رجل كل المهام: حضور قمة العشرين الخطوة السياسية الأهم في مسيرة «بن سلمان»

الاثنين 5 سبتمبر 2016 12:09 م

يحضر الأمير «محمد بن سلمان» ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي ممثلًا عن والده في قمة مجموعة العشرين بالصين يومي 4 و5 سبتمبر/أيلول، وهو مؤشر آخر للدور المحوري الذي يلعبه الأمير البالغ من العمر 31 عامًا في المملكة. «رجل كل المهام»، كما يطلق عليه الآن، هو أكثر المستشارين ثقة لدى الملك «سلمان بن عبد العزيز» وهو أهم وسيط لدى القادة الأجانب.

ووفقا للمقال الذي نشرته صحيفة «المونيتور» للكاتب الأمريكي «بروس ريدل»، بدأ الأمير رحلته لقمة مجموعة العشرين بزيارة موجزة لإسلام أباد لمقابلة رئيس الوزراء «نواز شريف» ورئيس أركان الجيش اللواء «رحيل شريف». وتوترت قليلًا علاقات الحليفين، السعودية وباكستان، منذ أن رفضت الأخيرة الانضمام للحملة التي قادتها الأولى ضد الحوثيين في اليمن. ورفض البرلمان الباكستاني إرسال قوات إلى اليمن، لكن لا يزال يوجد ضباط باكستانيون يعملون مستشارين داخل الجيش السعودي وقاموا بتدريبات مشتركة داخل السعودية العام الماضي.

وينوه المقال إلى زيارة الأمير بعد ذلك إلى الصين، أكبر أسواق النفط السعودي، حيث وصلت التجارة بين البلدين إلى 70 مليار دولار في 2014، قبل انخفاض أسعار النفط. وتريد السعودية من الصين أن يكون لها دور استثماريً كبير في مبادرة الأمير «رؤية 2030»، وهي خطة طموحة تهدف لتقليل اعتماد المملكة على النفط. وقد تم توقيع 15 اتفاقية تعاون اقتصادي وثقافي مع الصين خلال الزيارة.

ويشير الكاتب إلى أن الصين هي أيضًا مصدر الصواريخ الباليستية متوسطة المدى التي تملكها السعودية، وهو سلاح استراتيجي لدى المملكة يحتاج للتحديث. وقد اشترى الأمير «بندر بن سلطان»، نظام صواريخ «سي إس إس2» من الصين في صفقة سرية في الثمانينات.

كما باعت الصين للسعودية طائرات بدون طيار، استخدمتها الأخيرة في حربها في اليمن. وفي طريقه للصين، صرح الأمير «محمد بن سلمان» أن الصين قد تكون بديلًا عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في عملية التسليح، إذا ما قامت الولايات المتحدة وأوروبا بتقييد مبيعات السلاح للملكة. لكن السعوديين يدركون كذلك أن جيشهم وجيوش دول الخليج تعتمد بشكل كامل على الولايات المتحدة والجيوش الأوروبية في الإمدادات العسكرية والصيانة.

وأشار الكاتب إلى زيارة الأمير إلى اليابان أيضا. تعد اليابان هي سوق آخر للنفط السعودي. يقدر الأمير أيضًا الثقافة اليابانية وهو أحد معجبيها، وقد قضى شهر العسل الخاص به في اليابان. وأراد الأمير من اليابانيين أن يشاركوا أيضًا في مشروعات برنامجه «رؤية 2030»، وخاصة في عملية بيع أسهم في أرامكو حين يتم فتحها لمستثمري القطاع الخاص. ولقد قام بمقابلة الإمبراطور ليؤكد على أهمية العلاقات.

ويستطرد الكاتب بالإشارة إلى أن الأمير سيصبح هو الأصغر سنًا في الصورة الختامية لممثلي مجموعة العشرين، منوها أن صعوده الصاروخي للسلطة لم يسبق له مثيل، وتراكم أعبائه ومسؤولياته غير طبيعي. ويعد حضوره قمة مجموعة العشرين هو الخطوة الأكبر له عالميًا حتى الآن.

وألقت زيارته للصين الضوء على احتمالية كبيرة لاختيار والده له وريثًا للعرش عاجلًا أم آجلًا. لقد أزاح الملك «سلمان» وريثًا للعرش بالفعل وهو الأمير «مقرن»، ويمكنه إزاحة ولي العهد «محمد بن نايف» ليضع نجله مكانه إذا ما أراد ذلك. ولكن يبدو أن الملك، الذي يبلغ من العمر 80 عامًا، لايزال يود الحفاظ على انسجام العائلة.

ووفقا للمونيتور، يود الأمير «محمد بن سلمان» أن يصبح الملك يومًا ما، وتعزز جولة مجموعة العشرين أوراق اعتماده. لكن لاتزال حربه في اليمن نقطة سيئة في ملف سياسته الخارجية. فالحرب مستمرة منذ عام ونصف دون أي أمل في نهاية سعيدة في الأفق. وأرسل الحوثيون وفدًا رفيع المستوى الشهر الماضي إلى بغداد، لبحث فتح علاقات مع العراق. وقابلهم وزير الخارجية، ثم دعى السعودية لاستبدال سفيرها في بغداد لتدخله في الشؤون الداخلية للعراق.

وتشترك الحكومتان الشيعيتان في عدائهما المشترك للسعودية، والصداقة المشتركة لإيران. وبوصول الحوثيين إلى العراق، فإنها تعد جولة جديدة من الهزائم الدبلوماسية للسعودية. ويمثل محور صنعاء بغداد طهران أسوأ كوابيس الرياض. ولقد كان الهدف الرئيسي من العملية «عاصفة الحزم» وهو الاسم المعلن للحرب في اليمن، منع انتشار نفوذ إيران في شبه الجزيرة العربية. ولازال الملك والأمير يبحثان حتى الآن عن مبرر مقنع لفشلهم الذريع في اليمن.

  كلمات مفتاحية

السعودية الصين محمد بن سلمان اليابان قمة العشرين اليمن الحوثيين الملك سلمان العراق

«محمد بن سلمان» يلتقي «كيري» على هامش قمة «مجموعة العشرين»

صحف السعودية: «بن سلمان» يعرض «رؤية 2030» أمام قمة العشرين في الصين

«محمد بن سلمان» يلتقي «أردوغان» على هامش قمة «مجموعة العشرين» في الصين

«محمد بن سلمان» يصل إلى الصين للمشاركة في قمة مجموعة العشرين

رجل «كل المهام»: «بلومبيرغ» تروي قصة صعود «محمد بن سلمان» ورؤيته للتغيير في المملكة

قمة العشرين .. الاقتصاد العالمي والاتجاه نحو الحمائية

في قمة العشرين.. الكل يغني على ليلاه