دوائر بحثية وسياسية غربية: يجب طرد تركيا من «حلف الناتو»

الخميس 13 نوفمبر 2014 09:11 ص

الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية ، وعلى وجه الخصوص معركة عين العرب/كوباني، (مدينة ذات أغلبية كردية في شمال سوريا على الحدود التركية)، تحولت إلى «اختبار الإجهاد» لعضوية تركيا في «حلف شمال الأطلسي» كما يرى بعض صناع الرأي الغربي.

استمرار الموقف الحالي يعزز فكرة أن أنقرة لا تقوم بواجبها في الحرب، إن لم يكن دورها هو المساعدة والتحريض ضد الأكراد!، ولذا ينبغي أن تعطى ملاحظة أن وزنها كعضو في الحلف الغربي يتناقص بسرعة.

الفيلسوف الفرنسي اليهودي المعروف بعدائه للتيارات الإسلامية «برنار هنري» ليفي هو مجرد واحد من الغربيين البارزين الذين أيدوا هذا الرأي مؤخرا في مقالته المنشورة في 12 أكتوبر/تشرين الأول.

في مقالته التي عنونها بـ«عار على تركيا أن تفضل الدولة الإسلامية على الأكراد»، قال «ليفي» أن المعركة ضدها كانت «لحظة الحقيقة، الآن أو أبدا، لـ«الناتو» الحلف ونظام الأمن الجماعي الذي تأسس في المنطقة في أعقاب الحرب العالمية الثانية».

القول بأن تركيا - وهي عضو في حلف الناتو منذ عام 1952 - انضمت في عمليات لدعم السكان المدنيين في شمال العراق عام 1991 على مضض، وكان البرلمان التركي، في مارس/آذار 2003، صوت ضد السماح للقوات الأمريكية بالمرور إلى العراق.

«المستقبل في حلف شمال الأطلسي في شك إذا خذلتنا تركيا للمرة الثالثة إذا أصبح عين العرب/كوباني اسم لإخفاق تركي آخر، سيكون هذا ذنب لا يغتفر»، كما قال «ليفي».

يمكن للمرء بالطبع سؤال «ليفي» عن صدق موقفه: فإذا كانت تركيا لم تأتِ خلال عام 1991 بتصرف خاطئ ولعبت دورا حاسما في حماية الأكراد في شمال العراق ضد «صدام حسين»، وأصبح كردستان شمال العراق هو ما هو عليه اليوم، فإنه من الصعب أن ننكر مساهمة تركيا.

كما أنه أثناء غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، لم تكن تركيا عضو «حلف شمال الأطلسي» الوحيد الذي رفض أن يكون جزءا من الرئيس «جورج دبليو بوش» «تحالف الراغبين».

هذه النقاط، مع ذلك، تبدوا موضع نقاش نظرا إلى أن الرأي الذي أعرب عنه «ليفي» ينتشر في الغرب.

كما كتب المؤرخ «كونراد بلاك»: «أن الوقت قد حان للنظر في ما إذا كان ينبغي الاحتفاظ بتركيا باعتبارها عضوا في «الناتو»، بحجة أن تركيا، في معارضتها لنظام «الأسد»، دعمت بشكل فعال المعارضة السورية هو من خلال التغاضي عن إرسال بعض الإمدادات إليها بينما تم حرمان الولايات المتحدة وحلفاؤها من استخدام القواعد التركية».

«إذا هددنا بطرد أو تعليق تركيا من حلف شمال الأطلسي سيشجع هذا الأكراد التعساء في تركيا وسوف يساعد على عودة أردوغان إلى رشده، ينبغي اتخاذ تلك الخطوات، وإذا لم يكن أردوغان مستعداً للعودة إلى رشده فينبغي تنفيذ التهديدات»، كما كتب «بلاك».

«جوناثان سكانزير»، نائب الرئيس للبحوث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (الذي يعمل مع مدير وكالة المخابرات المركزية السابق جيمس وولسي والفريق التنفيذي)، حافظت في مقالة لمجلة «بوليتيكو» يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول أن «تركيا في ظل حزب العدالة والتنمية هي قضية خاسرة» و سئل عما إذا كان «الوقت مناسب لركلة تركيا من حلف شمال الاطلسي»، يذكر أن دبلوماسيين غربيين عبروا عن إحباطهم من التعاون التركي مع بلادهم في الفترة الأخيرة.

ورغم ذلك أكد هؤلاء الدبلوماسيين حقيقة أنه لا يوجد خطر من طرد تركيا من «الناتو» نظرا لموقع تركيا الجيواستراتيجي على الخريطة، وقالوا أن العلاقات الأمنية مع أنقرة ستظل قويا رغم الخلافات.

وقال أحدهم في تصريحات خاصة «كل حديث عن ركل تركيا من حلف شمال الأطلسي يعكس العواطف أكثر من الحقائق. هذا يظهر أن هناك إحباط عام»، وقال دبلوماسي غربي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب موقفه «لا أحد يخاطر بتنفير تركيا في وقت مثل هذا لأنه يتم وضع الجغرافيا في المركز تقريبا من كل الأزمات».

وأشار إلى أن الأمين العام السابق للحلف «اندرس فوغ راسموسن»، والأمين العام الجديد «ينس شتولتنبرج»، قد أكدا من تركيا المساهمات الهامة للتحالف، خصوصا في أفغانستان، وقال إن كلا الرجلين أكد أيضا أن «الناتو» ملتزم بمساعدة تركيا في حال تم تهديد أمنها بسبب الأزمة في سوريا.

على الرغم من هذه التأكيدات، غضب الأتراك من قبل تصريحات مثل تلك القادمة من «ليفي» و«بلاك» و«سكانزير»، يذكر أن «حلف شمال الأطلسي» لا يحظى بشعبية كبيرة لدى الجمهور التركي حسب «متين تورجان» المراقب التركي.

ويشير استطلاع للمواقف العالمية أجراه «مركز بيو للأبحاث» أن 70% من الأتراك يعارضون التحالف، فما هي حقيقة مشاعر الأتراك، وماذا تكثل الدعاية السلبية في الغرب لعضوية تركيا في حلف الناتو؟ هل هذه العضوية تحت التهديد؟!

«أونال أونسال»، السفير التركي السابق لدى «حلف شمال الأطلسي»، يوافق مع الدبلوماسيين الغربيين الذين يقولون ليس هناك خطر لتعرض تركيا للطرد من الحلف، «لقد تغير العالم منذ تأسيس منظمة حلف شمال الأطلسي ولكن موقف تركيا هو الشيء نفسه»، وقال «أونسال» معترفاً بأنها عضو في المقام الأول نظرا لموقعها الجغرافي الهام وأهمية هذا الموقع اليوم.

«وعلى أية حال، الحديث عن طرد تركيا ظل خاملاً لأن حلف شمال الأطلسي ليس لديه قواعد لذلك، وأضاف «أونسال» أن الخروج من «الناتو» هو حق للبلاد الأعضاء إذا رغبوا، ويجب على حلفاء أنقرة في الغرب أن يدركوا كون تركيا تشهد عملية تحول مؤلمة».

خلاصة القول: سواءً كل هؤلاء الغربيين الذين يقولون إن تركيا يجب طردها من «الناتو»، أو الأتراك الذين يرون أن تركيا يجب أن تخرج من التحالف الذي نادرا ما قدم أي شيء جيد لتركيا؛ فإن هذا يعكس المواقف العاطفية التي لم تعد مقبولة سواءًا من قبل الحكومات الغربية، ومسؤولي «حلف شمال الأطلسي» والمسؤولين الأتراك.

يبدو أن ما لم يكن يريد مغادرة تركيا إلى «حلف شمال الأطلسي»، وسوف تظل عضوا طالما بقى هذا التحالف، وفي الوقت نفسه، فإنه من الواضح أن حلفاء «الناتو» أيضا على درجات متفاوتة من الخلافات فيما بينهم، وهذه الحقيقة واضحة من الأزمة الحالية بين أوكرانيا وروسيا، على سبيل المثال، وهي كانت واضحة أكثر خلال «حرب الخليج الثانية».

أهمية تركيا للحلف ستبقى على الرغم من الاختلافات في حين يقول السفير السابق لـ«الناتو» أنه ليس لديه قواعد لـ«الركل أي شخص».

المصدر | المونتيتور

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان حلف الأطلسي الأسد صدام حسين كوبانى عين العرب

أردوغان: «الاتحاد الديمقراطي» يوافق على دخول الجيش الحر لكوباني

تركيا تسمح للبيشمركة بدعم كوباني والطائرات الأمريكية أسقطت 21 طنا من الأسلحة

أولاند يبلغ أردوغان دعمه لمنطقة عازلة بين تركيا وسوريا .. وغارات أمريكية إماراتية قرب «عين العرب»

«أردوغان» يلمح لتغير موقف تركيا إلي المشاركة فى التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية

«الناتو» يستعد لإرسال طائرات بدون طيار فوق ليبيا بدء من العام المقبل

«الناتو» يقر خطة لتعزيز قدرات الجيش العراقي

البرلمان التركي يصادق على انضمام الجبل الأسود إلى «الناتو»