بعد 5 أعوام من الآلام.. سكان جرابلس السورية يحتفلون بالعيد في ديارهم

الأربعاء 14 سبتمبر 2016 07:09 ص

«توالت الأعوام ونحن مشتتون كل واحد منا في مدينة، بعضنا لجأ لدول مجاورة وبعض آخر نزح إلى مناطق أخرى بالداخل»، بهذه الكلمات المؤلمة وصف «ياسر سلام» حال سكان مدينته جرابلس شمالي سوريا عقب مرور 5 أعوام مما وصفها ب«الآلام والشتات اللذين لم يكونا في الحسبان».

جرابلس التي أخذ عدد سكانها في الانخفاض يوما تلو الآخر لدرجة أنه وصل مؤخرا قبل تحريرها من قبضة تنظيم «الدول الإسلامية» قبل أسابيع إلى 3 آلاف شخص فقط، بسبب ممارسات العنف والقصف المتواصل وعدم توفر الأمن، بدأت حديثا التقاط أنفاسها.

وخلال أسبوع واحد بعد تحريرها في إطار عملية درع الفرات التي تقودها القوات التركية بالتعاون مع قوات التحالف الدولي ضد «الدولة الإسلامية» لدعم الجيش السوري الحر، ارتفع عدد سكان جرابلس إلى 25 ألف مواطن، ما دفع الدولة التركية خلال الأيام القليلة الماضية إلى العمل على تلافي النواقص فيما يتعلق بالبنية التحتية لهم، فضلا عن إمدادهم بالكثير من الأطعمة والاحتياجات اللوجستية.

واليوم، ومع احتفال العالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك، ارتسمت لأول مرة مظاهر البهجة والسرور على وجوه أطفال المدينة، وتبادلت الأسر الزيارات والتهاني وعُقدت موائد الطعام وجلسات الشاي والقهوة؛ احتفالا بعيد طال انتظاره منذ 5 سنوات.

والتقت الأناضول عائلة «سلام» إحدى الأسر التي أجبر أفرادها على مغادرة جرابلس قبل سنتين ونصف السنة والنزوح إلى منطقة أخرى بالداخل السوري، حيث أوضح أنه «لأول مرة بعد هروبه من ظلم تنظيم  داعش (الدولة الإسلامية) يجلس في بيته في طمأنينة ويشعر بسعادة الحديث وتبادل تهاني العيد مع الأقارب والأحباب».

وأضاف «ياسر سلام» عميد الأسرة، «بمجرد سماعي تحرير الجيش السوري الحر لجرابلس هرعت مع أسرتي للعودة إلى بيتي، وعند وصولي شعرت بسعادة كبيرة من الصعب وصفها».

وتابع «توالت الأعوام ونحن مشتتون كل واحد منا في مدينة معينة بعضنا لجأ لدول مجاورة وبعض آخر نزح إلى مناطق أخرى بالداخل، لكنني الآن أجلس مع أقاربي ونحتفل بالعيد، وأبنائي وأحفادي يلعبون ويمرحون حولي».

وشكر «سلام» تركيا حكومة وشعبا نظير الجهود التي قدموها لبلده وإصرارهم على الوقوف في صف الشعب السوري في وجه الظالمين، مشيرا إلى أن طبيبا تركيا أهداه كبشاً كأضحية بمناسبة العيد، فذبحه ووزعه على أسرته وجيرانه.

من جانبها أوضحت زوجة «ياسر» (وحدة)، أنها تصلي منذ رجوعها إلى جرابلس صلاة شكر يوميا، قائلة «استجاب الله لدعائي فبعد أعوام من الفراق عدت لأرى أبنائي وأحفادي وموطني من جديد».

بدوره، أشار «فاروق البحري»، أحد ضيوف الأسرة الذين قدموا لمنزلها لتبادل تهاني العيد، إلى أنه اضطر لمغادرة جرابلس واللجوء إلى تركيا قبل عامين، وقال «الحمد لله، من جديد تمكنا من رؤية أصدقائنا وأحبابنا، لن ننسى ما قدمه لنا الأتراك طوال حياتنا».

ودعما لقوات الجيش السوري الحر، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس تحت اسم درع الفرات، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة الدولة الإسلامية، ونجحت العملية خلال ساعات من تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها.

  كلمات مفتاحية

سوريا تركيا جرابلس الدولة الإسلامية

ارتفاع عدد سكان جرابلس بعد طرد تنظيم «الدولة الإسلامية»

«السوري الحر» يوسع الحزام الآمن بين إعزاز وجرابلس

«أردوغان» يؤكد إخلاء جرابلس من «الإرهابيين» ومساعدات تركية تصل إليها

«الجيش السوري الحر»: تركيا لعبت دورا حاسما في السيطرة على جرابلس

«إخوان» سوريا: تحرير جرابلس خطوة تاريخية تمهد لإسقاط مشاريع التقسيم