الإعلام المصري في القاهرة... لم يسمع صوت أهالي سيناء

الأحد 16 نوفمبر 2014 06:11 ص

روّجت أغلب وسائل الإعلام المصريّة لقرار إقامة منطقة عازلة على الحدود مع غزة، عبر إخلاء سيناء من السكان. بعض الفضائيّات عرضت صورا لمخازن أسلحة وأنفاقا بأحجام ضخمة، تبين أنّها ليست في سيناء أصلاً. غابت أصوات المتضررين من القرار تماماً عن وسائل الإعلام، وحلّ بـدلاً منها صوت «مصدر عسكري رفض ذكر اسمه، يؤكّد أنّ كلّ شيء على ما يرام، وأنَّ أهالي سيناء راضون عن القرار». 

في عناوين الصحف 

صحيفة «المصري اليوم» نشرت على صدر صفحتها تقريراً بعنوان: «سيناء تضحي من أجل مصر». تبّنت الصحيفة وجهة نظر تقول إنّ أهالي سيناء تقبّلوا الوضع الجديد، من دون أيّ لقاء مع أحدهم. لم يختلف الأمر كثيراً في صحيفة «الوطن» التي عنونت «سيناء في قبضة مصر». في حين عنونت «اليوم السابع»: «أنفاق الخراب والإرهاب، الممرّ السري لتهريب السلاح والممنوعات وتسلّل الإرهابيين من الجماعات المتطرفة إلى سيـــناء... وحماس تربح من ورائه الملايين عبر التجارة غير المشروعة».

بدورها تجنّبت الصحف القوميّة نشر أيّ خبر ضدّ قرار إخلاء سيناء، وروّجت إلى وجود أنفاق في كلّ شبر فيها. وأجــــرت صحيفة «الأهرام» اليوميّة حواراً مع محافظ شمال سيناء بعنوان: «لا تعويض لأصحاب منازل بها أنفاق».
ونشرت أغلب الصحف صورة لنفق ضخم، تعبره سيارات نقل، مشيرة إلى أنّها صورة نفق عثر عليه الجيش المصري، على الحدود بين سيناء وغزّة. لكن بعد التحقق من الصورة، تبيّن أنّها مشروع لمترو أنفاق تنفّذه «إسرائيل» بين تل أبيب والقدس المحتلّة. ولم تعتذر الصحف عن نشر الصورة، ولا عن نشر صور لمخازن أسلحة تبيّن أنّها قديمة ومن دول أخرى.

في «التوك شو»

برامج التوك شو المصريّة كان لها دور كبير في الترويج لقرار الإخلاء، إذ تطرّقت بمعظمها إلى تقارير تحذّر من خطورة الأنفاق. أكثر الأصوات صخباً كان «أحمد موسى»، مقدّم برنامج «على مسؤوليتي» على فضائية «صدى البلد». طلب «موسى» من كلّ المصريين تغيير صورهم الشخصيّة على «فايسبوك»، واستبدالها بصورة رئيس الجمهوريّة «عبدالفتاح السيسي»، كدليل على رضاهم عن قرار الجيش إقامة منطقة عازلة في سيناء. واستضاف «موسى» شخصيّات تتبنى وجهة النظر ذاتها، منهم رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة «اليوم السابع» «دندراوي الهواري» الذي قال إنّ المخابرات التركية دفعت بأحد رجالها إلى غزة، متنكراً بصفة طبيب، لكي يجنّد عناصر من «حماس» لتنفيذ العمليّة الأخيرة ضدّ جنود مصريين. وأضاف انّ «ما يحدث في سيناء ليس تهجيراً، ولكنّه نَقْلٌ لمجموعةٍ من السكان مع تعويضهم التعويض المناسب وذلك للحفاظ على الأمن القومي».

وفي برنامج «ممكن» على «سي بي سي»، قال خيري رمضان إنّ لديه معلومات تفيد بأن منفذي العملية الإرهابية تابعون لـ«حماس»، وأنّه على المصريين الوقوف مع الجيش حتى ينهي مهمته في سيناء. 

على مواقع التواصل 

بخلاف الإجماع الذي ساد الإعلام التقليدي حول تبرير إخلاء سيناء، ظهر على مواقع التواصل وسم «التهجير مش حلّ»، يتبنى المدوّنون عبره، وجهة نظر ترى أنّ تهجير أهالي سيناء ليس حلاً، بل مشكلة جديدة. لكنّ أنصار القرار ردّوا بوسم آخر هو «ليس تهجيرا بل هو إصلاح الحدود المصرية»، معتبرين أنّ المنطقة العازلة خطوة مهمّة في إطار حرب مصر ضدّ الارهاب. علاقة الناس بالمكان الذي ولدوا وتربوا فيه، أو الآثار النفسية التي يسببها تهجير مواطنين من بيوتهم، كلّ ذلك لم يندرج ضمن اهتمامات الإعلام المصري، المنشغل بالبحث عن أنفاق متخيّلة. وحده موقع «مدى مصر»، نشر تقريرا قصيرا تضمّن مقابلات مع سكّان سيناء، ونقل الموقع عن أحد أبناء مدينة رفح الحدودية قوله، إنّ ضابطاً في الجيش المصري قال له: «لو لم تترك بيتك سنفجره وأنت فيه». 

 

المصدر | السفير

  كلمات مفتاحية

سيناء منطقة عازلة أحمد موسى المصري اليوم إخلاء سيناء من السكان أنفاق ضخمة الإعلام المصري

أهالي رفح: سيناء تحت وطأة «الاحتلال الإسرائيلي» كانت أفضل حالا من الآن!

المتحدث باسم جيش الاحتلال: ننسق مع مصر بشأن المنطقة العازلة في سيناء

إخلاء سيناء مطلب «إسرائيلي»

السلطات المصرية تحول قطاع غزة «كبش فداء» لإخفاقاتها في سيناء!

الناشط السيناوي مسعد أبو فجر: ترحيل سكان رفح إعلان حرب من الدولة على أشرس ثلاث قبائل في سيناء

ذي إيكونومست: الحرب في سيناء ستتسع لتكون حربا جهادية واسعة

الفلسطينيون في سيناء بين النكبة والنكسة وكامب ديفيد

المنطقة العازلة .. هل تنزلق مصر إلى متاهة الدم؟

«توفيق عكاشة» يتسبب في إقالة مدير الأخبار بتلفزيون فلسطين

العفو الدولية: ينبغي وضع حد لموجة هدم المنازل والإخلاء القسري في سيناء

«الأهرام» تؤخر طباعة عدد «المصريون» الأسبوعي بسبب مقال ينتقد «الإمارات»!

مستشار ملك البحرين يلتقي عددا من رؤساء تحرير الصحف المصرية بالقاهرة

مصر: بلاغ للنائب العام يتهم إعلاميين بتلقي مليار دولار من الإمارات و(إسرائيل)