العاصفة

الاثنين 3 نوفمبر 2014 08:11 ص

عاصفة كبيرة تنتظر المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في مقبل الأيام، فهناك كماشة إسرائيلية – مصرية تحيط بالمقاومة، خاصة في قطاع غزة، لأنها جسم غريب يجب اقتلاعه من المنطقة حاليا.

هذا السيناريو واقعي ويجري تنفيذه على الأرض وبسرعة بالغة، وهذا يعني أن قطاع غزة بانتظار حرب أخرى، بانتظار تحديد التوقيت المناسب أو إيجاد مبرر مناسب لبدء هذه الحرب لاقتلاع جناح الرفض المسلح في فلسطين والمنطقة.

ولا شك أن ما يجري في سيناء يصب لتحقيق هذا السيناريو الملتهب، فالجنرال الانقلابي «عبد الفتاح السيسي» ونظامه يعادي حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، سواء كانت دينية أو علمانية، مثل الجهاد الإسلامي أو الجبهة الشعبية اليسارية، فالمشكلة ليست في أيديولوجية الفصيل المقاوم الفلسطيني، لأن المشكلة بالنسبة للنظام الانقلابي في مصر هي وجود المقاومة الفلسطينية المسلحة نفسها، هذا من حيث المبدأ، إلا أن العداء لحركة حماس له أبعاد أخرى أكثر عمقا، فهذه الحركة هي الأقوى على الساحة الفلسطينية، وتتمتع بمساندة شعبية واسعة ولها حاضنة كبيرة وعميقة، وهي جيدة التسليح ولديها قدرات وخبرات عسكرية أثبتت صلابتها وقوتها، خاصة في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير، كما أن لها امتدادات دولية، وحركة دبلوماسية نشطة، عبر العالم، من روسيا إلى الصين والاتحاد الأوروبي، مما يجعل منها قوة سياسية منافسة للسلطة الفلسطينية المدعومة من النظام العربي، إلا أن أهم مسببات عداء نظام السيسي الانقلابي لحركة حماس الإسلامية هو أنه يعتبرها امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين وذراعا عسكريا لهذه الجماعة التي يحاربها في مصر بكل شراسة وبكل السبل، من القتل إلى الاعتقال والتعذيب والتضييق والفصل من الوظائف والتهجير، وهذا من يجعل من حماس خطرا يجب استئصاله من وجهة نظر السيسي ونظامه الانقلابي.

هنا تلتقي المصالح بين الانقلابي «السيسي» والكيان الإسرائيلي الذي يرى حماس خطرا لابد من القضاء عليه تماما، وهو ما عجز عن فعله في حربه العدوانية الأخيرة على قطاع غزة والتي تلت حربين سابقتين، مما يخلق تحالفا عمليا بين الطرفين للقضاء على الخطر المشترك المتمثل بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومعها كل الفصائل التي تساندها في تبني فكرة المقاومة المسلحة، مما يفتح الباب أمام حرب مقبلة مشتركة من الطرفين على قطاع غزة لمحاولة إغلاق ملف حماس، وإغلاقه نهائيا بنزع أسلحتها وإقصائها من الوجود أو تحويلها إلى حزب سياسي "منزوع الدسم" على غرار الجماعة الإسلامية في مصر.

الكماشة المصرية الإسرائيلية على قطاع غزة بدأت مرحلة جديدة أكثر عنفا مع اقتلاع مدينة رفح المصرية من الوجود وتحويلها إلى منطقة عازلة فارغة من السكان وتفجير المنازل فيها، وبالتأكيد فإن غزة لن تكون أغلى“ عند «السيسي» من رفح المصرية، تماما كما قال «عبد الحليم خدام»، نائب «حافظ الأسد»، لـ«ياسر عرفات»: «إن طرابلس اللبنانية لن تكون أغلى من حماة»، وذلك عندما طلب منه عام 83 مغادرة مدينة طرابلس اللبنانية التي تحصن فيها وهو ما لم يكن يريده «حافظ الأسد» الذي اتفق مع الإسرائيليين على تنظيف لبنان من المقاومة الفلسطينية بقيادة عرفات، واليوم فإن الاتفاق المصري الإسرائيلي هو تنظيف غزة من المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس.

المصدر | سمير الحجاوي، الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

غزة كماشة إسرائيلية - مصرية المقاومة تهجير أهل سيناء المنطقة العازلة

المتحدث باسم جيش الاحتلال: ننسق مع مصر بشأن المنطقة العازلة في سيناء

إخلاء سيناء مطلب «إسرائيلي»

السلطات المصرية تحول قطاع غزة «كبش فداء» لإخفاقاتها في سيناء!

السيسي اقترح إقامة دولة فلسطينية في غزة وجزء من سيناء ضمن خطة مصرية للحل