«الليبروجامية» تتمدد من السعودية إلى البحرين برعاية ملكية!

السبت 22 نوفمبر 2014 11:11 ص

في 10 فبراير/شباط 2005 وقعت أول غزوة صناديق انتخابية في تاريخ السعودية، وتوجه الجيل سعيد الحظ في الرياض إلى صناديق الاقتراع، لاختيار مرشحيهم في أول انتخابات بلدية في تاريخ البلاد، يقتصر الترشح والتصويت فيها على الرجال.

بعد سنوات على تلك الغزوة وتحديدا في 28 سبتمبر/أيلول 2011 تم الإعلان عن حملة مقاطعة شعبية لتلك الانتخابات على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان «الحملة الوطنية لمقاطعة الانتخابات البلدية في السعودية»، في خضم ذلك تم الظهور الأول لمصطلح «الليبروجامية» في بلاد الحرمين.  

تكرر ظهور المصطلح مرات كثيرة عقب تأكيد «نكاح» تم بين الليبرالية والجامية، وترسخ مفهوم أن تتبنى مفاهيم الليبرالية فيما يخص المرأه فقط، أما الحكام فهم خط أحمر والمرجعية في هذا الشأن للجامية!

وكانت نكتة قيام مطوع سعودي بشد الرحال من الرياض إلى المنامة، لأجل أن يحاضر البحرينيين المتعثرين في أولى دروس «الليبروجامية» عن أهمية الانتخابات التي جرت يوم 20 فبراير/شباط !

الشيخ «سليمان الجبيلان» قطع المسافة ما بين السعودية والبحرين وهو يفكر فيما سيقوله عن مشروعية التصويت في القرآن والسنة، وعن خطورة مقاطعة التصويت على سلامة الإيمان، فمنح التصويت حكماً شرعياً وانزله منزلة الواجب الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه، مؤكداً أن الانتخابات بمثابة نعمة من الله عز وجلّ لا تقل عن نعمة حقوقهم الدستورية !

وسقط من ذاكرة الشيخ «الجبيلان» الذي لم يمارس التصويت ولا مرة واحدة في حياته الانتخابية، أن كل الانتخابات البلدية السابقة في السعودية أنتجت مجالس بلدية صورية لا صلاحيات لها، وأعضاء لا دور لهم واضح ومحدد ومؤثر على النطاق البلدي، فهي مجرد ضحك على الذقون، وذر للرماد على العيون، وهل المساواة أن يلدغ الناخب في السعودية من جحر الانتخابات مرات ومرات، فيذهب «الجبيلان» بعقرب الصندوق إلى أهل البحرين؟!

المقاطعة قد تكون حلّ من لا حلّ له، حتى لا تكن آلية الانتخابات في حد ذاتها أداة ووسيلة لخداع المواطنين سواء شرق وغرب الخليج، أليس من «التهريج» أن يحاضر فاقد النزاهة للبحرينيين عن أهمية التصويت في الانتخابات؟!

وأليس خلطاً واضحاً بين الليبرالية والمطاوعة قيام الشيخ (جبيلان تشومسكي) بعقد محاضرة وتنظير لأهمية الانتخاب والتصويت والتعددية السياسية؟، وهل لو نجح «إخواني» في انتخابات حرة نزيهة ستقبله منظومة «الليبروجامية» أم ستحلّ الإطاحة به والخروج عليه؟!

وما الحكم الشرعي لو ترشح شيعي من الروافض المواليين لإيران صراحة، أو ترشح أحد أصحاب الأفكار التغريبية مثل الليبراليين والماركسيين والعلمانيين، هل يجوز عندها عدم التصويت، وما ثواب وأجر المقاطع؟!

سنترك الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها للشيخ «تشومسكي» ومن يقف في الكواليس، أما ما يعنينا الآن هو تعرية التحالف بين من يسمى بالليبراليين ورجال الدين الجامية، هذا التحالف ظهر بوضوح بعد ثورات الربيع العربي، والتي جني ثمارها «الإخوان المسلمون» في كل من تونس ومصر، من خلال صناديق الاقتراع عبر انتخابات حرة ونزيهة.

فاستحدثت «الليبروجامية» عداء لـ«لإخوان المسلمين» لم نكن نعرفه.

بل الذي كنا نعرفه أن الملك «فيصل» أثنى عليهم وعلى جهادهم، وهذا يدلنا على أن الحظ لو حالف أي جهة أخرى لحاربتها «الليبروجامية» كما يحارب الإخوان اليوم، مما يعني أن وراء الأكمة ما وراءها.

أما نقاط التماس بين الليبرالية التي تعني الحُرية الفردية المُطلقة التي لا يُقيدُها عُرف و لا دين و لا خُلق, وبين الجامية التي تعني الغلو في طاعة و لي الأمر و تقديسهُ حيث لا يفعل و لا يقول إلا صوابا كبيرة جداً.

وبما أن الدولة ملكية مُطلقة، وجد التيار الليبرالي الذي لم يكُن ليوجد لولا الضغوط الخارجية، ونفس هذه الضغوط هي التي جعلت هذا التيار يتكيف مع المناخ السعودي، بمعنى أن لا يظهر بوجهه الحقيقي المُقزز، وجدَ انهُ لا بُدَ من استحداث نُسخة تجريبية تتوافق ومناخ المُجتمع السعودي.

أدرك الليبراليين أن الدولة ليست «ديموكراسي» ولا يوجد فيها تداول سلمي للسُلطة، ولا حتى مجلس تشريعي، يُمكن الحصول على شئ منها عن طريق الكفاح الفردي، وإظهار الأيدولوجيا والأفكار للناس، و جذبهم بها وحشدهم، أضف إلى ذلك الشروط التي اشترطتها الدولة عندما سمحت بتواجد مثل هذا التيارات في مُجتمعها، وإعطائها الحُرية في التأثير على الناس.

و من أبرز هذه الشروط هو «أن لا يُنازع الأمرَ أهله» و«ألا يُنتقد السُلطان»، فوافق الطرف الآخر على ذلك، وبذلك فإن لفظة الليبرالية لم تعد مُناسبة تماماً لوصف هذا التيار الدخيل أو من يُمثلُه هُنا، ولكن تُطلق هُنا مجازاً فقط للتفريق والتمييز.

إذاً أدرك الليبراليين أنهُ لا سبيل للعيش هُنا والوصول إلى مراكز قيادية إلا عن طريق التملُق وتمسيح الجوخ، وكان ذلك، وبما أن الدولة تدعي أنها إسلامية وأن دستورها الكتاب والسُنة، وأن هُناك هيئة كبار عُلماء وأن العملية مُتداخلة نوعاً ما.

كان لابُدَ من هذا الاتفاق والتعاون الذي تقتضيه المصلحة والظروف الراهنة، وقد كان ونجح أيضاً وآتى أُكُلَه الآن، وبقي فقط العدو الوهمي والشماعة أو البُعبُع الذي تُلصق به أي تُهمة أو جريمة على «الماشي»؛ ليكون مُبرراً مُستساغاً لشرعنة وتبرير مثل هذه الأحلاف التي من المُفترض أن تكون مُتضادة.

فلم يوجد أفضل ولا أنسب من «الإخوان المُسلمين»، خصوصاً في خضم الأحداث الراهنة، و التغييرات الجذرية التي نتجت عن الربيع العربي، والتي بدورها وضعت «الإخوان» على هرم السُلطة في عدة دول، مما أدى إلى خوف الأُسر الحاكمة في دويلات الخليج؛ فكان هذا بمثابة إعطاء إشارة الضوء الأخضر لانتقال الهجوم من السعودية إلى البحرين!

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية البحرين الإخوان المسلمون الربيع العربي ثورات الربيع العربي الجامية انتخابات المملكة

السعودية: رسالة ماجستير تحذّر من «الإخوان» و«التبليغ» لفوز أتباعهما في الانتخابات البلدية

توقيف «العريفي» يشعل سماء «تويتر» بين المدافعين عن حرية الرأي والتيار "الليبروفاشي"

السعودية تمنع «التصويت الإلكتروني» في انتخابات البلدية خوفا من «المحسوبية»

السعودية تحظر 7 فئات من الترشح لانتخابات البلدية المقبلة

ساري عرابي: "الجامية" و"الداعشية".. وجهان مختلفان وجوهر واحد!

ملك البحرين يستقبل وزير الداخلية السعودي

«لجين الهذلول» .. مطالبة مدنية وليست «ليّ ذراع السلطة»!

الانقسام بين الإسلاميين والليبراليين في السعودية