تركيا تحذر من أخطاء أمريكية في خطة تحرير الموصل من «الدولة الإسلامية»

الأربعاء 5 أكتوبر 2016 01:10 ص

أبدت أنقرة، تحفظات واعتراضات على الخطط العسكرية الأمريكية، بشأن العملية المزمع القيام بها؛ لتحرير مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية.
 
وحذر مسؤولون أتراك، القيادة الأمريكية، من مغبة إشعال فتيل الصراعات المذهبية في هذا البلد، وارتكاب أخطاء في الخطة العسكرية المطروحة لتحرير مدينة الموصل.  
 
وبحسب الخطة المعدّة، فإن قوات أمريكية وأفواج من الجيش العراقي وعناصر من قوات الحشد الشعبي في ناحية القيارة جنوب مدينة الموصل، ستتجه نحو المدينة من جهة الجنوب، بينما ستقوم قوات تابعة لحكومة إقليم كردستان العراق بدعم الحملة من جهة الشمال والشرق.
 
وقال مسؤول تركي، إن بلاده أبلغت واشنطن بالمخاطر التي من المحتمل أن تنجم عن هذه الخطة مستقبلا، مشيرا إلى 5 بنود في خطة تحرير الموصل كانت محط اعتراض من أنقرة. 
 
وأضاف المسؤول التركي -فضل عدم الكشف عن هويته- أن وضع تركمان قضاء تلعفر تصدر قائمة التحذيرات التركية، وسط مخاوف من النتائج السلبية حال دخول الميليشيات الشيعية إلى المدينة التي تضم سنة وشيعة، بحسب «الأناضول».
 
وكان فتيل الصراعات المذهبية قد انتقل إلى قضاء تلعفر عقب اشتداد الحروب المذهبية إبّان الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، حيث خاضت بعض المجموعات المنضوية تحت سقف الحشد الشعبي حالياً، حروباً مذهبية آنذاك.
 
ونزح مئات الآلاف من التركمان (الشيعة والسنة) من سكان قضاء تلعفر إلى إقليم شمال العراق ومحافظات بوسط وجنوبي العراق وإلى تركيا، بعدما سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على القضاء والقرى المجاورة له في 20 يونيو/ حزيران الماضي.
 
وبحسب المسؤول التركي، فقد حذرت أنقرة المسؤوليين الأمريكيين من احتمال عودة الحرب المذهبية بين التركمان، مطالبة بدعم عودة نازحي قضاء تلعفر من السنة والشيعة إلى ديارهم، وتخفيف حدة المشاحنات التي من الممكن أن تحدث بين الطائفتين.
 
وتعتبر القومية التركمانية، ثالث أكبر قومية في العراق بعد العرب والأكراد، ويقطن أبناؤها في محافظات نينوى، وكركوك، وصلاح الدين، وديالى، وبغداد، والكوت، والسليمانية، وتشير تقديرات غير رسمية، أن عددهم في العراق يبلغ نحو 3 ملايين نسمة، من مجموع السكان البالغ نحو 34.7 مليون، وفق معطيات وزارة التخطيط العراقية لعام 2013.
 
التحذير التركي الثاني للولايات المتحدة يتمثّل في عزم الحشد الشعبي تأسيس حزامه الشيعي الواصل بين إيران وسوريا مروراً بالعراق، عبر تلعفر، لا سيما أنّ هذا الممر انقطع عقب احتلال التنظيم للقضاء المذكور، الأمر الذي أدّى إلى قطع الطريق البري الذي يصل سوريا بإيران.
 
ولكون المناطق الحدودية لقضاء تلعفر تخضع لسيطرة البيشمركة التابعة لرئيس إقليم الحكومة الكردية في العراق مسعود بارزاني، فإنّ الميليشيات الشيعية بحاجة إلى مساعدة حلفائهم في منظمة «بي كا كا» التي تنشط في بعض مناطق سنجار التي تعدّ المنفذ الوحيد لهم إلى الأراضي السورية.
 
ولفت المسؤول التركي إلى أن وصول عناصر الحشد الشعبي إلى سوريا عبر بوابة «بي كا كا» سيسهّل عملية تزويد نظام بشار الأسد بالميليشيات العراقية والإيرانية ونقل المعدات العسكرية واللوجستية إلى سوريا.
 
وتضمنت بنود الاعتراض التركي تحذيرا ثالثا من إمكانية ترسيخ منظمة «بي كا كا» الإرهابية أقدامها في منطقة سنجار، بعد أن استولت على أجزاء من سنجار في أغسطس/آب من عام 2014، بحجة تطهيرها من تنظيم الدولة الإسلامية.
 
يشار إلى أنّ قرابة نصف مساحة سنجار ما زالت تخضع لسيطرة التنظيم، فيما تستولي عناصر منظمة «بي كا كا» على المركز والمناطق المتاخمة للحدود السورية، وتتواجد قوات البيشمركة في المناطق الجبلية.
 
وتتخذ منظمة «بي كا كا» من جبال قنديل في شمال العراق، معقلاً لها، وتنشط في العديد من المدن والبلدات العراقية، كما تحتل 515 من القرى الكردية في شمال العراق بحسب ما أورده الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة بارزاني.
 
وتقول أنقرة -ضمن تحفظاتها الخمس على خطة تحرير الموصل- بأنّ تركيز واشنطن على حملة الموصل، سيدفع بعناصر الدولة الإسلامية إلى الانسحاب من المدينة المذكورة باتجاه الرقة السورية، بل ومن الممكن أن يحشد التنظيم قواه في مدينة الباب التابعة لريف حلب الشمالي، الأمر الذي يهدد عملية درع الفرات التي ينفذها الجيش التركي باتجاه حلب؛ لتطهير المناطق المتاخمة للحدود التركية السورية من عناصر «الدولة الإسلامية».
 
ودعت الخطة التركية، واشنطن، وبغداد، إلى تسليم الموصل إلى سكانها الأصليية، محذرة من تركها للميليشيات الشيعية.
 
وكانت تركيا بدأت بتدريب قوات محلية من سكان الموصل في منطقة بعشيقة التابعة لمحافظة نينوى مطلع 2015، بطلب من الحكومة العراقية، حيث تلقى نحو ثلاثة آلاف شخص تدريبات عسكرية صارمة. وأغلب هؤلاء المتدربون بمعسكر بعشيقة هم من أهالي الموصل تطوعوا لقتال تنظيم «داعش» الإرهابي.
 
والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق، وأكبر مدينة تقع حاليا في قبضة «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمالي وغربي البلاد.
 
وبدأت الحكومة العراقية، في مايو/أيار الماضي، في الدفع بحشودات عسكرية قرب الموصل، ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من «الدولة الإسلامية»، وتقول إنها ستستعيد المدينة من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي.
 

  كلمات مفتاحية

الموصل العراق داعش تركيا التركمان

«أسوشيتد برس»: الرمادي ”نكسة جديدة“ تعيد إلى الأذهان ”سقوط الموصل“

هل يمكن الفصل بين المسلحين السنة و"داعش"؟!

"الدولة الاسلامية" وأخواتها .. وأسباب مفاجأتها الكبرى في الموصل

بترايوس يؤيد ضرب داعش ويحذر من أن تصبح أمريكا قوة جوية للشيعة

مجلس محافظة كربلاء يهدد بطرد الشركات التركية إذا أصرت أنقرة على إبقاء قواتها بالعراق