أكدت ألمانيا، اليوم الإثنين، أنها لا تفكر في فرض عقوبات على السعودية في الوقت الراهن على خلفية الإعدامات الأخيرة التي نفذتها السلطات في المملكة، لكنها تعتزم مراجعة صادرات الأسلحة إليها.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، «شتيفان زايبرت»، في تصريحات للصحفيين في برلين، إن بلاده لا تفكر حاليا في فرض عقوبات على السعودية، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).

غير أن «زيجمار جابريل»، نائب المستشارة الألمانية، أعرب عن اعتزامه في الوقت ذاته مراجعة أي صادرات أسلحة للمملكة مستقبلا.

ورأى جابريل أنه «تبين صحة عدم تصدير مدرعات قتالية أو بنادق هجومية من نوع جي 36 للمملكة»، مضيفا: «علينا الآن أن نعيد النظر فيما إذا كان سينبغي علينا مستقبلا أن ننظر بعين أكثر نقدا لأي صادرات لأسلحة هجومية للسعودية».

وحسب تقرير عن صادرات الأسلحة، فإن ألمانيا صدرت للسعودية عام 2014 أسلحة بقيمة 209 مليون يورو من بينها أسلحة قتالية بقيمة 51 مليون يورو.

ويعتبر الغرب السعودية دولة ذات أهمية استراتيجية بسبب إنتاجها من النفط وتأثيرها في المنطقة.

وكانت السعودية أعلنت، أمس الأول السبت، أنها أعدمت 47 سجينا على خلفية اتهامات بـ«الإرهاب» من بينهم رجل الدين الشيعي، «نمر باقر النمر».

وأثار إعدام الأخير احتجاجات من قبل مواطنين شيعة في عدة دول بينها إيران ولبنان والبحرين، وفي سياق هذه الاحتجاجات، أحرق إيرانيون غاضبون مقر السفارة السعودية في طهران ومقر قنصليتها في مدينة مشهد الإيرانية، وردت المملكة على ذلك بقطع العلاقات مع إيران، وتبعها في ذلك دول عربية أخرى بينها السودان والبحرين، بينما قامت الإمارات بتخفيض تمثيلها الدبلوماسي مع إيران إلى درجة القائم بالأعمال.

مطالبات في ألمانيا بمعاقبة السعودية

وعلى خلفية هذه الاعدامات، تصاعدت المطالبات في ألمانيا بفرض عقوبات على السعودية.

وفي هذا السياق، دعا «ميشائيل هينريش»، رئيس المجموعة الألمانية العربية في البرلمان الألماني، إلى وقف صادرات الأسلحة للسعودية.

وقال في تصريح لصحيفة «راينيشه بوست» الألمانية، اليوم الإثنين، إن وقف هذه الصادرات «سيكون الرسالة الصحيحة الآن».

من جانبه، طالب «حزب الخضر» الألماني بوقف فوري للعلاقات التجارية مع السعودية عقب الإعدامات الأخيرة.

وقالت «كاترين جورينج إكهارت»، رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب، في تصريحات للقناة الثانية للتلفزيون الألماني «زد دي إف»، اليوم، إنه لا يمكن أن يكون هناك المزيد من العلاقات الاقتصادية، ويجب ألا يتم تصدير المزيد من الأسلحة بصفة خاصة.

واعتبر رئيس الحزب، «جيم أوزدمير»، أنه يتعين على الحكومة التحدث بوضوح مع المملكة بشأن هذه الإعدامات.

وأكد «أوزدمير»، في تصريحات لـ «إذاعة بافاريا» الألمانية، على ضرورة أن تنتقد الحكومة الاعدامات التي تحدث في السعودية، وتعتبرها «انتهاكا واضحا» لحقوق الإنسان.

كما شدد على ضرورة وقف توريدات الأسلحة التي قد تساهم في تدمير دول مجاورة مثل اليمن.

رأب الصدع السعودي الإيراني

وفي محاولة لرأي الصدع المتفاقم في العلاقات بين الرياض وطهران، دعا «شتيفان زايبرت»، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، و«مارتن شيفر»، المتحدث باسم الخارجية الألمانية، كلا من السعودية وإيران إلى التفاهم والحوار.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، في تصريحات للصحفيين في برلين، اليوم: «ندعو الدولتين للحوار».

وأضاف «زايبرت» أن برلين تلقت «ببالغ الأسف»” نبأ قيام السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران؛ «فمهما تأزمت العلاقات بين البلدين فإنها تظل ذات أهمية كبيرة لحل الأزمة في كل من سوريا واليمن، وكذلك من أجل استقرار سائر المنطقة».

وتابع المتحدث باسم الحكومة الألمانية: «لقد تلقت الحكومة بذهول خبر إعدام 47 أسيرا في السعودية».

ورأى أن إعدام «النمر» من شأنه أن يفاقم من التوترات الدينية والسياسية في المنطقة.

بينما قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية إن استغلال الرياض وطهران هذه التوترات من أجل توسيع الحرب بالوكالة بينهما سيكون بمثابة «رسالة خاطئة».

وانتقد شيفر، من ناحية أخرى، عدم قدرة إيران على حماية البعثات الدبلوماسية لديها.