نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، اليوم الخميس، مقالا مطولا بعنوان «حروب بريطانيا الخفية»، قالت فيه إن الجمهور البريطاني ربما يعرف الكثير عن تفاصيل الحرب في جزر فوكلاند، لكن الكثير من الحروب الأخرى ظلت الكثير من حقائقها مخفية وغير معروفة.

وأوضحت الصحيفة في المقال الذي كتبه «إيان كوباين» أن بريطانيا كانت لمدة 100 عام في حالة حرب، وأن من بين أهم الأعمال العنيفة التي قام بها الجنود البريطانيون هو قمع الانتفاضة في سلطنة عمان بشكل دموي، وما تزال تفاصيلها حتى الآن طي النسيان.

وقال الكاتب إن جنود الجيش البريطاني كانوا يتصرفون بناء على تعليمات تطلب منهم عدم الاكتراث في الجبهات بمسألة وجود المدنيين، الذين في الغالب وقعوا ضحايا في أغلب المعارك التي خاضها الجيش البريطاني.

وبحسب المقال، فإنه في حالة اختلاط الأمر بين من هو العدو ومن هو الصديق أو بين العسكري والمدني، فإن الجنود كان أمامهم خيار واحد وهو استعمال الحد الأقصى من العنف ومن النيران لضمان عدم وجود أي جيوب مقاومة أو نيران معادية مهما كان مصدرها.

وتحدث كاتب المقال بالتفاصيل عن قمع البريطانيين لانتفاضة مناوئة للسلطان العماني، وقعت في عام 1960، إذ كان المعارضون يخشون من جهة سطوة السلطان ومن ناحية أخرى القوات البريطانية، التي تعاملت معهم بعنف مفرط، لأنها كانت متحالفة مع العائلة الحاكمة.

وأضاف الكاتب نقلا عن مصادر بريطانية من الجيش أن الجنود أحرقوا قرى بكاملها، وقتلوا قطعان الماشية، التي كان يملكها المعارضون من العمانيين، واتلفوا المحاصيل في الأسواق للانتقام منهم، في وقت كان يفترض –كما يقول الكاتب- أن يكون جنود الجيش البريطاني يدافعون عن الحرية ومن أجل حقوق الإنسان.

وفي سياق متصل، تطرق الكاتب أيضا بالتفصيل إلى ما أسماها حروب الخليج العربي السرية لبريطانيا، وعلى رأسها الغزو البريطاني الأمريكي للعراق، والدور الذي لعبه البريطانيون في تلك الحرب التي ما تزال تلقي بظلال من الشكوك على الانتهاكات التي وقعت لحقوق الإنسان، وكان الجنود البريطانيين بشكل أو بآخر جزءا منها.

واختتم الكاتب مقاله بالتساؤل حول الحرب الدولية على تنظيم «الدولة الإسلامية» حاليا وتشارك فيها بريطانيا، وما إذا كانت هناك أسرار ربما لا نعرفها حاليا حول دور الجنود البريطانيين فيها.