تركيا تسمح للبيشمركة بدعم كوباني والطائرات الأمريكية أسقطت 21 طنا من الأسلحة

الاثنين 20 أكتوبر 2014 11:10 ص

قالت تركيا يوم الاثنين إنها ستسمح بمرور مقاتلي «البيشمركة» الأكراد العراقيين إلى «كوباني» لمساعدة الأكراد السوريين في الدفاع عن المدينة في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» في الوقت الذي قام فيه الجيش الأمريكي بأول عملية إسقاط جوي منذ بدء القتال قبل أكثر من شهر لدعم المدافعين عن المدينة بالسلاح.

وقال وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» إن واشنطن طلبت من أنقرة المساعدة «في وصول البشمركة أو جماعات أخرى» إلى «كوباني» حتى يمكنها المساعدة في الدفاع عن البلدة الواقعة على الحدود التركية، مضيفا أنه يأمل في أن يتمكن الأكراد من خوض هذه المعركة.

وإذا وصلت التعزيزات فإن هذا قد يمثل نقطة تحول في المعركة من أجل «كوباني» وهي بلدة أصبحت تمثل خط الجبهة في معركة لإحباط محاولة «الدولة الإسلامية» إعادة تشكيل الشرق الأوسط.

ويكافح أكراد سوريا منذ أسابيع ضد مقاتلي «الدولة الإسلامية». وساعدت الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة الأكراد في تجنب هزيمة لكنهم غير قادرين على إعادة تزويد مقاتليهم المحاصرين من ثلاث جهات من جانب «الدولة الإسلامية» وممنوعين من استقدام مقاتلين أو أسلحة عبر الحدود.

وتنظر أنقرة الى أكراد سوريا بشكوك عميقة بسبب علاقتهم بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حملة منذ عدة عقود من أجل حقوق الأكراد في تركيا وتعتبرهم واشنطن منظمة إرهابية.

وأقر «كيري» الذي كان يتحدث في إندونيسيا بمخاوف تركيا بشأن دعم الأكراد وقال إن الامدادات التي يتم اسقاطها من الجو لا تصل إلى حد تغير في السياسة الأمريكية.

وأشار إلى أن المعركة ضد «الدولة الإسلامية» التي سيطرت على مساحات كبيرة في سوريا والعراق لها اعتبارات أهم.

وقال للصحفيين «نتفهم تماما أساسيات معارضة (أنقرة) ومعارضتنا لأي نوع من المنظمات الارهابية وخاصة التحديات التي يواجهونها فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني».

لكنه أضاف «لا يمكننا ان نغض البصر عن الجائزة هنا. سيكون عملا غير مسؤول من جانبنا ومن الناحية الاخلاقية.. أمرا بالغ الصعوبة ان تدير ظهرك لمجتمع يقاتل الدولة الإسلامية».

وقال المسؤول الكردي العراقي «هيمين هورامي» في صفحته على موقع تويتر أنه تم اسقاط 21 طنا من الأسلحة والذخيرة بواسطة أكراد العراق في ساعات قليلة يوم الاثنين.

وقال «كيري» أنه هو والرئيس «باراك أوباما» تحدثا إلى السلطات التركية قبل الاسقاط الجوي «ليوضحا تماما ان هذا لا يمثل تغيرا في سياسة الولايات المتحدة».

وأضاف «إنها لحظة أزمة وحالة طارئة بالطبع لا نريد فيها أن نرى كوباني وقد أصبحت مثالا مرعبا لعدم استعداد الشعب لأن يكون قادرا على مساعدة الذين يقاتلون الدولة الإسلامية».

ونشرت تركيا دبابات على التلال التي تطل على «كوباني» لكنها رفضت مساعدة الميليشات الكردية على الأرض لشكوكها في صلتهم بحزب العمال الكردستاني ومطالبتها بعمل أمريكي أوسع يستهدف الرئيس السوري «بشار الأسد» و«الدولة الإسلامية» على حد سواء.

وقال وزير الخارجية التركي «مولود جاويش» أوغلو ان أنقرة تسهل مرور قوات البشمركة العراقية التي تقاتل أيضا «الدولة الإسلامية» في العراق.

ولم يصل «جاويش» إلى حد قول إن كانت أنقرة أيدت القرار الأمريكي باسقاط أسلحة من الجو.

وقال متحدث باسم مقاتلي البشمركة التابعين لحكومة إقليم كردستان أن الإقليم الكردي العراقي مستعد لارسال قوات دعم إلى «كوباني» وأن التخطيط يجري لذلك.

وقال المتحدث باسم وزارة البشمركة بالحكومة «جبار ياور» إنه «توجد جهود ونحن مستعدون لارسال بعض قوات الدعم إما برا وإما جوا». وقال ان القوات ليست في طريقها الى هناك.

لكن مسؤولا كرديا في العراق طلب عدم نشر اسمه عبر عن شكوكه في أنه سيتم إرسال أي مقاتلين إلى «كوباني» لأنهم يقاتلون «الدولة الإسلامية» في العراق.

وقالت الإدارة الكردية في سوريا أن الاف المقاتلين مستعدون لعبور الحدود إلى «كوباني» من مناطق كردية اخرى في شمال شرق سوريا اذا سمحت تركيا بذلك.

وقوبل رفض أنقرة التدخل في المعركة ضد «الدولة الإسلامية» بخيبة أمل في الولايات المتحدة.

كما أدى الى تفجر اضطرابات كردية دامية في جنوب شرق تركيا بعد أن غضب الأكراد من رفض أنقرة مساعدة كوباني أو على الأقل فتح ممر بري أمام المقاتلين المتطوعين والامدادات.

وتنظر تركيا إلى الأكراد السوريين بعين الشك للروابط بينهم وبين حزب العمال الكردستاني التركي الذي حارب أنقرة طوال عقود من أجل حقوق الأكراد في تركيا.

غير كافية لحسم المعركة

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن طائرات سي-130 تابعة للقوات الجوية الأمريكية أسقطت أسلحة وذخائر وامدادات طبية للسماح للمقاتلين الاكراد بالمحافظة على مقاومتهم في بلدة «كوباني» التي لها اسم عربي هو «عين العرب».

وقالت وحدات حماية الشعب وهي جماعة مسلحة كردية سورية انها تلقت «كمية كبيرة» من الذخائر والاسلحة.

وقال متحدث باسم وحدات حماية الشعب «ريدور خليل ان الاسلحة التي أسقطت سيكون لها «أثر ايجابي» على المعركة ومعنويات المقاتلين. لكنه أضاف «بالتأكيد لن تكون كافية لتحسم المعركة».

وقال لرويترز في مقابلة جرت باستخدام موقع سكايب «لا نعتقد ان المعركة من أجل كوباني ستنتهي بسرعة. قوات (الدولة لاسلامية) ما زالوا ينتشرون بأعداد كبيرة ومصممون على احتلال «كوباني». بالاضافة الى ذلك يوجد تصميم (من جانب وحدات حماية الشعب) على صد هذا الهجوم».

وامتنع عن ذكر تفاصيل.

وقال «ويلات عمر» وهو أحد خمسة أطباء في «كوباني» لوكالة «رويترز» بالهاتف انه وزملاءه تسلموا أدوية ويقومون بتوزيعها على المرضى. وهي تشمل أدوية للاطفال والمسنين ومستلزمات لعمليات جراحية.

وقال «هذه الادوية ستكفي فقط خمسة أيام. نريدهم ان يرسلوا المزيد لانه لدينا العديد من المرضى».

وبدأت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف «الدولة الإسلامية» في العراق في أغسطس/آب وبعد ذلك بشهر تقريبا بدأت تنفيذ قصف جوي لأهداف التنظيم في سوريا.

غير أن إعادة تزويد المقاتلين الأكراد بالامدادات يشير إلى زيادة التنسيق بين الجيش الأمريكي وأكراد سوريا الذي كان الغرب يبتعد عنه بسبب مخاوف تركيا عضو حلف شمال الاطلسي.

وتخطط الولايات المتحدة أيضا لتوسيع المساعدات العسكرية للمعارضة «المعتدلة» للاسد في إطار استراتيجية ضد الدولة الاسلامية. لكن جماعات المعارضة التي تقاتل «الأسد» و«الدولة الإسلامية» في غرب سوريا تشكو من انها لم تتلق بعد نوع الدعم الذي يذهب الى الأكراد الذين اتهموهم بالتعاون مع الأسد وهو اتهام نفاه الأكراد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطائرات الحربية التابعة للحكومة السورية نفذت 99 غارة جوية على الاقل ضد أهداف المعارضة يوم الاثنين وهو من أكبر المعدلات منذ بدء الحرب الأهلية في عام 2011 .

وقال مسؤول في جماعة معارضة طلب عدم نشر اسمه «مازال يتم التحقق منا ونتلقى تدريبا.. لكن الأكراد رغم انهم يصنفون على أنهم منظمة إرهابية يحصلون على إسقاط جوي دون أي تحقق أو تدريب».

وقالت القيادة المركزية في بيان إن الجيش الأمريكي أعلن أنه نفذ ست ضربات جوية ضد مقاتلي «الدولة الإسلامية» قرب كوباني يومي الأحد والإثنين.

وقالت القيادة المركزية إن القوات الأمريكية بالتنسيق مع القوات البرية العراقية نفذت ست ضربات جوية أيضا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق بالقرب من الفلوجة وبيجي بمساعدة من فرنسا وبريطانيا.

إشعار مسبق

وأبلغ «أوباما» سلفا الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بخطط تسليم الاسلحة الى أكراد سوريا.

وقالت الرئاسة التركية إن «أوباما و«أردوغان بحثا موضوعات شملت سوريا بما في ذلك الاجراءات التي يمكن اتخاذها لمنع تقدم الدولة الاسلامية وكوباني.

وفي بيان نشر يوم الأحد قالت الرئاسة التركية أيضا إن المساعدات التركية لاكثر من 1.5 مليون سوري بينهم نحو 180 ألف من «كوباني» وردت في المحادثات.

وفي تصريحات نشرتها وسائل الإعلام التركية يوم الإثنين قال «أردوغان» إن وحدات حماية الشعب الكردية التي تدافع عن كوباني لا تختلف عن حزب العمال الكردستاني.

وقال «أردوغان»: «سيكون خطأ بالغا بالنسبة لأمريكا التي يوجد تحالف بيننا وبينها وتجمعنا عضوية حلف شمال الأطلسي أن تتوقع منا ان نقول (نعم) لدعم وحدات حماية الشعب بعد إعلانها علانية دعم مثل هذه المنظمة الارهابية».

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

عين العرب كوباني البيشمركة كردستان تركيا أردوغان الأكراد الدولة الإسلامية

من أجل «كوباني» أم من أجل «الأسد»؟

وزير الدفاع الأمريكي: «كوباني» تمثل مشكلة صعبة والمعركة ضد «داعش» طويلة الأمد

تداعيات قتال «الدولة الإسلامية» في «عين العرب» على تركيا

تهديد «الدولة الإسلامية» لـ«عين العرب» يختبر صمود الاستراتيجية الأمريكية

«ديمبسي» يتوقع سقوط «عين العرب» والولايات المتحدة ليست مهتمة بحمايتها

سيطرة داعش على منطقة عين العرب يجهض "الفدرالية الكردية "

الدولة الإسلامية يستولي على أسلحة ألقيت للأكراد في كوباني

«أردوغان»: أمريكا أخطأت بإسقاط إمدادات عسكرية جوا للأكراد في «كوباني»

علامات توتر في علاقات أمريكا وتركيا مع نفاد صبر واشنطن

أردوغان: «الاتحاد الديمقراطي» يوافق على دخول الجيش الحر لكوباني

الجيش السوري الحر يدخل «كوباني» عبر تركيا

قوات كردية عراقية تدخل سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية

قوات البشمركة تدخل «عين العرب» عبر تركيا لمواجهة «الدولة الإسلامية»

«الاتحاد الوطني الكردستاني» يشكر تركيا لسماحها بمرور «البيشمركة» إلى «كوباني»

دوائر بحثية وسياسية غربية: يجب طرد تركيا من «حلف الناتو»

كيف يؤثّر الأكراد في الموقف التركي من «داعش»؟