هددت السلطات السعودية، الداعية الشهير الشيخ «عوض القرني»، بمحاكمته إذا ما تطرق إلى موضوع اجتياح ميليشيات الحوثي للعاصمة اليمنية صنعاء وتبعات ذلك على الوضع الأمني في المملكة، كما أخذت عليه تعهدا بعدم تناول الأمر فى تغريداته مرة أخري.

رجّح نشطاء ومتابعون أن السلطات السعودية قد تقوم باعتقال الداعية الشهير الشيخ «عوض القرني»، وذلك بعد تغريدات له نشرها عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، الليلة الماضية، والتي أكد فيها خبرا تم تداوله عن تحذيرات السلطات السعودية له ولعدد من الإسلاميين بـ«الاعتقال والتقديم للمحاكمة في حالة تناولهم لموضوع اجتياح ميليشيات الحوثي الشيعية لليمن وسيطرتها على صنعاء واحتلالهم عدد من المؤسسات العسكرية والأمنية».

وأخذت السلطات تعهدات عليهم بعدم كتابة أي تغريدات في حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عن «الحوثيين» أو علاقتهم بالوضع الأمني فى المملكة، كما هددتهم بالاعتقال والقبض عليهم في حال مخالفة ذلك .

وأشار الشيخ «القرني» عبر حسابه على «تويتر» إلى ما نشرته صحيفة «سبق» السعودية في تقرير لها بعنوان «القوات السعودية في حالة تأهب قصوى.. ولواء عسكري يحذر الحوثيين»، ليتساءل في تغريدة أرفق بها رابط الخبر، قائلا: «فهل ياترى سيوجه لـ"سبق" تحذير بالمحاكمة ويؤخذ عليها تعهد مثلي؟».

يأتي ذلك على خلفية تواصل تدهور الأوضاع في اليمن بشكلٍ سريعٍ واكتسب الصراع هناك بُعداً طائفياً أشد خطورة،  خاصة في وسط البلاد، حيث سيطرت ميليشيات الحوثي على منافذ اليمن مع السعودية التابعة لمحافظة حجة ودخلوها دون قتال وهي المحافظة التي تعد أحد معاقل الزيدية في اليمن.

كما سيطرت الميليشيات على معبر حرض الحدودي التابع لمحافظة حجة، بينما لا تزال الرؤية ضبابية حول سيطرتهم على منفذ ميدي البحري التابع لمحافظة حجة؛ القريب من الحدود البحرية لمنطقة جازان.

وبحسب التقرير السالف ذكره لصحيفة «سبق» الإلكترونية، فقد تحدّثت مصادر يمينة عن أن السعودية تفرض على هذا المنفذ رقابةً مشدّدة منذ الحرب مع الحوثيين عام 2009  وأثمرت هذه الرقابة على ضبط سفينة السلاح المشهورة القادمة من إيران لليمن عام 2013 التي كانت تحمل مضادات للطيرن صينية الصنع.

وفي أول رد فعل سعودي على هذا التحرُّك المحاذي للحدود؛ حذّرت السعودية مليشيات الحوثي من القيام بأي عملية لخرق الحدود، ونقلت وكالة «بيلومبرغ» الأمريكية تصريحات الجنرال السعودي اللواء «محمد الغامدي»، حيث قال: «إذا أقدم أي شخص ودخل في منطقتنا الحدودية نحن مستعدون للتعامل معه فوراً ونحن دائماً على أهبة الاستعداد بسبب الأوضاع على الحدود، وعلينا الدفاع عن حدودنا ونحن مستمرون في المراقبة عن كثب على طول الحدود».

ونقلت الوكالة في تقريرها أن القوات السعودية وُضعت في حالة تأهب قصوى، كما لفت «يول سوليفان» المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة جورج تاون بواشنطن قائلاً: «مع الحوثيين إيران لديها الآن موطئ قدم غير مباشر ومتزايد في اليمن ويجب على المملكة العربية السعودية أن تقلق».

وأضافت الوكالة أن المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم، قد عزّزت المراقبة في وقتٍ سابقٍ على حدودها مع اليمن  البالغة أطوالها 1800 كيلو متر لضبط عمليات التهريب والتسلل بكل أنواعها.

وهو نفس ما لفت الشيخ «القرني» إليه في وقت سابق، وتلقّى على إثره التهديد بالمحاكمة من قِبَل السلطات السعودية.