اعتبر السفير السعودي في برلين «عواد العواد» أن قرار إغلاق أكاديمية الملك فهد في مدينة بون ووقف بناء فرعها في برلين يتماشى مع برنامج الإصلاح في بلاده، مثمنا النظام التعليمي في ألمانيا، ما يجعل فتح مدارس سعودية أمرا غير ضروري، بحد قوله.

وقال «العواد» في حديث مع صحيفة فرانكفورتر ألغاماينه تساتونغ إنه ليس من الضروري أن تمول بلاده مؤسسات تعليمية في ألمانيا.

وتابع الدبلوماسي السعودي حديثه قائلا: إن المملكة العربية السعودية بدأت بتنفيذ برنامج يهدف إلى تحديث نظامها التعليمي وذلك في إطار مشروع (رؤية 2030) الإصلاحي، ولهذا السبب ليس من المجدي تمويل مدارس سعودية في بلد يمتلك واحدا من أفضل النظم التعليمية.

وقررت السلطات السعودية الإثنين إغلاق أكاديمية الملك فهد في بون غربي ألمانيا المثيرة للجدل منذ سنوات بنهاية العام الدراسي 2016/2017، كما صرح بذلك متحدث باسم الأكاديمية الملكية لوكالة الأنباء الكاثوليكية (ك.ن.أ).

كما أشار المتحدث إلى أن قرار الإغلاق يشمل أيضا وقف بناء فرع الأكاديمية في برلين والذي وصل إلى مراحل متقدمة منه.

وبرر بيان للسفارة السعودية في برلين هذه الخطوة بالقول إنها جزء من جهود المملكة لتقديم أفضل الخدمات التعليمية لمواطنيها، مضيفا أن ألمانيا تمتلك أفضل الأنظمة التعليمية في العالم، ولذلك لا ترى الرياض ضرورة لأن يكون لديها أكاديمية هناك.

وتتولى هذه الأكاديمية السعودية التي أسست عام 2000 تدريس اللغة العربية والدين الإسلامي، وهي تضم كادرا تعليميا يتكون من 30 مدرسا للمناهج التعليمية السعودية، ويدرس بها في الوقت الراهن 150 طالبا من أبناء الجاليتين العربية والإسلامية.

تحسين الصورة

وتساءل موقع دوتيشه فيلا في تقرير له عما إذا كان إغلاق أكاديمية الملك فهد المثيرة للجدل يُعد وقفا لاستيراد ما وصفه بالفكر المتطرف إلى ألمانيا، واصفا القرار السعودي بأنه خطوة على طريق تحسين صورة السعودية في ألمانيا وأوروبا، مشيرا إلى أن الرياض تخلت أيضا عن بناء أكاديمية أخرى تحمل نفس الاسم في برلين.

وأشار التقرير إلى أن القيادة السعودية الجديدة جادة في مساعيها لتحسين صورة المملكة في العالم أجمع وفي أوروبا عموما وألمانيا خصوصا، بعد أن بات اسم المملكة يتردد بعد كل اعتداء إرهابي في دول عديدة، رغم عدم ثبوت تورط مباشر لأي مؤسسة رسمية حكومية سعودية في أي عمل إرهابي، لا في الماضي ولا في الحاضر.

يشار إلى أن السنوات الأخيرة الماضية شهدت الكثير من الخلافات بين السلطات التعليمية السعودية والسلطات المختصة بشؤون المدارس في مدينة كولونيا والتي اتهمت الأكاديمية السعودية في عام 2003 بنشر الفكر الديني الأصولي في المدرسة ومحيطها الاجتماعي.

وشهر يوليو/ تموز الماضي، أبدت ألمانيا استعدادها لأن تكون حليفا استراتيجيا وتجاريا للمملكة العربية السعودية لدعم «رؤية 2030».