«و.س.جورنال»: التنافس السعودي الإيراني يشعل المواجهة مع الأقلية الشيعية في السعودية

الخميس 1 سبتمبر 2016 11:09 ص

العداء للأقلية الشيعية، والتي يتم استهدافها من قبل مسلحي الدولة الإسلامية، يمكن رؤيته بشكل علني في المملكة التي يقودها السنة.

تكثفت المواجهة السعودية مع إيران، ولهذا فإنها ألهبت المشاعر المعادية للشيعة في المملكة، مما أدى إلى بروز مظاهر العداء للأقلية التي تهددها أيضا جهود الدولة الإسلامية لزعزعة الاستقرار في البلاد.

في عهد الملك «سلمان»، انتقلت المملكة التي يقودها السنة لمواجهة ما تراه «تدخلا شيعيا إيرانيا» في الشؤون العربية. حيث تدخلت الرياض العام الماضي عسكريا في اليمن ضد المتمردين الحوثيين الموالين لإيران. وفي يناير/ كانون الثاني، قطعت المملكة علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، وضغطت على حلفائها لفعل الشيء نفسه.

ولكن الموقف الرسمي أجج التوترات الطائفية في الداخل. العداء تجاه الشيعة في المملكة العربية السعودية يتسع، سواء في وسائل الإعلام الاجتماعية أو في الخطب المتلفزة على لسان «المتشددين» من رجال الدين السعوديين.

خلال الاحتفالات في يوليو/تموز بمناسبة عيد الفطر في وسط مدينة الخرج، أدت مجموعة من طالبات المدارس السعودية عرضا مع ارتداء تيجان بيضاء صغيرة في مسرح، مع وجود لوحات كبيرة تحمل صور الملك «سلمان». قرأت الطالبات بعض السطور التي تصف الشيعة بأنهم «رافضة»، وهو مصطلح يستخدم أيضا من قبل الدولة الإسلامية. وتمت تسمية الشيعة أيضا بـ«بجنود الزرادشتيين»، في إشارة إلى إيران. أصبحت مثل هذه المظاهر للتعصب الطائفي أكثر شيوعا مما كانت عليه قبل بضع سنوات.

يعد المفتي العام هو أعلى سلطة دينية في السعودية. وقد سلم مؤخرا خطبة تدعو على «الكذابين الشيعة» الذين يحاولون زعزعة الاستقرار في العالم الإسلامي، ووفقا لتقرير صادر عن وكالة الأنباء الرسمية.

وقال «توبي ماثايسن»، وهو باحث كبير في مركز الشرق الأوسط في جامعة أكسفورد، «إن تنظيم الدولة الإسلامية ينشط ضد الشيعة، وقد استهدف الأقلية الشيعية في المملكة العربية السعودية». «هذا هو الدافع وراء دعم التنظيم من قبل المعادين لإيران في العالم العربي، قبل أن يتحول ضدهم».

كانت «الدولة الإسلامية» وراء معظم الهجمات الإرهابية الثلاثين التي وقعت في السعودية منذ صعود الجماعة المسلحة في عام 2014، والتي أسفرت عن مقتل العشرات. ووفقا لوزارة الداخلية، فقد تم استهداف العديد من الشيعة في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط في البلاد.

وقال اللواء «منصور التركي»، المتحدث باسم الوزارة: «نحن لسنا محصنين». وقال «عندما نتحدث عن الكراهية الطائفية، فإننا نتحدث عن المسبب الأول للأعمال الإرهابية في الشرق الأوسط».

أدى وقوع تفجيرات تستهدف الشيعة في الرياض إلى نشر قوات أمن إضافية لحماية المصلين الشيعة. و بعد ثلاثة تفجيرات من قبل الدولة الإسلامية في يوم واحد في يوليو/تموز، بما في ذلك واحد بالقرب من مسجد شيعي، تحدث الملك «سلمان» عن العمل ضد تهديد «التطرف والعنف».

يقول مسؤولون سعوديون إن إيران هي السبب الرئيسي للتوترات بين السنة والشيعة بسبب تدخلها في المنطقة من خلال حلفائها الشيعة. و قد روجت السعودية التفسير الأصولي للإسلام السني الذي يتهم الشيعة بالهرطقة، وهو الرأي الذي يشاطره «الجهاديون المتطرفون».

يقول «إبراهيم فريحات»، وهو زميل للسياسة الخارجية في معهد بروكينغز في الدوحة: «هناك خط واضح جدا بين الاثنين». «من الصعب للغاية أن نميز بين ما هو معاد لإيران وما هو مضاد للشيعة. هل هذا صراع طائفي، أم أنه تنافس جيوسياسي فقط».

وقد تدهورت العلاقات بين البلدين في يناير/كانون الثاني بعد قيام الغوغاء الإيرانيين الذين أغضبهم تنفيذ السعودية حكم الإعدام في رجل الدين الشيعي والناشط «نمر النمر»، حيث قاموا باقتحام السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، مما أدى في النهاية إلى قطيعة دبلوماسية.

وقد حضر الأمير «تركي الفيصل»، وهو عضو في العائلة المالكة الحاكمة ورئيس المخابرات السابق في السعودية، اجتماعا لجماعات المعارضة الإيرانية في باريس في يوليو/ تموز، حيث دعا في خطابه إلى إسقاط الجمهورية الإسلامية.

من ناحية أخرى، أشاد بعض القادة الشيعة بجهود الحكومة لتعزيز الأمن. لكنهم قالوا إن على السلطات أن تفعل المزيد لوقف الخطاب الطائفي. وقال «محمد جبران»، وهو ناشط شيعي من واحة الصحراء الشرقية من الإحساء: «إذا كان الشيعة يوصفون في الصحف أنهم رافضة أو طابور خامس أو أدوات مستخدمة من قبل إيران، فمن الطبيعي أن الجانب الآخر سوف يعتبرهم أعداء».

وبموجب القانون السعودي، يمكن أن يحاكم الناس الذين يقومون بتأجيج الكراهية الطائفية جنائيا. وقال السيد «أبو تركي»، المتحدث باسم وزارة الداخلية إن السلطات ملتزمة بإنفاذ القانون إلا أنه من الصعب التحكم في وجهات النظر المتطرفة، وخاصة على وسائل الإعلام الاجتماعية.

تحركت السلطات السعودية أيضا نحو قمع المعارضة الشيعية بعد إعدام السيد «النمر»، وألقي القبض على رجل الدين الشيعي البارز الشيخ «حسين الراضي»، في مارس/ اذار بعد أن ألقى خطبة هاجم فيه الحكومة السعودية وأشاد بالميليشيا اللبنانية الشيعية المدعومة من إيران، حزب الله، الذي تعتبره المملكة العربية السعودية منظمة إرهابية.

تستمع محكمة في الرياض حاليا لشهادات حوالي 30 من الشيعة السعوديين الذين اعتقلوا في عام 2013 بتهمة التجسس لصالح إيران. وتشمل التهم التي يواجهونها محاولة نشر المذهب الشيعي في المملكة ذات الغالبية السنية.

وقال «طه الحاجي»، وهو محام، إن موكليه السابقين لم يحصلوا على محاكمة عادلة وهو يلقي اللوم جزئيا على التوتر بين السعودية وإيران. وقد فر «الحاجي» من السعودية بعد أن استدعي للاستجواب من قبل السلطات السعودية في مارس/ أذار خوفا من أنه أيضا سوف يواجه المحاكمة. وقد تقدم بطلب للحصول على اللجوء في ألمانيا.

المصدر | وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

الشيعة في السعودية المنطقة الشرقية السعودية إيران نمر النمر التنافس السعودي الإيراني

إصابة شرطي سعودي إثر استهداف مركز أمني بالأحساء بعبوة ناسفة

«ميدل إيست آي»: إعدام «نمر النمر» رسالة داخلية تتعلق باستقرار النظام السعودي

«الدولة الإسلامية» يدعو لإخراج الشيعة من الجزيرة العربية

«تفجير القطيف» يكشف فشل السعودية في كبح التوترات الطائفية

«رضائي»: العلاقة بين الرياض وطهران تزداد سوءا والسعودية تريد الذهاب نحو الحرب