تصريحات «رافسنجاني» تمثل استئناف العقلانية الشيعية المعتدلة

الأربعاء 12 نوفمبر 2014 01:11 ص

انتقد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، آية الله «هاشمي رفسنجاني»، شتمَ الشيعة لصحابة الرسول «محمد صلى الله عليه الصلاة والسلام»، والاحتفال بـمقتل الخليفة الثاني «عمر بن الخطاب»، مشيرًا إلى أن ذلك، قاد إلى نشوء تنظيمي «القاعدة» و«الدولة الإسلامية».

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا» عن«رفسنجاني» قوله، خلال لقاء مع مسؤولي وزارة الرياضة الإيرانية: «لقد حذرَنا القرآن الكريم في الآية الكريمة (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، لكننا لم نعر ذلك أي اهتمام، وتمسكنا بالخلافات السنية الشيعية، وبشتم الصحابة، والاحتفال بيوم مقتل عمر بن الخطاب، حتى باتت هذه الأعمال عادية للكثيرين، واعتبر البعض أداءها جزءًا من العبادة». 

وأضاف «رفسنجاني»: «إن نتيجة الأعمال المثيرة للفرقة بين المسلمين، كانت الوصول إلی تنظيمات «القاعدة»، و«الدولة الإسلامية»، و«طالبان»، وأمثال هذه الجماعات، وتابع «رفسنجاني»: «الأمة الإسلامية، التي تعد مليارًا و700 مليون نسمة و60 دولة مستقلة، وبإمکانها أن تشکل أکبر قوة في العالم، وقد أضعفتها مثل تلك الأعمال أمام الدول الأخری»، بحسب ما نقلت «وكالة الأناضول للأنباء».

أعادت تصريحات «رفسنجاني» الأضواء إلى المراجعات الشيعية التي قام بها عدد من الرموز الشيعية في الفترة الأخيرة أبرزهم الشيخ «حسن الصفار» والسيد «محمد حسين فضل الله» والأستاذ «أحمد الكاتب».

وكان الشيخ «حسن الصفار» قد ألقى خطبة جمعة مؤخراً في مدينة القطيف شرق السعودية انتقد فيها «وجود تيارين خطرين على وحدتها، تيار التكفير والإرهاب الذي نشأ وسط أهل السنة.. وتيار البذاءة والإساءة إلى رموز أهل السنّة الذي تشكل حديثا وسط الشيعة» مشيراً إلى أن كبار المرجعيات والرموز الشيعية أدانت بشدة ممارسات هذا التيار واعتبروه مخالفا لمدرسة أهل البيت وخارجا على توصيات الأئمة في العلاقة مع أطياف الأمة.

أما السيد «محمد حسين فضل الله» الأمين العام السابق لـ«حزب الله» وأحد المراجع الرئيسة لشيعة لبنان وبعض أبناء الطائفة في الخليج فقد تحدث في مسائل عديدة وواسعة في لقائه مع «العربية نت»، وأشار إلى قضية الألوهية وعلاقة المبالغة والتطرف الممتد والمتطور في شأن قدرات سيدنا «علي» -رضي الله عنه- إلى درجة تمس حقوق الباري -عز وجل- وشراكته في حقوقه وقدرته، فكان خطاب الشيخ «فضل الله في هذه القضية المفصلية لدى أهل السنة الذين يعتقدون بأن مدار الإسلام الأصلي هو التوحيد لله عز وجل، وتطهير الجنان والقول والعمل من كل ما يفضي إلى نقضه، فكان تأكيد هذا المعنى المهم من قبل الشيخ نقلة نوعية في هذا الخطاب الذي استنكر فيه ما يورده البعض عن سيدنا «علي»، وتطرق في حواره مع العربية إلى مسائل شتى كلها بلا شك تدعو إلى الاقتراب من منهاج أهل السنة من الأذان حتى التربة، ولكن الشيخ تجنب القضية المفصلية المهمة التي أثارت عليه المراجع في إيران وهو تشككه في حادثة كسر الضلع للسيدة «فاطمة الزهراء» عليها السلام، وموقف الشيخين المدّعى عليهما فيه، وهو ما وصل إلى حد تكفيره من بعض الأطراف وتحريم دفع الخمس إليه قبل أن يُصدر توضيحاً بدا فيه متراجعاً عن هذا الموقف التاريخي

أما الكاتب «أحمد الكاتب» فقد نشر له كتابات كثيرة أهمها كتابه «تطور الفكر السياسي الشيعي» والذي تعرض فيه بالنقد لبعض أسس التشيع السياسي الحديث بعد ولاية الفقيه وذكر أفكار تمثل ثورة جريئة داخل الوسط الثقافي الشيعي العربي منها قوله «نجل صحابة رسول الله الطيبين من المهاجرين والأنصار، وأهل البيت، ونترضى على الصالحين منهم، ولكن لا نعتقد بعصمتهم. ونحرم الإساءة إليهم أو سبهم، وخصوصا الإساءة إلى السيدة عائشة أم المؤمنين، ونؤمن ببراءتها من قضية الإفك، لأن الله برأها في ذلك».

نعتقد أن الإسلام دين يوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على أسس أخلاقية سليمة، ولكنه لا ينص على نظام سياسي معين، فقد أوصى بمبدأ الشورى، وترك للمسلمين حرية اختيار نظامهم السياسي حسب الظروف الزمانية والمكانية،ولذلك لم ينص الرسول الأعظم (ص) على خليفة من بعده، فاجتهد الصحابة الكرام واختاروا الخلفاء الراشدين الخمسة (أبا بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن) رضي الله عنهم».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران الشيعة السنة القاعدة الدولة الإسلامية رفسنجاني سب الصحابة وحدة الأمة

«رفسنجاني»: سب الصحابة أوصلنا إلى «الدولة الإسلامية»

رؤساء الشيعة .. رفقا بالشيعة !

الشيعة لم يهبطوا علينا من الفضاء!

عن دواعش السنة.. ودواعش الشيعة

رفسنجاني يدعو إلى تعاون إيران والسعودية في محاربة الإرهاب

«رفسنجاني»: نتطلع إلى توحيد الرؤى والتعاون مع الملك «سلمان»

الحكم بحبس نجل الرئيس الإيراني الأسبق «رفسنجاني» 15 عاما