«إسماعيل ياشا»: الكيان الموازي تغلغل في اليسار التركي

الأحد 11 سبتمبر 2016 10:09 ص

قال الكاتب الصحفي التركي «إسماعيل ياشا»، إن الاعتقالات والتحقيقات التي قامت بها السلطات التركية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، كشفت عن وجه آخر لهذا لتنظيم الكيان الموازي التابع لجماعة «فتح الله كولن»، لم يكن يعرفه معظم الناس ومنها تغلغله في اليسار التركي، كما كشفت عن المستوى المتقدم الذي وصل إليه أعضاؤه في ممارسة مبدأ التقية.

وأضاف في مقال بصحيفة «العرب» القطرية أنه «كنا نسمع أن الجماعة تنصح أتباعها في الجيش والأمن والقضاء وغيرها من الأجهزة والمؤسسات بترك الصلاة والحجاب وعدم إظهار علامات التمسك بالدين، بالإضافة إلى دعوتها للتظاهر بالحداثة والتبرج وعدم التدين، ولكننا لم نكن نتخيل أبداً أن يصل الأمر إلى التغلغل في اليسار التركي لقيادة اليساريين وحشدهم ضد الحكومة المنتخبة».

وتابع: «قوات الأمن التركية اعتقلت قبل أيام محامياً، يدعى مجتبى كيليتش، بتهمة الانتماء إلى تنظيم الكيان الموازي الإرهابي، وقد يظن المتابع أن الأمر ليست فيه غرابة، وأن الرجل أحد عشرات الأشخاص الذين تم اعتقالهم ضمن موجة الاعتقالات الأخيرة، إلا أنه يندهش حين يعلم تفاصيل هوية هذا المعتقل».

ووفق «ياشا» كان «مجتبى كيليتش قبل افتضاح أمره يقدِّم نفسه إلى الرأي العام على أنه ناشط يساري يدافع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ويعمل في مجال الكفاح ضد التمييز، وقد انضم إلى حزب العمال الاشتراكي الثوري لمدة، كما التحق بقطار حركة المدنيين الشباب الليبرالية التي لفتت الأنظار من خلال أنشطتها المناهضة ضد نفوذ العسكر».

وسائل الإعلام التركية نشرت مقطع فيديو يظهر فيه ذاك المحامي اليساري واقفاً بجوار «فتح الله كولن» يلقي شعراً ليبكي بحرقة ويبكي الحاضرين، وهكذا تم حل اللغز واتضح أنه أحد عناصر تنظيم الكيان الموازي وأن مهمته اختراق المجموعات الشبابية والثورية اليسارية، وفق «ياشا».

ولفت إلى أن «هناك مثال آخر لتغلغل جماعة كولن في اليسار التركي، وهو رئيس مجلة اليسار التركي، غوكتشه فرات تشولهان أوغلو، الذي اعتقل هو الآخر بتهمة الانتماء إلى تنظيم الكيان الموازي الإرهابي، وكان الرجل أحد الإخوة الكبار في صفوف جماعة كولن ولكنه أطلق لحية كثيفة كتلك اللحى التي يتميز بها اليساريون وتولى رئاسة تحرير مجلة اليسار التركي، ولفتت المجلة في رئاسته الأنظار بأعدادها المثيرة للجدل، وطالبت في أحد أعدادها الجيش التركي بالانقلاب على الحكومة المنتخبة».

وأردف: «في عدد آخر دعت إلى اغتيال رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، كما وصفته في عدد ثالث بأنه رجل يستحق الإعدام، وبعد إعلان جماعة كولن الحرب ضد الإرادة الشعبية أعلن غوكتشه فرات تشولهان أوغلو في أكثر من مناسبة وقوفه إلى جانب الجماعة، والمضحك في الأمر أن قراء المجلة اليساريين لم يكونوا يعرفون أن الذي يستغلهم ويحرضهم ضد الحكومة وأردوغان رجل ينتمي إلى جماعة يعادونها بشدة».

وكشف أنه «يدور نقاش ساخن الآن في الكواليس السياسية والإعلامية التركية حول وجود عدد من المنتمين إلى تنظيم الكيان الموازي الإرهابي في صفوف حزب الشعب الجمهوري، بعد فصل أحد مستشاري رئيس الحزب كمال كيليتشدار أوغلو من عمله في الجامعة بتهمة الانتماء إلى هذا التنظيم، وسط ارتفاع أصوات تطالب كيليتشدار أوغلو بتطهير الحزب من الموالين لجماعة كولن».

وبين أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: «هل يستطيع كيليتشدار أوغلو أن يفعل ذلك وهو الذي تولى رئاسة الحزب بفضل استقالة سلفه دنيز بايكال جراء فضيحة اتضح أن الكيان الموازي وراء تفجيرها؟».

  كلمات مفتاحية

كولن الكيان الموازي تركيا إسماعيل ياشا محاولة انقلاب

‏⁧‫دون أن يذكر «كولن».. «أوباما» لـ«أردوغان»: نعمل لضمان تقديم مدبري الانقلاب⁩ إلى العدالة

تركيا تواصل البحث عن «الصندوق الأسود» لمنظمة «كولن»

توقيف مدير أمن إسطنبول الأسبق ضمن تحقيقات منظمة «كولن»

«الشنقيطي»: تركيا مؤهلة لتكون «مركز» العالم الإسلامي و«كولن» أداة دينية بيد أمريكا

«إسماعيل ياشا» بعد ترحيله: القلب يحزن والعين تدمع وإنا على فراق مدينة الحبيب لمحزونون