ذي إيكونومست: الحرب في سيناء ستتسع لتكون حربا جهادية واسعة

الأحد 16 نوفمبر 2014 03:11 ص

نشرت مجلّة «إيكونوميست» في عددها الأخير أمس تقريراً عن احتمال توسع العمليات في سيناء قالت فيه: إن المصريين خاضوا ثلاث حروب مع إسرائيل في صحراء سيناء، لكن الحملة القاسية لإخضاع جزء من شمال شرق سيناء قد تتطوّر إلى حرب جهادية واسعة لا يمكن التكهن بنتائجها.

تشير المجلّة إلى أن المتشددين الذين دافعوا عن مطالب البدو ضد إهمال الحكومة المستمر للمنطقة تحوّلوا إلى مقاتلين أشداء مع الوقت وتوسع العمليات، ففي 10 نوفمبر/تشرين الثاني أعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» عن ولائها لتنظيم الدولة المعروف بـ«داعش»، حيث تبنّت علم وشعار التنظيم وأساليبه في اختطاف الرهائن ونشر ذبحهم على الفيديو· وذكر التقرير أنه منذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي «محمد مرسي» العام الماضي لم يتورع الجنرال الآن الرئيس- «عبد الفتاح السيسي» عن استخدام القوة، ويضيف التقرير أنه بإشارة من الحكومة الإسرائيلية دفع «السيسي» بأعداد من الجنود والآليات إلى سيناء، مع أن الجزء الشرقي يعتبر، حسب اتفاقية السلام عام 1979 منطقة منزوعة السلاح·

وتبيّن المجلّة أن المقاتلين الذين اعتادوا على الحرب مع الوقت صاروا يواجهون اليوم دبابات الحكومة المصرية ومروحياتها الحربية، وحيث يجد السكان المدنيون أنفسهم وسط الحرب تزيد أعداد القتلى المدنيين· ففي أكتوبر قام متمرّدون، معظمهم من البدو المحلّيين، بقتل 30 جنديا مصريا· وقالت قوات الأمن إنها قتلت عددا من المتمرّدين، فيما قالت تقارير صحفية إن 14 مدنيا قتلوا، ويكمل التقرير أن سكان المنطقة البدو، البالغ عددهم 300.000 نسمة، أضافوا لمظالمهم القديمة ضد الدولة، ممارسات الجيش وقصفه للمباني والمساجد والمدارس، وعمليات الاعتقال العشوائية، وإطلاق النار العشوائي، وتفجير البيوت، بشكل يذكر بأساليب الجيش الإسرائيلي في غزة.

ويلفت التقرير إلى أن القوات المسلحة تفرض على السكان منع التجول من غروب الشمس إلى طلوع الفجر وتنقطع الخدمات الهاتفية عمداً لأوقات طويلة، أما الأنترنت فغالباً يتم قطعه لوقف الاتصالات، ولا تسير على الطرقات سوى سيّارات قليلة لعدم توفر الوقود في محطات البنزين ومع منع المدنيين من عبور الجسر فوق قناة السويس تبقى سيناء معزولة عن شبكات الطرق والاتصالات المصرية.

وتشير المجلّة أنه حتى وقت قريب كانت محافظة شمال سيناء تكاد تعتبر من أغنى محافظات مصر، لانتشار التهريب، خاصة في مجال الأنفاق، التي وفرت شريان حياة  للسكان في غزة، وأيضاً تهريب السلاح للفلسطينيين· وبدلاً من الخيام صار أثرياء البدو يسكنون الفلل الفاخرة، لكن المحافظة لم تعد كما كانت فالجزء الشمالي من سيناء، الذي كان الصلة بين قارتي آسيا وإفريقيا، يعيش حالة حصار متزايدة، فقد بنت إسرائيل جدارا على حدودها مع مصر طوله 240 كيلومترا، ما قطع الطريق أمام تهريب المخدرات والمهاجرين الأفارقة.

وفي الوقت ذاته قامت القوات المصرية المسلحة بهدم وتدمير الأنفاق، وبدأ الجيش بتدمير البيوت القريبة من الحدود مع غزة، وتم ترحيل أكثر من 1000 عائلة مصرية على الجانب المصري من الحدود. وعندما ناشد شيوخ العشائر في سيناء الحكومة، وطلبوا منها تقصير حجم المنطقة العازلة التي بدأت بـ 500 متر عرضا، وقد تمتد على طول 5 كيلومترات رفض السيسي مناشداتهم.

ومع تزايد شدة حملات الجيش العسكرية، يقول الخبراء إن العمليات «تحول السكان إلى أعداء من خلال التسبب بالمعاناة المتزايدة لهم»، ومنذ ظهور التمرد في سيناء يونيو 2012، أصبح أنصار التيارات الجهادية ذوي شعبية متزايدة، فقد هرب شيوخ القبائل الساخطون عليهم إلى القاهرة «بسبب الهجوم على عاداتهم البدوية باعتبارها غير إسلامية، كما ذكر التقرير»،و قد قتل بعضهم في الطريق ، بينما استفاد الجهاديين من شبكات التهريب الممتدة من الجزيرة العربية إلى ليبيا، وهو ما جذب الكثير من الجهاديين إلى سيناء، حيث حضر بعضهم بسلاح أخذه من مخازن السلاح، التابعة  للنظام الليبي السابق، فيما يفكّر الإسلاميون المحاصرون في غزة هل يتعاونوا مع الجهاديين أم لا.

ويختم التقرير برصد أهم عمليات التنظيم حيث قاموا باستهداف خطوط الغاز، التي تمر عبر سيناء إلى إسرائيل والأردن وهاجموا مواقع للأمن في وادي النيل، وحاولوا اغتيال وزير الداخلية في القاهرة وهاجموا مقر المخابرات في الإسماعيلية، ولم يستهدفوا بعد منتجعات السياحة في الجانب الجنوبي من سيناء، وربما تكون هي الهدف المقبل.

المصدر | ذي إيكونومست

  كلمات مفتاحية

سيناء أنصار بيت المقدس ولاية سيناء الدولة الإسلامية عبدالفتاح السيسي

الإعلام المصري في القاهرة... لم يسمع صوت أهالي سيناء

أهالي رفح: سيناء تحت وطأة «الاحتلال الإسرائيلي» كانت أفضل حالا من الآن!

المتحدث باسم جيش الاحتلال: ننسق مع مصر بشأن المنطقة العازلة في سيناء

السلطات المصرية تحول قطاع غزة «كبش فداء» لإخفاقاتها في سيناء!

أطياف الجهاد في سيناء من الصوفية إلى حلفاء "داعش"