«ناشيونال إنترست»: فتح إيران قواعدها أمام القاذفات الروسية يؤجج الصراع الداخلي في البلاد

السبت 20 أغسطس 2016 10:08 ص

قال تقرير لموقع «ناشيونال انترست» إن سماح طهران للقاذفات الروسية باستخدام قاعدتها العسكرية في همدان من أجل قصف المقاومة السورية وتنظيم الدولة، سوف يؤجج الصراع عي السلطة في إيران بين الحرس الثوري الذي يؤيد الروس، وفريق الرئيس «روحاني» الذي كان يود اللعب فقط بالورقة الروسية لدفع الأمريكيين لتحسين علاقتهم مع إيران ووقف العداء لها.

وأشار التقرير إلى أن سماح إيران، للمرة الأولى منذ عام 1979، لقوة أجنبية بتنفيذ أعمال عسكرية من أراضيها، بهدف «مزعوم» هو «مكافحة المتمردين المناهضين للأسد داخل سوريا»، وإبقاء نظام «الأسد» علي قيد الحياة، يعتقد أنه مقدمة لمحور استراتيجي أكبر، ويمكن أن تكون له عواقب بعيدة المدى على السياسة الخارجية الإيرانية والروسية، والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط الكبير، ولكن أثاره الداخلية أكبر.

فبعد الثورة الإيرانية عام 1979، صدرت تعليمات للطلاب بالهتاف وترديد شعارات مؤيدة للخميني مفادها: «لا شرقية ولا غربية .. جمهورية إسلامية»، وكان النظام الإسلامي الذي نشأ في أعقاب سقوط نظام الشاه الموالي للولايات المتحدة مصمما جدا على ترويج نفسه كبديل مستقل لا يخضع للغرب الرأسمالي أو الشرق الشيوعي.

وبعدما اضطرت الولايات المتحدة إلى مغادرة إيران، حظرت طهران حزب «توده» الشيوعي، وشنت حملة ضده عام 1983، ولكنها سعت لاحقا للاقتراب من موسكو ما يعد أبرز دليل على أن الشعارات الإيرانية بالاستقلال عن القوتين العظميين كانت ببساطة غير جدية أو قابلة للتطبيق.

فبعد فترة وجيزة من الثورة، بدأ حكام إيران الجدد إيفاد فرق من ضباط الجيش والمخابرات لدول الكتلة السوفييتية، رومانيا، بلغاريا، ألمانيا الشرقية لتعلم الأعمال الحربية والمخابراتية، ولعب هؤلاء الضباط دورا كبيرا في الحفاظ على الجمهورية الإسلامية من أي تهديد داخلي.

وبعدما كان الشعب الإيراني يهتف: «الموت لروسيا» خلال الاحتجاجات الحاشدة عام 2009، حصلت طهران على غواصات روسية، وعقد لأول محطة نووية في البلاد، وصواريخ روسية استراتيجية مضادة للطائرات.

الصراع على السلطة

ويشير التقرير إلى أن الآراء الإيرانية تجاه روسيا لا تزال متضاربة، فلو سألت جنرالات الحرس الثوري الإيراني عن رأيهم في موسكو، في ظل تعاونهم معها في حرب سوريا ستسمع من معظمهم الثناء عليها، وسيبررون هذا بعبارات مثل: «التداخل الاستراتيجي» و «مكافحة الإرهاب»، و«الأرضية المشتركة مع روسيا».

وهذا برغم أن الحرس الثوري، الذي يصور نفسه كقوة إسلامية ثورية، كان صامتا طوال الوقت تجاه الحملات العسكرية الروسية العنيفة على جمهورية الشيشان المسلمة التي كانت تقاتل من أجل الاستقلال.

ما يهم الحرس الثوري الإيراني، هو تدفق الأسلحة الروسية، والتعاون الاستخباراتي والمزايا العملية الأخرى التي تقدمها موسكو في سوريا والتي تجعل منها شريكا خاصا.

بالمقابل، نجد أن المنافس الرئيسي للحرس الثوري داخل الجمهورية الإسلامية فيما يخص الموقف من روسيا، هو الحكومة المعتدلة للرئيس «حسن روحاني»، التي لديها وجهة نظر «أقل وردية بكثير» عن روسيا، ولا تدين لموسكو بالفضل في أي تعامل مثل كبار قادة الحرس الثوري.

فخلال الصراع الأميركي الروسي والحرب الباردة بينهما على خلفية ضم روسيا لمنطقة القرم، سعي فريق «روحاني» لاستغلال الفرصة من أجل إجبار واشنطن علي دفع ثمن مقابل اقتراب طهران من موسكو، واللعب بورقة روسيا كوسيلة لغمز واشنطن كي تعيد تقييم موقفها تجاه إيران.

فالهدف الرئيسي لـ«روحاني» هو تنشيط الاقتصاد الإيراني، الذي يرى أن عدم تعاون الولايات المتحدة تعد عقبة كبري في تنميته، بينما جنرالات الحرس الثوري لا يشاطرون «روحاني» هذا الرأي.

صحيح أن كلا المعسكرين في طهران يتفقان على أن روسيا لعبت دورا تاريخيا ساهم تحقيق مصالح إيران الوطنية، ولكن التصويت الروسي مرارا ضد الملف النووي الإيراني في الأمم المتحدة؛ والتأخير المتعمد في إنهاء محطة بوشهر النووية واستخدام موسكو لإيران بمثابة رهان في محادثات أوسع نطاقا مع واشنطن يغضب الإيرانيين.

وسبق لموقع «ناشيونال إنترست» أن أشار في تقرير سابق نشره «الخليج الجديد» في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، الإشارة للصراع الداخلي في إيران على خلفية الاعتقالات الأخيرة في صفوف بعض الصحفيين ورجال الأعمال في إيران، والتي قام بها الحرس الثوري ضمن الصراع بين فريقي «روحاني» والحرس الثوري.

  كلمات مفتاحية

إيران روسيا سوريا الولايات المتحدة بشار الأسد قاعدة همدان

«ستراتفور»: لماذا تكثف روسيا نشر طائراتها في قاعدة همدان الجوية في طهران؟

بالصور .. لأول مرة روسيا تضرب المعارضة السورية انطلاقا من مطار همدان الإيراني

«ستراتفور»: إيران وروسيا لا تحملان نفس الالتزام تجاه «الأسد»

بعد مواقفهما المشتركة...إيران وروسيا ستعززان تعاونهما العسكري

إيران في فلك النفوذ الروسي

إيران تعلن انتهاء استخدام روسيا لقاعدة همدان في الوقت الحالي

موسكو: استخدامنا لقاعدة همدان الإيرانية سيحدده الوضع في سوريا