«الجبير»: العلاقات السعودية الروسية تتعدى الإطار السوري

الخميس 8 سبتمبر 2016 02:09 ص

أكد وزير الخارجية السعودي «عادل بن أحمد الجبير» إن المملكة وروسيا يتمتعان بعلاقات تتعدى الإطار السوري ويحاول البلدان تطويرها وتعميقها وتقويتها على رغم الخلاف في الشأن السوري، ولدى البلدين تفاهمات كي لا يؤثر هذا الخلاف في العلاقات بين البلدين.

وأوضح، في لقاءات صحفية عقدها في مقر السفارة السعودية في لندن مع عدد من الصحفيين والإعلاميين البريطانيين والعرب الأربعاء، أن الشعب السوري لا يستطيع قبول «بشار الأسد» على رأس السلطة بعد القتل والتهجير والتدمير الذي ألحقه بالبلاد، وأن الشعب السوري هو الذي يقرر بدء فترة الانتقال السياسي، التي يجب أن تكون من دونه، مشدداً على أن إعلان «جنيف 1» دعا إلى انتقال السلطة من «بشار الأسد» ومغادرته الأراضي السورية.

وأشار إلى أن «الوضع في سوريا لم يتغير، ومازال نظام بشار الأسد يمارس قمع المدنيين، مبدياً عدم اعتقاده بأنه سيغير نهجه خلال الفترة المقبلة».

وبحسب وكالة الأنباء السعودية، أشار «الجبير» إلى أن المعارضة السورية قدمت رؤية جدية لحل الأزمة السورية تشمل انتقال السلطة وتكريس العملية الديموقراطية، بينما لم يطرح النظام السوري في المقابل أية خطة بديلة للوصول إلى حل، مؤكداً أن المملكة لا تدعم أي طرف إلا من خلال قوات التحالف، وبحسب قرارات الأمم المتحدة، التي سبق أن حددت «الدولة الإسلامية» وجبهة النصرة منظمات إرهابية.

وفي شأن المباحثات الروسية - الأمريكية لوقف إطلاق النار في سوريا، أوضح أن «المحادثات بين الطرفين الأمريكي والروسي مازالت جارية، وهناك احتمالات للتوصل إلى تفاهم في هذا الشأن، التي يتحدد بعدها جدية بشار الأسد وحلفائه في مبدأ وقف إطلاق النار».

حرب اليمن

وعن الوضع في اليمن، بيّن «الجبير» أن الحرب لم تبدأها المملكة، بل بدأها الحوثيون وعلي صالح، الذين استولوا على سلطة شرعية، وخرقوا الاتفاق الذي تم التوصل إليه من خلال الحوار الوطني اليمني، كما انتهكوا قرار الأمم المتحدة 2216، وقال إن هذه الحرب حرب دفاعية لحماية الشرعية اليمنية وردع التهديد عن حدود المملكة، حيث دعمت المملكة المفاوضات اليمنية، بيد أن الحوثيين وعلي صالح هم من رفض المقترح الذي طرحه الممثل الخاص للأمم المتحدة في اليمن، كما أن المملكة أعلنت وقف إطلاق النار ثلاثة أشهر لكن الحوثيين وصالح قاموا بإطلاق ما يزيد على 20 صاروخاً باليستياً باتجاه أراضي المملكة، وقتلوا بعض المرابطين على الحدود، ومع ذلك التزمت المملكة بضبط النفس، وعندما فشلت المفاوضات كان للمملكة كل الحق في الدفاع عن حدودها.

اتهامات غير دقيقة

ردا على مزاعم استهداف المملكة المستشفيات والمدارس في اليمن، قال الجبير إن هذه الاتهامات غير دقيقة وغير عادلة ومنحازة، إذ إن هذه الادعاءات تعتمد على جانب واحد ولا تنظر إلى الحقيقة من كل زواياها، والمملكة تقوم بالتحقيقات اللازمة في هذا الشأن، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن الحوثيين يجعلون من المستشفيات والمدارس مستودعات للأسلحة وعندما تكون هذه المستشفيات والمدارس مستودعات أسلحة وتستهدف عسكرياً بحكم أنها منشآت عسكرية يصور الحوثيون للعالم أن المستهدف هي مستشفيات ومدارس.

التدخلات الإيرانية

وعن التدخلات الإيرانية في شؤون الدول الأخرى قال «الجبير»، إن بيان قمة منظمة التعاون الإسلامي التي انعقدت في إسطنبول في أبريل/نيسان الماضي أدان تدخل إيران في شؤون المنطقة ودعم المنظمات الإرهابية، كما أدان ميليشيات ما تُسمى بـ«حزب الله»، واستخدام إيران للطائفية، وهو البيان الذي صوتت عليه أكثر من 50 دولة.

وأضاف أن إيران تحاول تسييس الحج لأجل تحقيق مكاسب سياسية، وهو الشيء الذي يرفضه العالم الإسلامي، مشيراً في هذا الصدد إلى رفض إيران توقيع اتفاق الحج مع التسهيلات التي قدمتها حكومة المملكة، ما أضاع الفرصة على الحجاج الإيرانيين الذين ينوون الحج هذا العام، وسبب مشكلات للذين ينوون الحج في الأعوام المقبلة.

وعن استشراف العلاقات السعودية - الإيرانية، قال إن المملكة لم تغتل ديبلوماسيين إيرانيين، ولم تقتحم السفارات الإيرانية، ولم تهرّب الأسلحة إلى الداخل الإيراني لدعم الأقليات، ولم تتدخل في دول الجوار، ولم تدفع بالطائفية، وفي المقابل ومع توقيع الاتفاق النووي مع إيران صعّدت إيران من لهجتها العدائية، وهذا مشاهد في لبنان وسورية واليمن والبحرين، إضافة إلى تهريب الأسلحة إلى داخل المملكة والكويت، بينما لا يوجد دليل واحد يشير إلى علاقة السعودية بالإرهاب أو دعمه، على رغم ما يشاع من مزاعم.

 

  كلمات مفتاحية

الجبير السعودية روسيا سوريا حرب اليمن

«الجبير»: السعودية دولة براغماتية ولا تطلعات خارجية لها

دول الخليج تعتبر انتقادات «خامنئي» للسعودية تحريض مكشوف و«الجبير»: محاولة لتسييس الحج

«الجبير»: تباين وجهات النظر مع روسيا حيال سوريا لا يؤثر على علاقاتنا

«الجبير»: «الأسد» لم يلتزم بالوعود الروسية حول سوريا

«الجبير»: هناك إجماع دولي على حل الأزمة السورية وفقا لجنيف 1