«لوموند»: سائق التوكتوك أصبح رمزا لغضب قطاع واسع من الشعب المصري

الثلاثاء 18 أكتوبر 2016 05:10 ص

ذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن سائق التوك توك المصري، الذي ظهر في مقطع فيديو ولاقى انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي تحول إلى رمز لغضب قطاع واسع من الشعب المصري الذي يواجه غلاء الأسعار وتدهور الخدمات المقدمة من الحكومة.

وقالت الصحيفة إن كلمات السائق لم تكن لاذعة بما فيه الكفاية لذبح لا مبالاة النخبة السياسة التي وفقا له تركت دولة كانت تحظى بمجد كبير، تغرق في المأساة.

وأضافت أن الفيديو حقق 6 ملايين مشاهدة تقريبا على صفحة قناة «الحياة» على موقع «فيسبوك»، كما أنه لاقى دعم مستخدمي الإنترنت تحت وسم «#انا_خريج_توكتوك».

وتابعت الصحيفة أن الشكوك سرعان ما انتشرت حول عفوية السائق الذي نسق كلامه بشكل رائع، إذ رآه البعض، أمرا فوق المعقول من شاب غير متعلم، وحاول آخرون، أكثر ولاء للنظام، أن يوصلوا للأذهان بأن الحوار تم ترتيبه مسبقا من قبل المذيع «عمرو الليثي» وأن السائق قد حصل على أموال من أجل نشر التشاؤم، وهي التهمة التي بالفعل يتم ملاحقة بعض الناشطين بها أمام القضاء في الوقت الحالي.

وذكرت الصحيفة أن البعض لم يفوتوا أيضا فرصة ترديد أن «الليثي» كان قريبا من الرئيس «محمد مرسي» المنتمي لجماعة «الإخوان»، لكن سرعان ما تم نفي ذلك.

وبحسب الصحيفة، ففي الوقت الذي أعلن فيه «الليثي» أن رئيس الوزراء «شريف إسماعيل» أعرب عن رغبته في لقاء السائق الذي أصبح مشهورا، إلا أن شائعات اعتقاله انتشرت سريعا.

وذكرت الصحيفة أن «مصطفى» استجوب بالفعل من قبل الشرطة، قبل أن يتم إطلاق سراحه ويختبئ لحماية أسرته.

وقالت «لوموند» إن كلمات هذا السائق وصلت إلى أذان القيادات العليا في مصر، حتى إن الرئيس «عبدالفتاح السيسي» دعا خلال لقاء له مع رؤساء تحرير الصحف الحكومية، وسائل الإعلام إلى أن تتفاعل أكثر على الإنترنت في مصر، مؤكدا أن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تستخدم كأداة من قبل عملاء أجانب لتدمير الدولة من الداخل؛ وهو ما اعتبر ردا على الانتشار غير العادي لهذا الفيديو، بحسب الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن قناة «الحياة» أعلنت في اليوم التالي أن «الليثي» بدأ عطلته السنوية، رغم أن «الليثي» قد أكد أن هذا ليس عقابا سياسيا وأنه سيعود لشاشة القناة قريبا، لكن المصادفة الغريبة أن المذيعة «رانيا بدوي منعت قبل أيام من الظهور على قناة «ON» بعد أول حلقة لها في برنامج «كل يوم» التي انتقدت فيها بشدة وزيرة الاستثمار «داليا خورشيد».

وأوضحت الصحيفة أن «ON» مثل قناة «الحياة»، مملوكة أيضا لرجل أعمال قريب من النظام.

وذكرت الصحيفة أن قناة «الحياة» حذفت فيديو سائق التوك توك من حسابها على «فيسبوك» وكذلك من على حساب «عمرو الليثي».

لكنها أشارت إلى أنه بعد أيام قليلة من غضب سائق التوك توك، لاقى فيديو لسائق تاكسي يشعل النار في نفسه في الأسكندرية وهو يصرخ بأنه لا يجد شيئا يأكله انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وسارع ناشطون إلى ربطه بحادث البائع المتجول «محمد البوعزيزي» الذي أطلق شرارة «الربيع العربي» بعدما احرق نفسه في تونس احتجاجا على مضايقات الشرطة.

وقالت الصحيفة إن غضب جانب كبير من المصريين قد يتجسد في الدعوة لاحتجاجات يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل والتي ستحمل مخاطر عالية.

هذا، وتشهد مصر أزمة اقتصادية ونقصا في سلع أساسية كالسكر والأرز، مع تخطي سعر الدولار الأمريكي 15 جنيها مصريا في السوق السوداء (غير الرسمية)، مقابل أقل من 9 جنيهات في السوق الرسمي، وسط ارتفاع في أسعار السلع، وهو ما دفع السلطات لعقد اتفاقية مع «صندوق النقد الدولي» في أغسطس/آب الماضي للحصول على 12 مليار دولار لمدة 3 سنوات، لدعم برنامجها الاقتصادي.

المصدر | أصوات مصرية + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر سائق التوك توك ارتفاع الأسعار الغلاء مواقع التواصل الاجتماعي

حظر التوك توك يقطع أرزاق السائقين في محافظة مصرية

خاص.. أرباح مليارية للجيش المصري من مشروع يهدد مركبات الفقراء