إيران تحتج على تسمية «الخليج العربي» في مراسلات الحكومة العراقية

الثلاثاء 4 نوفمبر 2014 09:11 ص

أعلنت طهران احتجاجها رسميا على استخدام الحكومة العراقية تسمية «الخليج العربي» في خطاباتها ومراسلاتها الرسمية في وزارة الداخلية، مطالبة بتغييرها إلى تسمية «الخليج الفارسي»، وهي التي تعترف بها إيران رسميا وتطالب دول الخليج كافة باستخدامها.

ووفق ما نقلته وكالة «سحام نيوز» الإيرانية فإن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، قدمت احتجاجها على كتاب صادر عن وزارة الداخلية العراقية يتضمن تسمية «الخليج العربي» في وثيقة خاصة بمنح التأشيرات لمواطني دول الخليج، وقد طالبت اللجنة وزارة الخارجية الإيرانية بمتابعة الحادثة.

وبالرغم من العلاقات المتقدمة التي تجمع كلا من طهران وحكومة رئيس الوزراء «حيدر العبادي»، إلا أن وزارة الخارجية الإيرانية عبرت هي الأخرى عن استيائها من استخدام تسمية الخليج العربي، فيما قال سفير إيران السابق في بغداد «حسن كاظمي قمي» إن على وزارة الخارجية متابعة القضية، لا سيما أن هناك جيوشا إيرانية تحمي الحكومة والشعب العراقيين وتحافظ على بغداد، مما يجعل هذا الخطأ غير منطقي أو مقبول، على حد قوله.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إيران احتجاجها على هذا الأمر؛ حيث يسود خلاف كبير بينها وبين «دول التعاون الخليجي» حول تسمية المسطح المائي الذي يمتد على ساحل طوله قرابة 3300 كم، ويقع إلى الشرق من شبه الجزيرة العربية، وإلى الغرب من إيران، في حين أن حصة الأخيرة من سواحله قرابة الثلث.

ويطل الخليج الذي يسكن العرب معظم ضفافه، على كل من عمان والإمارات والبحرين وقطر والسعودية والكويت والعراق، فيما لم تبت «الأمم المتحدة» في تسمية حازمة له؛ فهي تستخدم اسم «الخليج الفارسي» في وثائقها الإنجليزية، في حين تستخدم «الخليج العربي» في وثائقها باللغة العربية، التي تعد إحدى اللغات الرسمية لـ«الأمم المتحدة».

وترى إيران أن لها أحقية تسمية الخليج، ونسبته إلى فارس، وما تزال الجمهورية الإسلامية، بعد ثورة الخميني عام 1979، تحتفظ بذات الاعتقاد السائد قبل الثورة، من أن سواحل الخليج الغربية هي مستعمرات تابعة لمملكة الفرس قبل الإسلام، وتؤكد أدبياتها الوطنية أن لفظة «خليج فارس» هي التسمية الوحيدة التي سادت عبر التاريخ، وتعتبرها مسألة قومية حساسة.

ويرى الإيرانيون أن سياسات مصر في عهد الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر»، وما صاحبها من انتشار المد القومي في العالم العربي، هي من أدخلت تسمية «الخليج العربي» إلى «دول مجلس التعاون»، ورسخت من استخدامها في المناهج المدرسية والوثائق الرسمية في الدول العربية.

في حين ترى دول الخليج بأن تسمية «الخليج العربي» تاريخية وقديمة، وأنها مبررة بكون ثلثي سواحل الخليج تقع في بلدان عربية، في حين تطل إيران على الثلث المتبقي، ويسكن السواحل الإيرانية المطلة على الخليج قبائل عربية سواء في الأحواز وبوشهر وعسلوية وبندر كنعان وغيرها.

وفي الجانب العراقي نقلت شبكة «رووداو» العراقية عن النائبة عن ائتلاف العربية في البرلمان العراقي «أمل مرعي»، الأحد الماضي، رفضها للفظة «الخليج الفارسي» التي تصر إيران على إطلاقها على الخليج العربي داعية الحكومة العراقية ودول الخليج إلى الاعتراض على التسمية.

وقالت «مرعي» إن إيران، وبسبب الحصار الدولي عليها، تحاول إثارة النزعة القومية لدى الشارع الإيراني.

وأضافت: «إن العالم العربي يعترف باسم الخليج العربي، وهو ذراع مائي لبحر العرب يمتد من خليج عمان جنوبا حتى شط العرب شمالا بطول 965 كيلومترا إلى مضيق هرمز، وإن لم يعجب إيران اسم الخليج العربي فيمكننا أن نسميه الخليج الإسلامي».

وكانت إيران قد انتقدت بشدة شركة «غوغل» عام 2012 لما وصفته بالتجاوز المسيء الذي مارسته في خدمة خرائطها الشهيرة «غوغل مابس» بسبب حذفها اسم ما تصفه بـ«الخليج الفارسي» من خريطة الممر المائي الذي يفصل الهضبة الإيرانية عن شبه الجزيرة العربية المعروف باسم «الخليج العربي».

ولا يقتصر الصراع على التسمية على حدود اللفظة، إنما يعتقد مراقبون أن له جذورا سياسية واستراتيجية تتعلق بأطماع إيرانية في سواحل الخليج العربي وجزره، ويتمثل أحد أوجهه بالجزر الإماراتية الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى» المتنازع عليها بين أبوظبي وطهران.

ويرى الكاتب والمؤرخ الفرنسي «ميشال فوشيه»، أن الخليج حمل تاريخيا العديد من الأسماء، وكان من بينها اسما «الخليج العربي» أو«خليج البصرة» وفقا لما أطلقته «الدولة العثمانية» عليه، في حين لم تتسرب تسمية «الخليج الفارسي» للوثائق التاريخية إلا مؤخرا، ودعمت من وجوده النفوذ القوي والتاريخي لإيران، الذي وجد حاضنة غير مسبوقة من قبل الإدارة الأمريكية في زمن شاه إيران، لتكون طهران في تلك الحقبة شرطي الخليج وحارسة النفط في المنطقة.

وقد طرحت مبادرات عدة لحل الخلاف، عبر اقتصار التسمية على لفظة «الخليج»، الأمر الذي قوبل برفض إيراني، وقامت طهران على سبيل المثال، بمنع مندوبي مجلة «ذا اكومنومست» البريطانية من دخول إيران بعد تضمينها هذا الاسم، كذلك انتشرت دعوات شعبية في الشارع لمقاطعة الخطوط الجوية البريطانية للسبب ذاته.

المصدر | الخليج الجديد + الخليج أونلاين

  كلمات مفتاحية

الخليج مجلس التعاون إيران العراق حيدر العبادي الأمم المتحدة الجزر الثلاث طهران بغداد

السعودية تراقب خرائطها بسبب «الخليج الفارسي»

جدل واسع عبر «تويتر» بعد تسمية الخارجية الأمريكية للخليج العربي بـ«الفارسي»

إيران تحتج لدى ألمانیا بعد استخدامها اسم «الخليج العربي» بدلا عن «الفارسي»

إيران تحتجز سفينة إماراتية لعدم استخدامها «الخليج الفارسي» في وثائق العبور