القائم بأعمال السفارة السعودية: لا جديد بشأن خفض المملكة تمثيلها في بيروت

الأحد 4 سبتمبر 2016 09:09 ص

أكد القائم بأعمال السفارة السعودية لدى لبنان «وليد بخاري» أنه لا جديد بشأن خفض المملكة تمثيلها الدبلوماسي في لبنان، جاء ذلك بحسب ما صرح به خلال وداعه مفتي لبنان الشيخ «عبداللطيف دريان» مساء السبت لدى توجهه للسعودية.

وفي هذا الصدد، دعا «بخاري» الذي تم تعيينه قائما بأعمال السفارة إلى «عدم الاستماع كثيراً إلى كل الأخبار التي تتداول في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصحافة، وننتظر توجيهات القيادة»، وفقا لما نقلته صحيفة الحياة اللندنية. 

وحول موعد عودة السفير السعودي «علي بن عواض عسيري» لمتابعة عمله في بيروت، أجاب أن السفير الآن في المملكة العربية السعودية، وينتظر توجيهات القيادة سواء أكان بالعودة أم بالبقاء للتوجه إلى مهمات أخرى، ولم يصدر أي شيء في هذا الشأن حتى الساعة». 

وأكد «بخاري» أن «العلاقات السعودية - اللبنانية هي علاقات مبنية على الأخوة والصداقة والمحبة، ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن تتأثر بأي ظروف وقتية، وهذه العلاقات هي كصلابة شجرة الأرز بمتانتها وعنفوانها عبر هذه العصور، فالعلاقة اللبنانية - السعودية لا يمكن أن تشوبها أي شائبة». 

ولفت «بخاري» إلى أن «حكومة خادم الحرمين الشريفين دشنت هذا العام حملة الحج رسالة وعبادة وسلوك حضاري بشعار «الحج رسالة سلام»، وبالتالي جهود المملكة تتواءم مع أهدافها الرامية لتحقيق السلام في المجتمع الدولي». 

وأكد أن «هذه الرسالة تنعكس على الجهود التي تبذلها الحكومة السعودية بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لتقديم كل التسهيلات في أجواء إيمانية مفعمة بالأمن». وعبر عن «مكانة الشعب اللبناني بجميع طوائفه وأطيافه الذين لهم مكانة خاصة لدى القيادة السعودية والشعب السعودي».

وردا على سؤال حول عدد الحجاج اللبنانيين الذين سيغادرون لتأدية هذه الفريضة هذا العام، قال: «العدد التقريبي هو أننا منحنا 6 آلاف و400 تأشيرة، وتم خفض الكوتا لهذه السنة».

وعما إذا كانت هناك معايير محددة تم الاعتماد عليها هذه السنة من السفارة لمنح تأشيرات الحج، أجاب: «أبداً، هناك اتفاق ما بين وزارة الحج ولجنة الحج المسؤولة، ويبدو أنه كان هناك اتفاق على هذه الكوتا».

إلى ذلك حيا «دريان» قبل مغادرته مطار رفيق الحريري الدولي متجهاً إلى السعودية السبت بدعوة رسمية، «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وولي ولي عهده الأمين أيضاً على كل ما يقدمونه من رعاية لحجاج بيت الله الحرام».

وأكد مفتي الجمهورية اللبنانية أن «المملكة تحرص على الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وتحافظ على رعاية المناسك المقدسة وتطويرها، وما توسعة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة المنورة إلا دليل على أن المملكة لا تتأخر أبداً في خدمة المسلمين»، داعياً «الحجاج اللبنانيين ومن كل بقاع الأرض إلى أن يؤدوا مناسكهم هذا العام بهدوء وسكينة». 

وكانت مصادر صحفية لبنانية قد أفادت نهاية الشهر الماضي بأن إحالة سفير الرياض السابق في بيروت «علي عسيري»، للتقاعد، جاءت كـ«إجراء تأديبي»، بحسب قولها.

وزعمت صحيفة «الأخبار» اللبنانية، التابعة لـ«حزب الله» أن «عسيري» لن يعود إلى بيروت ليزاول أعماله، في حين تم تعيين «وليد البخاري» قائما بأعمال سفارتها في بيروت.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها، أن إحالة «عسيري» للتقاعد جاءت على خلفية إجراء تأديبي بحقه على خلفية خطوات اتخذها سابقا على خط التقارب مع شخصيات سياسية لبنانية من دون تنسيق مسبق مع قيادته في الرياض.

وبحسب الصحيفة، رجحت المصادر أن يكون ذلك بسبب تقاربه مع النائب «ميشال عون» تحديدا، حليف «حزب الله»، الذي صنفته السعودية تنظيما «إرهابيا»، إضافة إلى مسائل أخرى تتعلق بعلاقته بأركان الحكم في السعودية.

وكانت قناة «إم.تي.في» اللبنانية أكدت أن سفير السعودية في بيروت «علي عواض عسيري»، المتواجد في الرياض، قد لا يعود إلى بيروت مرة أخرى، مرجحة أن المملكة ستخفض تمثيلها الدبلوماسي في لبنان من سفير إلى قائم بالأعمال.

وتشهد العلاقات السعودية اللبنانية تأزما متصاعدا منذ اتخذت المملكة قرارا في فبراير/شباط الماضي، بوقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار؛ بسبب ما اعتبرته هيمنة «حزب الله» على القرار السياسي في لبنان، وهو ما وصفه مسؤول بأنه رد على عدم إدانة بيروت لهجمات على البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران.

وتوالت القرارات التصعيدية من دول الخليج ضد لبنان، والتي شملت منع مواطنيها من السفر إلى لبنان، وطرد لبنانيين يعملون لديها، والتهديد بسحب ودائع مصرفية.

وأصدر مجلس «جامعة الدول العربية» قرارا في 11 مارس/آذار الماضي، في ختام أعمال دورته الـ145 على مستوى وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، باعتبار «حزب الله» اللبناني منظمة إرهابية.

كما أدان مجلس وزراء الداخلية العرب، في ختام اجتماعاته في تونس، 2 مارس/آذار الماضي، ما أسماه بـ«الممارسات والأعمال الخطرة، التي يقوم بها حزب الله الإرهابي، لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية».

كما قرر «مجلس التعاون الخليجي»، في وقت سابق اعتبار «حزب الله» اللبناني بكافة قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه منظمة إرهابية.

المصدر | الخليج الجديد + الحياة

  كلمات مفتاحية

السعودية لبنان السفير السفارة السعودية العلاقات السعودية اللبنانية

مصادر: السعودية تحيل سفيرها في لبنان للتقاعد على خلفية اتصاله بـ«ميشال عون»

السفير السعودي لدى لبنان يتهم «حزب الله» بتشويه الحقائق

السفير السعودي لدى لبنان: كلام «المشنوق» يمثله وحده ولن نتدخل في اختيار الرئيس اللبناني

السفير السعودي لدى لبنان يكشف تلقيه تهديدات بالقتل

السفير السعودي لدى لبنان يهاجم صحيفتي «السفير» و«الأخبار»