تحريض المقربين من أبوظبي على قطر والكويت

الثلاثاء 11 نوفمبر 2014 04:11 ص

تزامن تصعيد الخلافات مرة أخري بين كلا من الإمارات والبحرين مع قطر، وانسحابهما من بطولة كأس العالم لكرة اليد بالدوحة ثم تعليق حضورهما لقمة «مجلس التعاون الخليجي» في قطر، مع حملة تحريض متصاعدة من قبل مقربين من أبوظبي علي قطر سواء في الصحافة العربية أو الأجنبية التي تم الكشف مؤخرا أنها مدفوعة الأجر بحسب تقارير نشرت في موقعي «ميدل إيست آي»، و «ذا إنترسيبت».

الحملة شارك فيها إماراتيون وسعوديون وصحف أجنبية تبين لاحقا أن لها أهداف مخططة سلفا بهدف تشويه قطر، وتضييق الحصار عليها، وطالت أيضا أمير الكويت والسخرية من إنقاذ السعوديين والإماراتيين لقصره الذي كاد أن يحتله الإخوان على حد زعم أحد الصحفيين المقربين من أبوظبي.

الدكتور «عبدالخالق عبدالله» أستاذ قسم العلوم السياسية بـ«جامعة الإمارات العربية المتحدة» والمشارك في العديد من معاهد الأبحاث الغربية، كتب يقول: «هل تدرك قطر أن دعمها للإخوان يعني دعمها للإرهاب ودعمها لجماعة أعلنت الحرب المفتوحة على الإمارات».. هذا هو جوهر الخلاف بين قطر والإمارات».

وكتب د. «ناصر حمد أل خليفة» الدبلوماسي القطري مستنكرا الهجوم علي قطر بقوله: «يعمل ليل نهار في أروقة الغرب وفي مراكز بحوثها ويصرف مئات الملايين وهدفه شيطنة شقيقه في قطر وربطه بالإرهاب ظلما بينما يتناسى جزره المحتلة».

وانبري الكاتب الصحفي السعودي رئيس تحرير جريدة «العرب» اللندنية والتي تمولها أبوظبي، «عبد العزيز الخميس» والذي خرج من السعودية عام 1995م وعاد لها في شهر 7 يوليو/تموز 2014، للهجوم علي أمير الكويت بسبب وساطته بين قطر والإمارات والبحرين ووجه له نقدا لاذعا.

وكان مما كتبه: «هناك قائد دولة مشغل نفسه زيارات للوساطة والمشكلة أنها لصالح من يمول ويدعم إعلاميا منافسيه المحليين الذين كادوا يصلون لقصره قبل تدخل الأصدقاء»، و«دخلنا الكويت وسط كل الدمار. ساندنا الشعب الكويتي قبل أن يتم التحالف. لذا نرى أن الكويت تستحق أن تبقى عزيزة ومنيعة لا أن تنحني».

وسخر «الخميس» من أمير الكويت دون أن يسميه باسمه، قائلاً: «هناك قائد دولة مشغل نفسه زيارات للوساطة»، وطعن في وساطة وقدرة أمير الكويت قائلاً: «مدرسة السياسة القديمة تغيرت وحب الخشوم لم يعد فعالاً، المهم الأفعال والتقاء المصالح ووحدة الاستراتيجيات»، حسب تعبيره في عدة تغريدات عبر حسابه على موقع «تويتر».

وحرض «الخميس»، أمير الكويت على قطر دون يُسمها مستخدمًا لغة لا تليق بمخاطبة حاكم خليجي قائلا له: «كادوا أن يحرقوا قصرك ويطيحون بملكك وأنت بكل طيبة تسعى للتوسط لهم بدلا من أن تنضم لإيقاف عبثهم في المنطقة».

وواصل «الخميس» تهجمه قائلاً لأمير الكويت: «تركض شمالاً وشرقًا وجنوبًا تقبل أنف هذا وتبشر بمرجعية ذاك وبينهم الذئاب العدوة، وفي النهاية تغضب ممن وقفوا معك في وقت الله لا يعيده عليك».

وقد لقَّن مواطنون كويتيون رئيس تحرير الصحيفة «ظبيانية»، درسًا قاسيًا بعد تهجمه على أميرهم الشيخ «صباح الأحمد»، بسبب جهوده للمصالحة الخليجية، وسخريته من أمير الكويت، في سابقة هي الأولى من نوعها خليجيًا، بسبب وساطته لحل الأزمة بين أبوظبي وقطر، تمهيدًا لعقد القمة الخليجية، المقرر بالدوحة خلال شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وأطلق مغردون كويتيون هاشتاجا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حمل عنوان «#عبدالعزيزالخميس_يسئ_للأمير»، دافعوا فيه عن أميرهم، حقق أرقامًا قياسية في «ترند» أعلى الهشتاجات العربية انتشارًا .

وقال المغردون الكويتيون إن الخميس لم يكن يتجرأ على ذلك لولا ضوء أخضر من قادة إمارة أبوظبي التي يقول محللون خليجيون أن وساطة أمير الكويت، أحرجتهم بشدة وكشفت موقفهم من إثارة الخلافات بين دول الخليج لتقويض منظومة «مجلس التعاون الخليجي».

ومن أبرز هذه التغريدات: «@KUWTIYA»: «من باع كرامته وعزته واختار أن يكون عبدا مأجورا لا تلتفت إليه وتعطه أي أهميه»، «@EmanAltaweel»: «#عبدالعزيزالخميس_يسئ_للأمير هذا جزاء الطيب أميرنا يعمل على إصلاح ذات البين ووحدة الصف ما خاب من سار على هذا الدرب لابد من الوحدة الخليجية»، «@KuwaitAbeer»: «ما أجمل هذا الشعب الوفي الذي منذ الأزل? يرضى أن يشتم أحد حكامه أو أن يحل محلهم أحد فلله در هذا الشعب العظيم? »، «@SAUD_ALMARI»: «لا أعلم لماذا الوساطة تغضب عبدالعزيز الخميس أعتقد انه ينقل وجهة نظر معازيبه وملاك صحيفته، «@AlmAmany»: «#عبدالعزيزالخميس_يسئ_للأمير سمو الأمير مارس «الوساطه» بين اهل الخليج وانت ومن استأجرك تمارسون «الوساخه» بين أهل الخليج وفرق بينهم، «@Ganeema_Dsh»: «#عبدالعزيزالخميس_يسئ_للأمير تاج راسك الأمير وآل الصباح يارب تشغل الظالمين بالظالمين وتخرجنا منهم سالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل فيكم».

التحريض والعداء

وكشفت تقارير أجنبية نشرت مؤخرا أن هناك أموال أجنبية إماراتية دفعت أيضا من أجل شيطنة قطر في الخارج وفي الصحف الأجنبية.

فبحسب تقرير نشره موقع أمريكي فإن العداء بين قطر والإمارات تمخض عنه «حملة جديدة في الغرب لشيطنة القطريين على أنهم الداعمون الأهم للإرهاب، حيث اختارت الإمارات استراتيجية مستترة وذلك من خلال دفع ملايين الدولارات لمؤسسة ضغط سياسي (لوبي) تتكون من مسئولين كبار سابقين في الخزانة الأمريكية من الحزبين لتمرير قصص مناهضة لقطر إلى الصحفيين الأمريكيين».

وقال موقع «انترسيب» أن الإمارات تشتري صحفيين أمريكيين لمهاجمة النظام القطري بسبب دعم قطر للفلسطينيين عمومًا، ولحركة «حماس» على وجه التحديد، ودعمها جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، وأيضًا بسبب دعم قطر بالأموال للثوار الإسلاميين في ليبيا.

أيضا قال موقع «ميدل ايست أي» 2 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أن هناك شكوك متزايدة بأن دولة الإمارات العربية المتحدة قد استخدمت شركات علاقات عامة في المملكة المتحدة لتحسين صورتها، بعد ما نشرته صحيفة «إنترسبت» أن شركة مملوكة لأبوظبي في الولايات المتحدة، قد دفعت ملايين الدولارات للصحفيين من أجل ترويج مزاعم بأن قطر تمول الإرهاب.

وقال أن شركة استشارات العلاقات العامة بالمملكة المتحدة «كويلر» أدرجت وزارة الخارجية الإماراتية كواحدة من عملائها منذ تسجيلها في عام 2010، وتقدم الشركة خدمات سكرتارية للمجموعة البرلمانية لدولة الإمارات العربية المتحدة في المملكة المتحدة، والتي تدفع ثمنها السفارة الإماراتية في لندن، وإنها وراء حملة صحيفة «صنداي تلغراف»، علي قطر وشيطنتها واتهامها بدعم «الإرهاب».

وسبق لكتاب وصحفيو الخليج والوطن العربي أن اتهموا جهاز أمن الدولة الإماراتي بالتحريض علي قتل أعضاء جماعة «الإخوان» المصرية، واعتبروا أنها إساءة للدولة الإماراتية وللشعب.

حيث مارس أعضاء من جهاز أمن الدولة في الرابع والعشرين من يناير/كانون الثاني 2014 حملة لتحريض الجيش المصري على تنفيذ حملة إبادة جماعية بحق ناشطي جماعة «الإخوان المسلمين» الذي يطالبون بإسقاط حكم العسكر في بلادهم.

ودعا «ماجد الرئيسي» (وهو مقرب من قيادات أمن الدولة في الإمارات) إلى قتل كل أعضاء جماعة «الإخوان» وتجويعهم وسحلهم في السجون، وأطلق «حمد المزروعي» (أحد أشهر الكتاب المحرضين على قتل المصرين وتربطه علاقة وثيقة بجهاز أمن الدولة) الهاشتاج بعنوان «#ياشرفاء_مصر_اقتلو_الإخوان».

وقال مدير تحرير صحيفة «العرب» القطرية «عبد الله العذبة»: «للتذكير قال الشيخ «زايد بن سلطان آل نهيان» رحمه الله: «الدم العربي أغلى من النفط، والآن ينطلق «#ياشرفاء_مصر_اقتلو_الإخوان من الإمارات بكل أسف»، داعياً المثقفين لإدانة هكذا دعوات».

وكان الأمير السعودي الدكتور «خالد آل سعود»، قد شارك في الهاشتاج ذاته ووجه انتقادات حادة لدعوات القتل التي انطلقت من مقربين من ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان» لإحداث حرب أهلية بمصر.

وقال الدكتور «خالد آل سعود»: «اتق الله في نفسك يا صاحب الهاشتاج فإن دم المسلم له مكانة وحرمة عند الله تبارك وتعالى».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر الإمارات الكويت إيران خليفة بن زايد محمد بن زايد الإخوان المسلمين الانقلاب العسكري حماس الإرهاب مجلس التعاون

تسريبات أمريكية تؤكد وقوف الإمارات خلف محاولات تشويه قطر

الإمارات تمول حملة في صحف بريطانية بملايين الدولارات لتشويه قطر

وثائق «أنترسيبت» تكشف عن شراء الإمارات لصحفيين أمريكيين لتشويه قطر

ذي إنترسيبت: تحالف عجيب بين المحافظين الجدد وإسرائيل والإمارات لتشويه قطر!