طالب السفير السعودي لدى لبنان، «علي عواض عسيري»، مسؤولي «حزب الله» إلى الكف عن اعتماد أسلوب التعمية وتشويه الحقائق.
وحث اللبنانيين على أن يسارعوا إلى إراحة وطنهم عبر إنهاء الأزمة السياسية التي تكبله، بدءا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ودعاهم بأن «يضعوا حدا لمهاترات الجهة السياسية التي تخطف لبنان، وتعيق انتخاب الرئيس الجديد».
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في حفل العشاء الذي أقامه مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية، أول أمس الاثنين، في فندق الفورسيزونس لتكريمه، بحضور شخصيات سياسية وأمنية ودبلوماسية ووسائل إعلام لبنانية وعربية.
ورد السفير «عسيري» على الاتهامات الموجهة للملكة؛ بعرقلة انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، وقال «آليت على نفسي عدم التطرق إلى الشأن السياسي وإلى ملف رئاسة الجمهورية الذي هو شأن لبناني داخلي ويجب أن يبقى كذلك، إلا أنه لا يمكنني أن اتجاهل المواقف التي صدرت عن كبار مسؤولي حزب الله خلال الأيام الأخيرة التي اتهمت المملكة بأنها تعرقل انتخاب رئيس للجمهورية.
وتابع «بربكم ألم يعد هناك احترام لعقول اللبنانيين؟ أيعتقدون أن الشعب اللبناني لا يميز بين الحقيقة والرياء؟ إلى هذه الجهات أقول: كفوا عن اعتماد أسلوب التعمية وتشويه الحقائق، فالمثل اللبناني يقول: (الشمس شارقة والناس قاشعة)».
ولم يتمكن البرلمان اللبناني منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق «ميشال سليمان» في 25 مايو/أيار 2014 من توفير النصاب القانوني لانتخاب رئيس.
وبحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، دعا الرئيس الفرنسي «فرنسوا أولاند»، في ينانير/كانون الثاني الماضي، كل من السعودية وإيران إلى المساهمة في إيجاد حل للفراغ الرئاسي في لبنان.
وكان الزعيم المسيحي اللبناني «سمير جعجع»، أعلن، دعم ترشيح منافسه «ميشال عون» لرئاسة لبنان.
وبحسب وكالة «رويترز»، فإن هذه الخطوة تصب في صالح «عون» الذي يبلغ من العمر 80 عاما، لشغل موقع الرئاسة الشاغر منذ 20 شهرا، في مظهر نادر للوحدة في المجتمع المسيحي الذي مزقته الانقسامات السياسية لسنوات.
ولا بد لـ«عون» من الآن تأمين دعم أوسع لتولي المنصب المحجوز للمسيحيين الموارنة في إطار النظام السياسي في لبنان.
وتشهد العلاقات بين لبنان ودول الخليج تأزما متصاعدا منذ اتخذت السعودية قراراً في فبراير/ شباط الماضي، بوقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني؛ بسبب ما اعتبرته هيمنة «حزب الله» على القرار السياسي في لبنان.
وتوالت القرارات التصعيدية من دول الخليج ضد لبنان، والتي شملت منع مواطنيها من السفر إلى لبنان، وطرد لبنانيين يعملون لديها، والتهديد بسحب ودائع مصرفية، وصولا إلى تصنيف «حزب الله» من قبل مجلس التعاون الخليجي على أنه منظمة إرهابية في مارس/آذار الماضي.