بني سويف (وسط)، ومدشن صفحة معا لإلغاء الشبكة" على موقع «فيسبوك»، إنه لم يتزوج حتى الآن بسبب ارتفاع تكاليف الزواج، مشيرا إلى أنه أطلق الدعوة لأول مرة في 2013، إلا أنها لم تلق قبولا واسعا وقتها.

وأرجع «السعيد» أسباب التأييد الواسع للدعوة في الوقت الحالي إلى الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب ليقارب لأول مرة 500 جنيه للجرام الواحد.

وفي سياق متصل، قالت «رحاب عليوة»، (24 عاما/غير متزوجة)، من محافظة الجيزة، غرب العاصمة القاهرة، إن الفكرة جيدة؛ فالمغالاة في الشبكة إهانة للمرأة التي تتحول إلى سلعة يتم الفصال حولها في مجالس الرجال.

وطالبت «عليوة» المرأة برفض تقييمها بوزن الذهب الذي تتزين به، مشيرة إلى أن الدين الإسلامي نهى عن المغالاة في المهور.

غير من جهة أخرى، اعتبرت «شروق غنيم» (22 عاما/خريجة جامعية غير متزوجة)، أن الشبكة ضرورة في الزواج وإذا لم يستطع الرجل شراءها، فيمكن استبدالها بشيء آخر لكن لا يجب إلغاؤها.

وأضافت: «الشبكة تمثل للفتيات فرحة منتظرة ولا يحق لأحد حرماننا منها، واصفة تلك الحملات بـ«غير الواقعية ومن الصعب تنفيذها».

إلى ذلك، قال وكيل مديرية الأوقاف بمحافظة الجيزة (منصب حكومي)، «عبدالناصر بليح»، إن الدين الإسلامي دعا إلى عدم المغالاة في المهور، مشيرا إلى أن الدعوة الأخيرة محمودة وتوافق ما سجلته السنة الشريفة.

وتابع: «النبي محمد صلى الله عليه وسلم تزوج بمهر بسيط، ولم يدفع أكثر من 12 درهما كمهر لبعض زوجاته، كما أنه زوج بعض الصحابة بخاتم من حديد أو بما يحفظون من القرآن الكريم».

وكشف «بليح» أن وزارة الأوقاف اعتمدت خطة تبدأ من منتصف الشهر الجاري بتنظيم محاضرات نسائية في المساجد الكبرى تحت عنوان (المغالاة في المهور) لبيان موقف الشرع منها.

وقال إن واعظات معتمدات من الأزهر ستلقين محاضرات بتلك المساجد وستكون للنساء فقط؛ ﻷن الأم هي من تتحكم في بعض الأوقات في قيمة الشبكة.

في غضون ذلك، قالت المحامية الحقوقية «انتصار السعيد»، مديرة «مؤسسة القاهرة للقانون» (غير حكومية تعني بشؤون الأسرة)، إن الحملة جيدة من حيث الهدف، لكنها تتوقع أن تواجه صعوبات في تطبيقها بسبب تحكم العرف.

وأضافت: «الحديث عن حفظ الشبكة لحقوق الزوجة غير صحيح؛ لأنه غالبا، -إذا لجأت امرأة للانفصال- فإنها تفضل الخلع حتى تتخلص من زوجها ولا تفكر في شبكة أو غيرها من الحقوق».

وأشارت إلى أنه في معظم الحالات تجبر الزوجات، اللاتى حظين بشبكة ذات قيمة عالية، على تسليمها لزوجها بعد العرس ليبيعها ولا تستطيع الاحتفاظ بها لنفسها.

في المقابل، استبعد «سعيد صادق» أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية في القاهرة، احتمالية نجاح الفكرة -خصوصا في الريف المصري- الذي يعد معقلا للعادات والتقاليد.

وقال «صادق» إن الريف المصري يحتل نحو 58% من مساحة البلاد، وبه أعلى نسب الفقر والأمية لذلك فإن من الصعب إثناءه عن العرف السائد، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الفكرة يمكن أن تطبق في المدن وبعض المناطق، التي تقطنها الطبقة المتوسطة؛ لأنها ستكون أكثر تفتحا وقبولا للمبادرة.

ويتأثر الذهب بشكل كبير بارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية حيث يزيد ذلك من تكلفة حيازته نظرا لأنه لا يدر عائدات بينما يرتفع الدولار المقوم به المعدن النفيس.

  كلمات مفتاحية

مصر الذهب الفضة الدولار الزواج العنوسة

مصريون يدشنون وسم «مش هتجوز علشان» وارتفاع أسعار الذهب تتصدر

مصر.. الارتفاع الجنوني للذهب يدفع الشباب المقبل على الزواج إلى الفضة

«السيسي»: قريبا سيتمكن المواطن من شراء الدولار بسعر موحد في البنوك

الدولار الأمريكي والجنيه المصري

«الإحصاء»: ارتفاع نسبة الفقر في مصر إلى 28% في 2015