وجه حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» بإقليم كردستان شمال العراق الشكر إلى الحكومة التركية بسبب سماحها بمرور قوات البيشمركة الكردية إلى مدينة عين العرب «كوباني» على الحدود السورية التركية لأجل المشاركة فى فك الحصار الذي يفرضه تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة منذ عدة أسابيع.
جاءت رسالة الشكر على لسان عضو المكتب السياسي للحزب «ميلا باختيار»، والذي أشار فى تصريحاته إلى أن إرسال قوات البيشمركة إلى كوباني يعدُّ «خطوة تاريخية»، قائلاً «كان من الأجدر في مثل هذه الحرب إرسال 1000 مقاتل على الأقل، وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها فإن أثر الأسلحة الثقيلة التي اصطحبتها قوات البشمركة بدأت تظهر على الأرض«
وأعرب «باختيار» عن موقف حزبه الداعم للاعتراف بالكانتونات الكردية الثلاث شمال سوريا، ولفت إلى أنَّ حزبه قدم طلباً للحكومة في الإقليم للاعتراف رسمياً بـ «ثورة روج آفا»، وتعني «روج آفا» المناطق ذات الأغلبية الكردية شمال سوريا.
كانت الحكومة التركية قد سمحت فى وقت سابق لقوات البيشمركة الكردية بالمرور عبر أراضيها نحو مدينة عين العرب "«كوباني» بعد أسابيع من تمسك تركيا برفض التدخل العسكري فى المدينة وتمسكها بإقامة منطقة عازلة على الحدود لاستقبال النازحين وتهيئة جنود المعارضة السورية.
ورغم التأييد التركي للحملة الدولية ضد تنظيم داعش إلا أن تركيا ترفض تدخل قواتها بشكل مباشر في سوريا أسوة بقوات التحالف، ويأتي الموقف التركي بالسماح بمرور قوات البيشمركة كشكل من أشكال الحلول الوسيطة التي تبنتها تركيا بعد الضغوط التي تعرضت لها أنقرة خارجياً وداخلياً، حيث انطلقت الاحتجاجات الكردية الغاضبة في البلاد، مطالبة الحكومة التركية بالتدخل لإنقاذ أكراد عين العرب، فضلاً عن تهديدات «عبد الله أوجلان»، زعيم حزب العمال الكردستاني، بأن سقوط «كوباني» يعني نهاية السلام الكردي مع الحكومة التركية
في وقت سابق، قام رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، والذي وصفه أردوغان بالحزب الإرهابي، بزيارة إلى أنقرة لطلب مساعدة تركيا وهي المساعدة التي رهنتها أنقرة بشروط ثلاثة شملت فك العلاقة مع النظام السوري ، والانضمام إلى الجيش السوري الحر والائتلاف الوطني السوري، والتخلي عن مشروع الإدارة الذاتية التي أعلن عنه الحزب منذ أكثر من عام.
إلا أن تركيا عادت ووعدت بالمساح بمرور مقاتلين من الجيش الحر لمساعدة الأكراد المحاصرين، كما وافقت على مرور قوات البشمركة ، ويرى مراقبون أن التغير في الموقف التركي يعود إلى الضغوط التي تعرضت لها، والتي بدورها دفعتها إلى تبني خيار المشاركة غير المباشرة، وفي نفس الوقت الذي تسعى فيه أنقرة إلى تعزيز دورها الدولي في الأزمة، ومجابهة التهديدات والمخاطر التي تتعرض لها وحفظ مصالحها الأمنية والاستراتيجية.