حجبت السلطات السعودية موقع «مركز الخليج لحقوق الانسان» بعد الابلاغ عن قضية الناشطة السعودية «لجين الهذلول» التي حاولت دخول المملكة بسيارتها من الامارات في محاولة لتحدي الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارة في هذا البلد المحافظ.
وعند محاولة الدخول إلى الموقع في السعودية، تظهر عبارة «عذرا، الصفحة المطلوبة غير متوفرة».
وكان المركز، الذي لا يزال متاحا في دول أخرى غير السعودية، قد ندد أمس الثلاثاء باعتقال ناشطتين هما «ميساء العامودي» و«لجين الهذلول»، اللتين حازت قضيتهما اهتماما عالميا.
وأوقف حرس الحدود السعودي «الهذلول» عندما حاولت دخول المملكة وهي تقود سيارتها من الإمارات المجاورة، ووصلت «العامودي»، وهي صحفية سعودية تعيش في الامارات، لاحقا لدعمها، وأكد ناشطون اعتقال الفتاتين.
وقال المركز في بيان له إن اعتقالهما هو «استمرار لسياسة ممنهجة من قبل السلطات السعودية في توجيه المضايقات ضد الناشطات المطالبات بحق قيادة السيارة للنساء في المملكة حيث سبق وان تعرضت العديد من ناشطات الحملة للايقاف وحجز السيارة».
والسعودية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع النساء من قيادة السيارات.
وأضاف المركز عبر موقعه أنه «يستنكر قيام السلطات السعودية بحجب موقعه الالكتروني من على شبكة الإنترنت ويعتبر ذلك شكلا من أنماط القمع والترهيب والتخويف التي يجري استخدامها باصرار في المملكة هذه الايام».
ولم يكشف المركز عن السبب الذي دفع السلطات السعودية إلى حجب الموقع، إلا إنه اعتبر ان ذلك يأتي «في وقت يتعرض فيه مدافعو حقوق الانسان لشتى انواع المضايقات ومنها الاعتقالات الكيفية، والسجن التعسفي والمحاكمات الجائرة التي تفتقد الاجراءات القانونية والحد الادنى من المقاييس الدولية المستخدمة في المحاكمة العادلة».
واختتم الموقع بالتأكيد على مطلبه من الحكومة السعودية بإلغاء هذا القرار الذي وصفه بـ«الجائر»، مضيفًا: «ندعو المواطنين في السعودية لاستخدام التقنيات الحديثة من أجل الوصول إلى موقعنا الإلكتروني». كما أكد أن مركز الخليج لحقوق الإنسان هو «منظمة مستقلة غير ربحية وغير حكومية تعمل على تقديم الدعم والحماية للمدافعين عن حقوق الإنسان بما في ذلك (الصحفيين المستقلين والمدونين والمحامين، وغيرهم) في منطقة الخليج من خلال تعزيز حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع السلمي».
وأدرجت منظمة «مراسلون بلا حدود» الحقوقية السعودية هذا العام من بين 19 بلدا تعتبر فيها الأجهزة الحكومية «أعداء للانترنت» لفرضها الرقابة عليها.
وصرح ناشط طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة «فرانس برس» أن «الهذلول» تحتجز الثلاثاء في سجن في المنطقة الشرقية، الا أنه لم تتضح التهم الموجهة اليها، بينما تحتجز «العامودي» في سجن آخر في المنطقة الشرقية، مضيفا أنه «تمت مصادرة هواتفهما، وحجز سيارتيهما».
وكتبت «لجين الهذلول» على حسابها في «تويتر» قبل أن تتوقف عن إرسال المزيد «انا على الحدود منذ 24 ساعة، فهم يرفضون اعادة جواز سفري او السماح لي بالمرور»، بينما لم يتسن الحصول على تعليق من وزارة الداخلية على القضية الثلاثاء.