مغردون إماراتيون بعد «عام على اعتقال ناصر بن غيث»: صاحب كلمة حق

الخميس 18 أغسطس 2016 03:08 ص

أحيا مغردون إماراتيون، ذكرى مرور عام على اعتقال الأكاديمي الإماراتي «ناصر بن غيث»، مطالبين بإطلاق سراحه، ومعاقبة الفسدة والمجرمين وليس الإصلاحيين.

واعتقل «بن غيث» في 18 أغسطس/ آب 2015، على يد ضباط يرتدون ملابس مدنية في أبوظبي، قبل أن يفتشوا منزله ويصادروا بعض متعلقاته الشخصية، عقب وقت قصير من حديثه عبر الانترنت عن أحداث القتل الجماعي لمذبحة رابعة، في مصر عام 2013.

تضامن

وتحت وسم «عام على اعتقال ناصر بن غيث»، شارك مغردون ونشطاء إماراتيون وعرب، بمئات التغريدات المتضامنة مع «بن غيث».

فكتب «إماراتي»: «ناصر بن غيث هو مواطن إمارتي، مدافع عن حقوق الإنسان، وخبير اقتصادي واستاذ جامعي.. اعتقل بسبب تغريدات على تويتر!».

وأضاف «إبراهيم آل حرم»: «ناصر بن غيث.. عبر عن رأيه فقط فاعتقل والآن يحاكم بتهم ملفقة».

وتابعت «فاطمة»: «قال كلمة الحق.. قالها العالم الشريف.. ودفع ثمنها عند السلطان الجائر.. فما بالكم يا شعب زايد خذلتموه ورفاقه وبنياتكم!».

وأشار «سالم المنهالي»، إلى أن «الأكاديمي ناصر بن غيث صاحب عقل نير وفكر راقي.. ولأنه حر مكانه السجون.. والفاسدون أمثال دحلان في بلادي مكانهم القصور».

بينما غردت «بطى اليماحي»، بالقول: «حين ترى كلاب دحلان وحقارة الخرفان بلا رقيب.. وتجد علماء الوطن بالسجون ظلماً وطغياناً لتهمة ملفّقة.. أنت في الإمارات».

وأضاف «حمد المطوع»: «يعتقل الشريف في وطني بسبب تغريدة حقّ.. بن غيث استنكر بناء معبدٍ هندوسي بالإمارات فسجنوه.. وحين نبح ضاحي لليهود كرموه».

وتابع «عبد الله الطويل»: «لا مكان لأمثالك بيننا.. أما المطربات والراقصات والداعرات وذئاب الأوطان وعملاء بني صهيون فأهلا ومرحبا بهم».

بينما كتب «مدماك»: «زمن أغبر غريب.. الصادقين الغيورين في السجون.. والفاسدين المفسدين المجرمين الدحلانيون في القصور».

ونشر مغردون فيلما تسجيلا، يحكي السيرة الذاتية لـ«بن غيث»، مشيرين إلى أنه أحد أبرز المفكريين الإماراتيين، والذي تم اعتقاله في سجون الإمارات السرية، بدون ذنب.

وتساءل «أبو عارف»: «لمصلحة من يُسجن المصلحين المحبين لبلدهم؟.. الجواب لأعداء الوطن!!.. ولكن هم الباقون في الوطن وأنتم الهاربون».

وتعجبت «صفا أحمد»: «بنو معبد للهندوس باسم التسامح.. ونسوا أن يتسامحوا مع أبناء الإمارات المسجونين بلا ذنب.. يتسامحون مع كل شي إلا الإسلام».

من هو؟

و«ناصر أحمد بن غيث المري» هو أكاديمي إماراتي، وخبير اقتصادي، ومحاضر في جامعة «السوربون» فرع أبوظبي، وصاحب رؤية تنموية وطنية.

نشرت صحيفة «الإمارات اليوم» المحلية الصادرة في دبي تقريرا عن «بن غيث» في مايو/آيار 2010، أشارت إلى أنه من أول من تنبأ بالأزمة العقارية منذ عام 2006.

وقالت الصحيفة، إن «اتفاقية الجات كانت نقطة البداية لاتجاه «بن غيث»، نحو دراسة الاقتصاد، والتخصص بمجال التكتلات الاقتصادية، حتى أصبح أول إماراتي يحاضر في جامعة السوربون- أبوظبي».

ونوهت الصحيفة إلى ندرة تخصص «بن غيث» ليس خليجيا فقط وإنما عربيا على الإطلاق، قائلة، إن «هذا التخصص مجال جديد في العالم العربي، وهو يجمع بين أربعة تخصصات، هي: القانون والاقتصاد والسياسة الخارجية والعلاقات الدولية».

اعتقال «بن غيث»

وفي أعقاب الربيع العربي، كتب «بن غيث» في مقال له بعنوان «ثورات العرب.. ظروف تتغير وعبر تتيسر»، «المعادلة التي تقوم على مثلث الأمن والثروة والدعم الخارجي لتحقيق استقرار النظام الحاكم والتي سادت في الدولة وباقي دول الخليج لردح من الزمان يجب أن تتغير، فلا الأمن أو بالأحرى التخويف بجهاز الأمن ولا الثروة والأعطيات ولا الدعم الأجنبي قادر على ضمان استقرار الحكم خاصة الحكم غير العادل».

فكان هذا المقال سببا في اعتقاله مع أربعة ناشطين آخرين عرفوا إعلاميا «بالمعتقلين الخمسة».

وفي أبريل/ نيسان 2011 اعتقل بطريقة مهينة وبالتآمر مع جهة عمله، وفقا لوصف «بن غيث» ذاته، وخضع للمحاكمة وحوكم بالسجن 3 أعوام قبل أن يشمله «عفو» في نوفمبر/تشرين الثاني من ذات العام في تهمة لم يرتكبها، ولكنه حمل «مكرمة العفو».

وفي 18 أغسطس/ آب 2015، اعتقل ضباط أمن يرتدون ملابس مدنية «بن غيث» في أبوظبي، ثم فتشوا منزله وصادروا بعض المتعلقات الشخصية و الأجهزة الالكترونية، بعد وقت قصير من حديثه عبر الانترنت عن أحداث القتل الجماعي (مجزرة رابعة) في مصر عام 2013.

وفي أبريل/ نيسان 2016، أعلن مركز الخليج لحقوق الإنسان، أن «بن غيث» عرض على محكمة أمن الدولة بالإمارات بداية الشهر، بعد ثمانية أشهر من الإخفاء القسري.

وأكد المركز، والذي يتخذ من جنيف مقرا له، أن «بن غيث» تعرض خلال اختفائه لتعذيب بشع على يد جهاز أمن الدولة، وفقا لموقع «ايماسك».

وأشار المركز الحقوقي في بيان له، بالإنجليزية، إن «محكمة أمن الدولة وجهت للدكتور بن غيث تهم ملفقة أمام الدائرة».

وقال المركز إن «بن غيث شرح للمحكمة كيف أنه كان محتجزا في مكان سري وتعرض للتعذيب الجسدي والضرب أثناء التحقيق والاعتقال وجرى حرمانه من النوم لمدة تصل إلى أسبوع».

وقام القاضي بإيقاف الميكروفون، حتى لا يستمع للمزيد من حديث «بن غيث».

واستندت التهم الموجهة إلى الأكاديمي الإماراتي إلى تغريدات على «تويتر» عن الحكومة المصرية واجتماعات عقدها مع نشطاء سياسيين سلميين في تركيا، وتتعلق التهم بقانون مكافحة الإرهاب إذ كانت اللقاءات مع ناشطين إماراتيين منفيين في تركيا.

وكان حزب الأمة الإماراتي، قرر في مايو/ آيار الماضي، تعيين «بن غيث» رئيساً للحزب، وهو الأمر الذي رفضته أسرته، واعتبرته يأذيه في محبسه، خاصىة أن إحدى فقرات لائحة التهم الموجهة إليه من قبل نيابة أمن الدولة، أنه يتهم بالتواصل مع قيادة الحزب ويساهم في التخطيط لنشاطاته.

من جانبها، طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» وقتها السلطات الإماراتية بالكشف فورا عن مكان «ناصر بن غيث»، المعتقل في مكان مجهول والسماح له بالاتصال بمحام وبعائلته، مشيرة إلى أن الأمن الإماراتي لم يعترف باحتجاز «بن غيث»، ولم يشرح أسبابه.

وواجهت الإمارات خلال السنوات الأخيرة الكثير من الانتقادات من قبل منظمات حقوقية دولية وأممية، بخصوص الحالة الحقوقية وحالة الحريات في البلاد، دون أي استجابه.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ناصر بن غيث الإمارات اعتقال تويتر رابعة

منظمات حقوقية تطالب بالإفراج الفوري عن «ناصر بن غيث» والكشف عن مكان اعتقاله

«الأمة» الإماراتي يسمي «ناصر بن غيث» رئيسا للحزب

آثار التعذيب تظهر على «ناصر بن غيث» في أولى جلسات محاكمته بالإمارات

مركز الخليج لحقوق الإنسان يدعو للإفراج الفوري عن «ناصر بن غيث» وضمان سلامته

«ناصر بن غيث» .. الإخفاء القسري مصير الاقتصادي الإماراتي الذي انتقد الحكومة