استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بانتظار دور مصر الإقليمي!

السبت 1 نوفمبر 2014 06:11 ص

تؤثر قوى إقليمية ثلاث تأثيراً كبيراً في واقع المنطقة ومستقبلها، وربما تتحكم بمصيرها، وهذه القوى هي إيران وتركيا وإسرائيل. وبالرغم من أن منطقة الشرق الأوسط أو ما يسمى (غرب آسيا وشمال أفريقيا) بحسب اصطلاحات الأمم المتحدة هي بلدان عربية، يكاد يصل عدد سكانها إلى أربعمئة مليون نسمة، فليس من بين دولها الإثنتين والعشرين، دولة واحدة ذات أهمية إقليمية حاسمة كأي من الدول الثلاث المذكورة، وكان من المفترض أن تكون مصر هي الدولة ذات الـتأثير والفعالية، إضافة إلى هذه القوى الثلاث،

لكن مع الأسف، بقي العرب من دون قوة يعتدُّون بها تدافع عن مصالحهم وتقف في وجه نفوذ الدول المؤثرة الأخرى، سواء كانت إقليمية أم دولية. وقد سكت معظم العرب عن هيمنة قوى إقليمية ودولية واستسلموا لها، لعدم وجود دولة عربية قادرة على الدفاع عن أمنهم ومصالحهم وثرواتهم ومستقبلهم.

لعبت مصر دور القوة الإقليمية منذ آلاف السنين، وتشير الأحداث التاريخية إلى قيام معارك بين جيوش رمسيس الثاني وجيوش الحثيين في قادش قرب حمص، وكان ذلك في أساسه دفاعاً عن مجال مصر الحيوي وأمنها الذي سعى إليه الفراعنة، كما يشير التاريخ إلى معارك أخرى جرت في جنوب سوريا وفي بلاد الشام أيام تحوتمس الثاني للأهداف نفسها، وكانت مصر تحرص تاريخياً على تأمين مجالها الحيوي الذي أهملته في العقود الأخيرة.

امتد نفوذ الفاطميين إلى بلاد الشام وكذلك فعل المماليك والأيوبيون، وكانوا جميعاً يرون أن استقلال مصر وقوتها لا يتحققان إلا بتأمين عمقها العربي ومجالها الحيوي الواسع المدى، وأصبح الأمر أكثر وضوحاً أيام محمد علي باشا الذي حاول أن يمد نفوذ مصر إلى الحجاز واليمن وبلاد الشام والأناضول. وأدركت القوى الأوروبية الاستعمارية حينها أخطار مشروع محمد علي ومحاولاته إيجاد الظروف المناسبة لتكون مصر هي القوة الرئيسية المهيمنة في المنطقة والقادرة على الوقوف بوجه الكولونيالية الأوروبية ومخاطرها بعد الثورة الصناعية وبدء التوسع الاستعماري، فأفشلت مشروعه الذي كان من ضمنه توحيد هذه المنطقة، وتبني الحداثة بمختلف معاييرها السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، ما كان سيشكل بداية استقلال المنطقة العربية أو معظمها عن النفوذ العثماني القائم في ذلك الحين، والأوروبي المحتمل.

وبقيت مصر إثر ذلك نبراساً يهدي العرب إلى الهدف وقوة حضارية وثقافية واقتصادية يحسب حسابها، ويمتد تأثيرها غير المباشر إلى معظم البلدان العربية. وفي عصرنا، تَبَنَّى عبد الناصر صراحة شعارات عربية شديدة الوضوح ومجالاً مصريا ًواسع الطيف، وحقق بداية قيادة عربية معاصرة قادرة على المساهمة في تحرر العرب وتوحيدهم وتحقيق تقدمهم وتنميتهم.

لعل من النتائج الرئيسة لهزيمة حزيران تدمير الطموحات المصرية والعربية، فقد شملت الهزيمة مختلف مناحي الحياة العربية وأوقفت حركة التحرر، وطموح الوحدة، وأمنيات التنمية، وصولاً إلى تحجيم دور مصر الإقليمي وتراجع جغرافية مجالها الحيوي، حتى انتقل هذا المجال شرقاً من بلاد الشام والحجاز واليمن إلى حدود قناة السويس، وجنوباً من أواسط أفريقيا إلى بلاد النوبة، وتراجع من غرب أفريقيا وشمالها إلى صحراء مصر الغربية. ولم تجد مصر ونظامها السياسي بعد عبد الناصر من يهتم بدورها الإقليمي ومسؤولياتها العربية، فذبل هذا الدور وذبل معه التأثير المصري في المحيط العربي، وتحولت مصر بالنهاية إلى دولة عادية في المنطقة برغم عدد سكانها الكبير وموقعها الجغرافي الاستراتيجي وجيشها القوي وثرائها الثقافي والحضاري الاستثنائي وتاريخها المجيد.

لم يعد يجمع العربَ ٌجامع حتى صارت أصغر الدول العربية تطمع، بلا شروط موضوعية، بلعب دور مصر التاريخي. وأصبحت البلاد العربية خالية من دولة ذات نفوذ، فازدهرت المطامع الإيرانية والتركية والإسرائيلية بالهيمنة على المنطقة، وغدت هذه البلدان من دون طموحات ولا أهداف مهمة، وصار الهدف الرئيس لأنظمتها هو البقاء والاستمرار والحكم المطلق، وتفجرت في داخلها تناقضاتها الثانوية وكادت الروابط القومية بينها تتلاشى وعادت إليها المرجعيات الثانوية المتخلفة، مرجعيات ما قبل الدولة الحديثة كالطائفية والعشائرية والإقليمية وغيرها، وأخذت أنظمتها تلجأ إلى القوى الإقليمية الرئيسة الجديدة لتحتمي بها.

هناك علاقة جدلية قائمة بين المجال الحيوي المصري والوضع الداخلي في مصر، وبينه وبين الأوضاع الداخلية العربية. ولعله من البديهي القول إن بداية الخلاص من الوضع العربي الحالي والشرذمة والتناقض والاحتراب الداخلي وإهمال الرئيسي لحساب الثانوي تتحقق عندما تلعب مصر دورها العربي التاريخي، حيث كانت محرك السياسة العربية الحقيقي والمدافع عن المصالح العربية، ومَن وَضَعَ العرب على طريق التحرر والتضامن والتطور والتحديث ووحدة الموقف. وبدا، مع الأسف الشديد، أن النظام المصري الممتد خلال العقود الأخيرة، لا يهتم بالبعد العربي لمصر ولا بمجالها الحيوي وتستغرقه القضايا الثانوية، حتى غدا دور مصر لا يزيد واقعياً عن دور دولة عربية متواضعة الإمكانيات.

ألغى النظام المصري منذ عقود، خصوصاً منذ صلح كامب ديفيد، القضايا القومية الكبرى من بين أهدافه، واكتفت مصر بنفوذها داخل حدودها الجغرافية، فحلت بذلك الكارثة عليها.

من غير الطبيعي أن يجري ما جرى في البلدان العربية من دون أن تحاول مصر إنقاذ بعض الانهيار، لأن دورها الإقليمي تلاشى أو على طريق التلاشي. ولعله من غير المقبول أن لا نشهد محاولة مصرية واحدة لرأب الصدع أو حل بعض الخلافات العربية أو المساهمة في حل قضايا داخلية عربية، وأن يترك الشأن العربي كلياً للولايات المتحدة وأوروبا ومعهما إسرائيل، وبشكل غير مباشر للتأثيرات التركية والإيرانية، وكأن البلدان العربية لا شأن لها بشؤونها، ولا قدرة لها على تقرير مصيرها ورسم مستقبلها.

المصدر | السفير

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي الإخوان سيناء سوريا إيران تركيا الإصلاح

لماذا فشلت مصر ونجحت تونس؟

المتحدث باسم جيش الاحتلال: ننسق مع مصر بشأن المنطقة العازلة في سيناء

السلطات المصرية تحول قطاع غزة «كبش فداء» لإخفاقاتها في سيناء!

قائد البحرية المصرية: نتابع الموقف فى «باب المندب» يوميا وقناة السويس خط أحمر

"حماس" تقترب من تطبيع العلاقات مع مصر

«غسان بن جدو»: مصر تختصر الأمة العربية كاملة ومن ينكر دورها «واهم» أو «غبي»