استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«لجين الهذلول» .. مطالبة مدنية وليست «ليّ ذراع السلطة»!

الخميس 4 ديسمبر 2014 09:12 ص

حينما تشكّلت «الليبرالية الاجتماعية» أو بشكل أدق «الليبروجامية» في المجتمع الخليجي، كانت تحاول هذه الظاهرة الهجينة أن تقدم باقة اقتراحات لبعض التعديلات الاجتماعية التي ترتبط بقيمة الحرية في مجال واحد الذي هو المجال الاجتماعي. وذلك بالتحديد جعلهم في صراع كبير مع شرائح المجتمع المختلفة وخصوصًا الشرائح المحافظة.

في ذات الوقت، هذا التيار الليبرالي اجتماعيًا لم يدعم قيمة الحرية ذاتها في المجال السياسي والحقوقي والبحثي.. إلخ، بل وليته حتى وقف على الحياد في الصراع من أجل الحرية السياسية والاجتماعية والحقوقية؛ بل نذر نفسه ليكون إصحاحًا مسخًا في كتاب الاستبداد المقدس، ليحرق البخور حول زعماء القمع، تحت ذرائع مختلفة، أهمها قصة أن المجتمع ضد التحرر الاجتماعي؛ وبالتالي، فهو يتحالف مع الاستبداد لفرض هذا النوع من التحرر على المجتمع في معادلة شاذة مقلوبة وغبية.

الشيء المحرج لهذا «التيار الليبروجامي»، أن بعض تلك المسائل التي يطالب فيها تم تبنيها من شريحة أوسع ومن ناشطين وناشطات؛ فخرجت من احتكارهم التقليدي لها، وباتت حتى المسائل الاجتماعية مجالًا للنضال السياسي والحقوقي أيضًا، وهذا هو مأزق الليبروجامية الحديث في الخليج.

وحقيقة المأزق، هي حينما يتبنى ناشطات وناشطون مسائل يشترك التيار الليبروجامي في دعمها نظريًا، ولكنّ الناشطات والناشطين يتعاملون معها كقضايا شعبية حقيقية، ويمارسون فيها أشكال الضغط المدني والحقوقي الطبيعي والمفترض، وهذه الآليات هي بالتحديد ما سخّر التيار الليبروجامي نفسه لحربها والشحن ضدها، كجزء من عملية تسخير الناس وتذليلهم للاستبداد الذي يعده بالتنمية على حساب الحرية السياسية.

المأزق الليبروجامي، يقف أمام قضايا يدعمها نظريًا، ولكن استخدم الناشطون فيها آليات نذر نفسه لمحاربتها، وهنا بالطبع سيقرر الليبروجامي المعارضة لهذا العمل؛ لأنه أسلوب «له ردة فعل عكسية»، وأسلوب «غير حضاري»، وأسلوب «يثير البلبلة»، ويتحول لجامي صرف نسي حتى ليبراليته ولغته الحداثية المفترضة!

«الليبروجامي»، يعتبر عمليات الضغط الشعبي الطبيعية والمدنية الضرورية عملية «لي ذراع للسلطة»، و«ابتزاز».. إلخ. فأشكال الاحتجاج الشعبي، والضغط، والاجتماع المدني والجمعيات المدنية والأهلية والتغطية الإعلامية الشعبية.. إلخ، يعتبرها «لي ذراع للسلطة»؛ لذلك، يقف ضدها حتى ولو كانت لأجل دعم قضايا يزعم نظريًا أنه يؤيدها، ويقف معها.

حينما يتم فهم ذلك، فلن نجد وقوف التيار الليبروجامي الحكومي ضد كافة أشكال التأثير الاجتماعي والضغط الشعبي لنيل الحقوق شيئًا جديدًا، فالطريقة الوحيدة لنيل الحرية الاجتماعية (وهو النوع الوحيد من الحرية الذي يؤمن به) عند التيار الليبروجامي هو التحالف مع الاستبداد، ولي ذراع الشعب. وليس العكس.

هذا الحديث قد يبدو نظريًا بعض الشيء، لكن دعونا نعرض مثالًا حديثًا جدًا.

حادثة «#لجين_الهذلول» التي انتشرت عبر وسم «#لجين_على_الحدود» تقدم نموذجًا ممتازًا لعملية الضغط الشعبي الذي يوجّه للطرف الحقيقي المتحكم في الأمور (وهو السلطة) لممارسة المطالبة السلمية الطبيعية، لأجل هدف السماح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية. هدف قيادة المرأة السيارة مطلب يشترك فيه كثير من الناشطين والناشطات وحتى الليبروجامية، لكن التيار الليبروجامي سيجنّ جنونه أمام هذا الموقف البطولي لسبب بسيط؛ لأن موضوع قيادة المرأة للسيارة هدف يتضاءل عنده أمام هدف حماية السلطة من عمليات الضغط الشعبي والحقوقي والسياسي، فالحرية السياسية لديه جريمة كبرى لاتغتفر.

عملية ممارسة الضغط الشعبي بهذه الطريقة وبشكل فردي أو جماعي، هي إشكالية مصيرية مرتبطة بهيبة السلطة التي نذر نفسه لتلميعها والتطبيل لها وتقديمها بشكل «إصلاحي »و«تنموي».. إلخ.

لأجل كل ذلك، فتلك الذريعة المستهلكة حول رفض «لي ذراع السلطة» بهذه الطريقة ليس غريبًا على التيار الليبروجامي، فهو رغم موافقته لفكرة قيادة المرأة للسيارة يعارض بشكل أكثر حسمًا وقوة كل أشكال مكافحة الاستبداد أو محاولة تقليص مساحته أوالضغط عليه شعبيًا أو ممارسة أشكال الاحتجاج الشعبي أوالاجتماع المدني؛ لأن كل ذلك يستحضر فيها مفردة غيرحداثية مفردة مغرقة بالرجعية، ألا وهي مفردة «لي ذراع السلطة».

عملية قيادة المرأة للسيارة بشكل طبيعي والوقوف أمام الحدود بشكل سلمي وعفوي، والمطالبة بالدخول تحت ذرائع قانونية أيضًا هي شكل طبيعي ومدني جدًا لأجل نيل حق «قيادة المرأة للسيارة»؛ لذلك، فعمل «لجين الهذلول»و «ميساء العمودي»هو تحت هذا الاعتبار، شكل من أشكال المطالبة المدنية، فالآلية بالتحديد والتي يسميها الجامية/الليبروجامية «لي ذراع السلطة»بالنسبة لي هي أهم مافي الموضوع وأجمل مافيه؛ لأنه يطبّع عملية المطالبات المدنية السلمية بهذا الشكل الشعبي، ولانامت أعين الليبروجامية.

المصدر | التقرير

  كلمات مفتاحية

لجين الهذلول قيادة المرأة الليبروجامية قيادة السيارة السعودية المملكة ميساء العامودي

الفوزان: قضية «قيادة المرأة» لا يمكن أن يقرها عاقل يغار علي حرماته

السعودية تحجب موقع «مركز الخليج لحقوق الإنسان» بعد تضامنه مع «لجين الهذلول»

اعتقال «لجين الهذلول» و«ميساء العمودي» على خلفية مطالبتهن بحق «القيادة» في السعودية

بالفيديو .. توقيف الناشطة السعودية «لجين الهذلول» بعد تحديها قانون منع قيادة المرأة

«الليبروجامية» تتمدد من السعودية إلى البحرين برعاية ملكية!

«جزائية الأحساء»: قضية «لجين الهذلول» و«ميساء العامودي» من اختصاص محكمة الإرهاب

شبكة حقوقية: إحالة ناشطات حق القيادة لمحكمة إرهاب سعودية «يفوق ظلم العصور الوسطى»

السلطات السعودية تفرج عن «لجين الهذلول» و«ميساء العمودي» بعد مرور 70 يومًا على احتجازهما

السعودية «لجين الهذلول» تقول إن الإمارات منعتها من دخول أراضيها

مغردون يهاجمون «الهذلول» إثر أنباء عن مشاركتها في فيلم «مسيء» للسعودية

فيديو .. «لجين الهذلول»: المجتمع مصدوم من آرائي لأني سعودية

«تويتر» يهاجم «لجين الهذلول» لتطاولها على النبي.. والناشطة: المحادثة «مفبركة»