توقيف «العريفي» يشعل سماء «تويتر» بين المدافعين عن حرية الرأي والتيار "الليبروفاشي"

السبت 11 أكتوبر 2014 09:10 ص

حقق هاشتاج «#ايقاف_العريفي_وتحويله_لهيئة_التحقيق» معدل تداول هو الأعلى بين هاشتاجات المملكة لاسيما في الفترة من 8 حتى 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ووصل حجم الدخول على الهاشتاج نحو 112 ألف تغريدة، على هاشتاج واحد بخلاف هاشتاج آخر وهو «#العريفي_يواجه_لائحة_اتهام_بحقه و#محمد_العريفي» وغيرها.

وبات خبر توقيف الداعية «محمد العريفي» مثيرا للجدل بين مثبت وناف له، فالكاتب والإعلامي السعودي «محمد العمر»، المقيم بالإمارات والمحسوب على التيار الليبرالي أكد أنه تم اعتقال الداعية الإسلامي السعودي الشهير «محمد العريفي». وأشارت تقارير صحفية إلى احتجازه بسجن الحائر شديد الحراسة.

في حين قال الباحث الشرعي، «عبدالله زقيل»، إن الأخبار المتداولة حول إيقاف الشيخ الدكتور «محمد العريفي»، وتحويله إلى هيئة التحقيق، مؤكداً أنها مجرد شائعات لا تمت للحقيقة بصلة، مشيراً إلى تواصله الشخصي مع الشيخ «العريفي»، واطمئنانه عليه.

وعلق الشيخ «زقيل» في حسابه الشخصي على تويتر: «خبر إيقاف العريفي وتحويله لهيئة التحقيق خبر كاذب».

مؤازرة إماراتية

من يؤكدون الخبر هم من المحسوبين على تيار العمر ومنهم الإماراتي «علي الحمادي» عبر حسابه على تويتر إضافة للمواقع المحسوبة على الليبراليين ومنها موقع «دلوع حياتي» الذي قال: «أكدت مصادر إعلامية أن الشيخ محمد العريفي مازال رهن التوقيف، منذ الأربعاء الماضي، موضحة أن هناك لائحة اتهام بحقه».

ولم يصدر أي تأكيد أو نفي رسمي سعودي للخبر حتى الآن، إلا أن «العمر» والمغرد «علي الحمادي» والمعروفان بقربهما من ولي عهد أبوظبي وسلطات الإمارات يؤكد صحة معلوماته وأنه استقاها من مصادر عليا وعلق قائلا «ياخبر بفلوس»، وشمت «الحمادي» في «العريفي» قائلا: «دعونا نقول رأينا في المنافق العريفي كما قال فينا أخزاه الله».

التوقيف في مؤاده إلى التأكيد، فإلى الآن لم يتحدث «العريفي» أو أيا من القريبين منه نافيا أو مثبتا، كما أن سبب التوقيف كان بحسب متابعين تغريدة انتقد فيها قطار المشاعر وسوء الخدمة المقدمة من خلاله، حيث انتقد فيها الزحام الشديد، وعدم التعامل الصحيح مع الحشود، وتعطُّل بعض أبواب القطار، والمصاعد، والسلالم، وحالات الإغماء خلال الحج.

كما خصّ «العريفي» قناة «الجزيرة مباشر مصر» بحوار على هامش تغطيتها لفعاليات الحج 1435، ومعروف الموقف بين السعودية وقطر حيث مقر القناة الفضائية المثيرة للجدل عند المرتعشين .

وتفاجأ متابعو القناة الأولى السعودية بمذيع يهاجم «العريفي» وسبه بأن في عينيه قذارة، المغرد والكاتب «أحمد بن راشد بن سعيد» غرد قائلا: «الليبروفاشي الذي خطف الوطن زاعقاً: إحنا شعب وانتو شعب، هو من وصف عيون العريفي بالقذرة لأنه انتقد قطارا»، ثم سمح بهذا.. «لافتا إلى خبر صحفي يطالب الحجاج الذي استمتعوا بالحج أن يعودوا إلى بلدانهم».

المغردون السعوديون كعادتهم منقسمون بشدة حيال الشيخ العريفي وهاشتاج «#إيقاف_العريفي_وتحويله_لهيئة_التحقيق»، وتكاد تشعر أن لا وسط بين الفريقين فريق معارض بشدة لشخص الشيخ ومؤيد لاعتقاله، ومنهم من يستخدم قاموس من الاتهامات والشتائم، «نايف بن خالد» علق: «من يدافعون عن شيخ «المكياج»، هل انتم ف كامل قواكم العقليه! هل أنت راضي عن نفسك، هل أنت تستخدم ميك كشيخك؟».

وأضاف: «إنجرافك خلف القطيع الضال يسلب منك خصالك كإنسان ميزهُ الله بالعقل ! هكذا انتم يا اتباع الفرق الضالة».

الغريب أن عدد كبير من المغردين الإماراتيين شارك في الهاشتاج وكان أغلب مشاركتهم هجومية على شخص الشيخ «العريفي»، وهم كما قال «شلاخ ‏@»: «الهاشتاق إماراتيين يسبّـون!..ليتكم في اللي عندكم؟».

حيث قال «ALI ALHAMMADI ‏@»: «أتمنى إعدامه في ساحة عامة ليراه الجميع ويصبح عبرة لكل دعاة الضلال والفتن والمنافقين»، وأردف مواطنا «محمد المري» هازئا: «أتمنى أن لا يكون قد نسي حقيبة «مكياجه» وعليه الإكثار من قراءة سورة التفاحه يؤجر» بسخرية فجة من آيات القرآن الكريم، أما الإماراتي «سعيد الكتبي ‏@» فكتب: «هذا جزاء من لم يكن من الشاكرين»، وشاركه «د. حمد بن عبود» بقوله: «ملائكة يونا وبانوا شياطين».

وقال حساب «وطن..!@: «يا قرة عيني كم تعاني من التهابات باللسان.. وذلك كله بسبب الحزبية».

أما حساب «أبناء زايد ‏@» فقال: «يستاهل، من يستخف بجهود المملكة و يحاول تعكير اجواء الحج ان تتم محاسبته».

وعلق «سهيل السهيل ‏@»: «العريفي تجاوز وافترى وكذب ولبس وزور الحقائق وأساء لجهات عدة ومنها الوطن كله وشوه سمعة الجميع».

وقال حساب «مصدر مسؤول ‏@»: «إنه تم توقيف العريفي لتجاوزاته وعدم الالتزام بالتعاهدات السابقة»، وأضاف «م. غازي الحارثي»: «وقع على تعهد رسمي بعدم ممارسة أي تجاوزات أمنية او تحريضية .. يبدو أنه قد تجاوزها والله أعلم! ».

ودافع المغرد «أحمــد وبــس ‏@» عن الإجراء وقال: «الحكومة ليست غبية لكي تقبض عليه بسبب نقده لقطار ..الرجل عاد للتحريض باسم الجهاد في اليمن اﻷسبوع الماضي»، مضيفا أن «قرار إيقاف العريفي سياسة ذكية .. تأديب قائد القطيع سوف يؤدب القطيع بالكامل .. قال الخلافة قادمة!!».

وفي سياق متصل قال «فهد اﻷحمري ‏@»: «هنا يجتمع البسطاء والمغرضين الخبثاء بربط التوقيف بنقده للحج، القضية أكبر.#داعش».

فريق كبير من المغردين رفض اتهام الشيخ فضلا عن رفضهم اعتقاله إن صح الخبر ومنهم؛ المغردة «عقلا الشايع»: «انظروا إلى الإعلام الخائن كيف يفتري على المشايخ وطلبة العلم».

وقال «د. صبحي العطوي»: «قريبا المتابعين للشيخ ١٠ مليون، والمحبين أكثر بكثير، ولا عزاء للكارهين».

الحق في التعبير وحرية إبداء الرأي 

كثير من المغردين دافع عن حرية التعبير فقالت «فاطمة السلمي»: «لا تُدافع عن العريفي ، بل دافع عن المبدأ الذي يجب أن نؤمن به بأن لكل شخص حرية التعبير، والانتقاد»، وقال «عبدالله القصادي ‏@»: «إذا كان نقد الخدمات خيانة،والحديث عن نواحي القصور عمالة، فاعلم أنك ولجت مرحلة عد الأنفاس وتجريم الضمير».

وقال حساب «HaMaD المبتعث ‏@»: «الانتقاد مطلوب ولا يتحسس من النقد إلا أصحاب الفساد»، وقال «سعيد الناجي ‏@»: «لا تكن متلونا.. ودافع عن حرية الرأي والتعبير، مهما اختلفت مع صاحب الرأي؛ هذا هو المنطق»، وأيده في رأيه «عزيز…! وأشياء أخرى ‏@»قائلا: «نرفض الممارسات الفاشية تجاه حرية الرأي والنقد والكتابة وسائر وسائط التعبير دونما تجاوز للقانون»، واعتبر «Turki . D . Alwajaan ‏@» أن العريفي: «رجل انتقد بأدب واحترام وتم تحويله للتحقيق أين انتم من محمد آل شيخ وتغريداته التي يستهزئ بها بالإسلام»، في حين رأت «تنسيقية شباب الحرمين ‏@» أنه «لا حل لكم إلا بثورة تسقط حكم آل سعود».

وكثيرون سخروا من التهم الموجهة للشيخ حيث عزا «بلال دبور» التوقيف: «ذلك لإساءته لقطار ولي الأمر طال عمره»، وعن القطار غرد «بندر Bandr @» قائلا: «يستدعى بسبب انتقاده للقطار!..ويترك من استهزأ بشعيرة الأضحية؟».

كما سخر «ماجد الأحمري ‏@» وقال: «ما هي التهمة؟، هل هو سبب سيول جدة؟، هل هو السبب بفشل المشاريع الحكومية؟، هل قام بتشبيك إحدى الاراضي؟».

بعض المغردين الآخرين وصف الخبر بالكاذب وقال هاشتاق العرب إن «لا صحة لـ«#ايقاف_العريفي» بعد تواصل «عبدالله زقيل» شخصيا مع الشيخ «العريفي» عبر «الواتساب» ونشره للمحادثة معه».

وفي سياق متصل، استنكر الشيخ «عادل الكلباني» -إمام سابق بالحرم المكي- الهجوم على منتقدي الأخطاء، ووصفه بأنه نوع من أنواع الإرهاب.

وأضاف بأن النقد لا يخشاه ولا يخاف منه إلا الفاسدون، مستشهدا بقول الله تعالى عن المنافقين: «يحسبون كل صيحة عليهم»، ومؤكدا أن هذه من أبرز صفات المنافقين.

جاء ذلك في تغريدات لـ«الكلباني» على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قال فيها: «الهجوم على كل من ينتقد خطأ نوع من الإرهاب»، مضيفا: «لا يخاف نقد الأخطاء إلا الفاسدون، ومن أبرز صفات المنافقين (يحسبون كل صيحة عليهم) ».

وفى المقابل، انتقد مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ «عبدالعزيز آل الشيخ»، من يركزون حديثهم على السلبيات التي شابت خدمات الحج هذا العام على حساب الإيجابيات وتضخيمها، مؤكدا أن «الحج في أحسن حال ومن في قلبه مرض يقدح بكل سوء ويغرد بكل خطأ» بحسب تعبيره.

وقال مفتي السعودية خلال خطبة الجمعة التي ألقاها أمس 10 أكتوبر/تشرين الأول 2014، في جامع الإمام «تركي بن عبدالله» بالرياض «هذا السلوك سوء خلق وجحود للفضائل، ويدل على متحدث ليس له رأي ولا إيمان حقيقي» بحسب وصفه.

وأشار إلى أن بعض المغردين يغردون بأشياء بعيدة عن الحقيقة بل معاكسة لها ويقولون وقع كذا وكذا، والواحد منهم ينظر لقضية واحدة أو موقف واحد سيئ أو تصرف شخص واحد فيحكم به على الجميع، وهذا كله من الخطأ.

ليست تلك هي المرة الأولى التي يتعرض فيها الشيخ «العريفي» لأكاذيب وشائعات فسبق وأن أشيع انه قبض عليه في إعقاب أحداث الفض في مصر بالربط بين الشيخ وبين «الإخوان المسلمين»، كما أشيع منعه من السفر، كما تناوله عمل فني سعودي بالجرح والتلميح ومثل دوره الفنان السعودي «خالد سامي».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

محمد العريفي هاشتاج وسم السعودية انتهاكات اعتقال الحج

مفتي المملكة ينتقد «العريفي» ويؤكد: الحج فى أحسن حال

إعلامي سعودي يسيء للشيخ العريفي ومغردون يصفونه بباغي الشهرة

العريفي ينفي اتهامات بريطانيا بتجنيد شبابها للقتال مع داعش

أسرة «العريفي» تؤكد اعتقاله .. ولائحة اتهام ضده لتكراره "ما يثير اللغط في المجتمع"!

بعد اعتقاله: منع الشيخ «العريفي» من التدريس في جامعة «الملك سعود»

محللون مصريون: السعودية مقبلة على قلاقل باتساع الفجوة مع تيار الإسلام السياسي

السعودية تهدد الشيخ «عوض القرني» باعتقاله إذا تطرق لأوضاع اليمن

«العريفي خلف القضبان» .. حملة تضامنية جديدة تشعل فضاء تويتر

تفاصيل جديدة تكشف أسباب اعتقال «العريفي»

«الليبروجامية» تتمدد من السعودية إلى البحرين برعاية ملكية!

«العودة» و«القِرني» يباركان لـ«العريفي» مغادرته السجن.. و«السويدان»: خرجت من مدرسة النبي «يوسف»

الانقسام بين الإسلاميين والليبراليين في السعودية

«الشبكة العربية لحقوق الإنسان» تدين منع دخول «ناشيونال جيوغرافيك» إلى المملكة