استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أخي الفلسطيني.. لا تحزن

الأحد 16 نوفمبر 2014 05:11 ص

لا تحزن أخي الحبيب من إساءة هذا الإعلامي أو ذاك، فالشعب المصري بكل تياراته الفكرية وقواه الوطنية يكن لكم كل مشاعر الفخر والود والحب والاحترام.

إن فلسطين في قلب كل مصري وكل عربي بل أتصور انها أصبحت في قلب كل حر شريف في العالم بعد ملاحم الصمود والبطولة التي خاضها الشعب الفلسطيني في مواجهة كل هذه المذابح الصهيونية التي لم تتوقف منذ قرن من الزمان.

ولو كان الأمر بيدنا لوجدتمونا معكم كتفا إلى كتف في مواجهة الاحتلال الصهيوني واعتداءاته المتكررة، ولكسرنا الحصار المفروض عليكم فورا، ولأسسنا تحالفات شعبية عربية للقتال معكم بدلا من التحالفات الدولية التي تحشد فيها أمريكا أنظمتنا العربية لاستكمال حملاتها الاستعمارية على أوطاننا، ولفتحنا معابرنا وحدودنا معكم مثلما كنا نفعل على امتداد قرون طويلة، ومثلما تفعل دول الاتحاد الأوروبي مع بعضها البعض، أو على اقل تقدير كنا سنفتح معبر رفح كما نفعل مع معبر السلوم، ولكنا فتحنا جامعاتنا ومدارسنا لاستقبال لأبنائكم مجانا كما كان الوضع عليه قبل «كامب ديفيد»، ولو كان الأمر بأيدينا لرأيتم شوارعنا ومياديننا تنتفض غضبا ضد العدوان الصهيوني الأخير، وضد استباحة المسجد الأقصى وإغلاقه، كما كانت تفعل على الدوام.

أخي الحبيب، لقد تربى كل مصري في مدرسته أو في بيته على أن الأرض الواقعة شرق الحدود المصرية اسمها فلسطين وليس «إسرائيل»، وعلى أن فلسطين هي الصديق و«إسرائيل» هي العدو، وعلى أن مصر وفلسطين تنتميان إلى امة عربية واحدة، وهوية حضارية واحدة، وان حلمنا الأكبر هي توحدنا جميعا كما كنا دائما على مر التاريخ، في ظل دولة عربية واحدة، تجمعنا وإياكم وباقي الشعوب العربية، بل أن كل دساتيرنا نصت في مادتها الأولى على هذا الهدف.

كما تربينا على أن المشروع الصهيوني يستهدف الجميع، يستهدف مصر بقدر استهدافه لفلسطين، بل إن هدفه الأصلي هو فصل مصر والمغرب العربي عن مشرقها، للحيلولة دون وحدتهما، وأن مأساة فلسطين الحقيقية تتمثل في موقعها الجغرافي الذي يمثل أضيق نقطة في الأرض العربية لوقوعه بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.

ويدرس أولادنا في مدارسهم أيضا أن أهم انتصاراتنا التاريخية هي تلك التي خضناها لتحرير القدس وفلسطين وكل ساحل الشام من الإمارات الصليبية، وأن أعظم معاركنا كانت على أرض فلسطين في حطين وعين جالوت.

ولا يزال «صلاح الدين الأيوبي» يحتل مرتبة القائد والبطل التاريخي الأعظم لدى كل المصريين والعرب رغم مرور أكثر من ثمانية قرون على انتصاراته، ولا نزال نفتخر حتى يومنا هذا بهذه الحقبة من تاريخنا، ونستلهمها في أحلامنا عن المستقبل.

ويعلم شبابنا جيدا أن هزيمة الجيوش العربية في حرب فلسطين 1948، كانت هي السبب الرئيسي في سقوط والأنظمة العربية الحاكمة حينذاك، وتفجر حركات التحرر الوطني بقيادة مصر.

ويعلمون أن الهدف الرئيس لعدوان 1967 كان هو إخراج مصر من المعركة ضد «إسرائيل» وعزلها داخل حدودها، وأن الشعوب العربية لم تستسلم فاجتمع قادتها في الخرطوم ليتعاهدوا على مواصلة المعركة، وعلى رفع شعارات لا للصلح أو التفاوض مع «إسرائيل» ولا للاعتراف بها.

ولا نزال نفتخر كل عام بحرب أكتوبر/تشرين الأول ونحيى ذكرى انتصارنا على عدونا المشترك الذي لا يزال يحتل فلسطين الحبيبة. ولا نزال نحنق ونغضب على سرقة هذا النصر الذي حدث في اتفاقيات السلام، التي اعترفت بموجبها مصر الرسمية بـ«إسرائيل» وتنازلت لها عن فلسطين 1948، وتركتكم وحدتكم تواجهون عدونا المشترك. 

وهو السلام الذي رفضت غالبية الشعب المصري قبوله والتعايش معه، حتى أن قادة «إسرائيل» يشتكون ويعترفون كل يوم بان السلام مع مصر هو سلام بارد بين الحكومات فقط، وان الشعب المصري يرفض التطبيع ويقاومه. وبالفعل لا يستطيع أي إسرائيلي، حتى اليوم، أن يعلن عن هويته الحقيقية حين يتجول في شوارع القاهرة.

إن الشعب المصري عبر أجياله المتعاقبة، كان يحكم على حكامه ورؤسائه وفقا لموقفهم من قضية فلسطين، فمن ينحاز لها فهو بطل قومي حتى لو خسر معركة حربية، ومن ينحاز إلى «إسرائيل» يفقد شرعيته الوطنية فورا.

وكانت معارك الشعب الفلسطيني ومقاومته، لها بالغ الأثر في تكوين الحركة الوطنية المصرية عبر أجيالها المتعاقبة، فكانت صابرا وشاتيلا 1982، وانتفاضة الحجارة 1987، وانتفاضة الأقصى 2000 ، والعمليات الاستشهادية، وحرب يوليو/تموز 2006 ، والرصاص المصبوب 2008،  وعامود السحاب2012،  والعدوان الأخير، كانت كلها محطات تحول كبيرة في الحياة السياسية المصرية بما كانت تضخه كل مرة من آلاف الشباب المصري البسيط الذي قرر أن يقتحم مجال العمل الوطني والسياسي لأول مرة في حياته متأثرا بوحشية الجرائم الصهيونية وبصلابة الصمود الفلسطيني، ومصدوما من الصمت أو التواطؤ الرسمي العربي.

وأهم المفكرين والشخصيات السياسية في مصر، بنت تاريخها ومكانتها بين الناس استنادا إلى مواقفها الصلبة في مواجهة «إسرائيل» و«كامب ديفيد» والتطبيع.

بل إن الموقف من قضية فلسطين ورفض الاعتراف بـ«إسرائيل» والموقف من «الصراع العربي الصهيوني» هو باب ثابت في برامج غالبية الأحزاب والتنظيمات والجماعات السياسية في مصر. كما أن احد المطالب الرئيسية التي تَجمِع عليها كل القوى الوطنية الحقيقية في مصر هو إلغاء «كامب ديفيد»، واسترداد مصر الذي خطفها الأمريكان والصهاينة.

ولا تزال القضية الفلسطينية ومناهضة الكيان الصهيوني، هي القضية الوحيدة القادرة على توحيد الجميع.

وتشهد ساحات القضاء الإداري على الدعاوى والقضايا الفردية أو الجماعية المرفوعة من مواطنين مصريين ضد الحكومة المصرية، لإسقاط «كامب ديفيد»، أو لمنعها قوافل الدعم والإغاثة أو لتصدير الغاز المصري للعدو «الإسرائيلي».

وتشهد شوارع القاهرة وميادينها على حرق أعلام «إسرائيل»، ويشهد ميدان التحرير على رفع أعلام فلسطين جنبا إلى جنب مع الأعلام المصرية في أيام الثورة الأولى.

وتشهد القاعات العامة في النقابات والأحزاب على مئات المؤتمرات والمحاضرات الداعمة لفلسطين والمقاومة والرافضة لـ«إسرائيل» و«كامب ديفيد».

إن مئات من النشطاء السياسيين كانوا ضيوفا على السجون والمعتقلات المصرية على امتداد 40 عاما بتهمة العداء لـ«إسرائيل» و«كامب ديفيد» ونصرة فلسطين.

وقبل الثورة المصرية لم يكن لنا شهداء سوى أولئك الذين سقطوا على أيدي العدو الصهيوني في الحروب المتعاقبة.

إن شبابنا بعد الثورة لم يحاصر أو يقتحم سوى سفارة واحدة هي سفارة «إسرائيل»، وكان أول حصار لها يوم 8 ابريل/نيسان 2011 بعد أول عدوان صهيوني على غزة بعد الثورة المصرية.

إن مصر عامرة باللجان الأهلية للإغاثة ودعم الانتفاضة والمقاومة والقدس والأقصى. وكلنا نتذكر سيل قوافل الدعم والإغاثة التي انطلقت من مصر إلى غزة بعد عدوان 2012.

وإلى يومنا هذا تشكل أقسى تهمة أو سبة يمكن أن يتراشق بها الخصوم السياسيين في مصر، هي الاتهام بالصهيونية.

وفى مصر تمت أكبر عملية تجريس وعزل وطني وسياسي وثقافي واجتماعي لكاتب وأديب مرموق لأنه تجرأ ومارس التطبيع وزار الكيان الصهيوني وكتب كتابا بعنوان «رحلتي إلى إسرائيل».

إن كثيرا من الشباب في مصر يستبدل صورته الشخصية على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي بصورة القدس أو فلسطين أو احد الشهداء الفلسطينيين، لأنه يجدها أكثر تعبيرا عن هويته ومبادئه وقيمه.

أخي الكريم .. انتم وفلسطين في القلب والدماء والجينات المصرية.

لكل ذلك فان أهم شروط الأمريكان والمجتمع الدولي لمن يحكم مصر على امتداد 35 عاما هو الاعتراف بـ«إسرائيل» وإنكار فلسطين والالتزام بـ«معاهدة السلام»، وكان السؤال الأول الذي وجهته كل الوفود الأمريكية والأوروبية لقادة ورموز وأحزاب الثورة المصرية بعد 2011 هو عن موقفها من المعاهدة، ومن «إسرائيل»، وبالتبعية من فلسطين.

بل لقد بلغ بهم الأمر أن أعادوا صياغة النظام المصري بعد 1973 على مقاس أمن «إسرائيل» ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية.

أرأيت مدى عمق وتغلغل وتأثير فلسطين وقضيتها على الحياة السياسية في مصر؟

وأخيرا وليس آخرا، إياك أن تتصور أن حملات شيطنة فلسطين والفلسطينيين تعبر عن قطاع ولو صغير من الرأي العام المصري، بل هي حملات يوجهها النظام كلما كان ينوى اتخاذ قرارات أو سياسات ضد فلسطين ولصالح «إسرائيل».

إنهم يطلقونها اليوم بسبب تنامي التنسيق المصري «الإسرائيلي» في فرض الحصار على غزة ونزع سلاح المقاومة وهدم الأنفاق وإغلاق المعبر وربط الإعمار بنزع السلاح. هذا التنسيق الذي يتخذه النظام مدخلا وبوابة لاستجلاب الرضا والاعتراف الدولي الكامل بالنظام الجديد. ولأن أحدا لا يجرؤ أن يعلن عن هذه الحقيقة، فان البديل السهل هو التذرع بخطورة غزة والفلسطينيين على الأمن القومي المصري.

ولقد سبق وتعرض الفلسطينيين لحملات تشهير مماثلة عندما وقعت مصر اتفاقيات السلام مع «إسرائيل» في أواخر السبعينات، فتم توجيه الإعلام المصري حينذاك ليشن حملة شرسة على كل ما هو فلسطيني وعلى هوية مصر العربية، فخرجت وقتها أكاذيب وأضاليل من عينة أنهم باعوا أراضيهم وأنهم إرهابيون وان مصر فرعونية وليست عربية وأنها عليها أن تقف على الحياد بين العرب و«إسرائيل» كما وقفت سويسرا على الحياد في الحرب العالمية الثانية، وانه كفى تضحية من أجل فلسطين وأن مصر أولا.

فصدقهم بعض المصريين الطيبين بادئ الأمر، ليكتشفوا بعد وقت قصير أن الحقيقة المرة هي أن «إسرائيل أولا». 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

فلسطين إسرائيل مصر

«معهد الأمن القومي الإسرائيلي»: «نتنياهو» و«عباس» يتحالفان لمنع «انتفاضة ثالثة» في فلسطين

الصيادون الفلسطينيون ممنوعون من العمل منذ الهجوم الإسرائيلي على غزة

أردوغان: لن تعود علاقتنا مع إسرائيل لطبيعتها طالما واصلت عدوانها علي فلسطين

ما بديل السلام في فلسطين؟

المواجهة الجذرية: تطور نوعي في عمليات المقاومة انطلاقاً من القدس