مفتي السعودية: حفلات الغناء والسينما فساد وشر.. وتحذيرات لـ«هيئة الترفيه»

الأحد 15 يناير 2017 03:01 ص

أفتي مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ «عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ»، بتحريم الحفلات الغنائية والسينما، قائلا إنه «لا خير فيها وضرر وفساد كله مفسد للأخلاق ومدمر للقيم ومدعاة لاختلاط الجنسين».

وقال المفتي: «إن الحفلات الغنائية والسينما فساد.. السينما قد تعرض أفلاما ماجنة وخليعة وفاسدة وإلحادية، فهي تعتمد على أفلام تستورد من خارج البلاد لتغير من ثقافتنا»، بحسب «رويترز».

 وجاءت تصريحات المفتي خلال برنامجه الأسبوعي «مع سماحة المفتي» على قناة «المجد»، وذلك بخصوص إعلان «هيئة الترفيه» الترخيص بالحفلات الغنائية ودراسة إنشاء دور السينما، وفق توجهات رؤية السعودية 2030، التي أقرها مجلس الوزراء السعودي العام الماضي، وكان بين برامجها الرئيسة «صناعة الترفيه».

وحذر مفتي عام السعودية قائلا: «أرجو أن يوفق الجميع للخير، نعلم أن الحفلات الغنائية والسينما فساد»، ودعا أن يوفق الله القائمين على هيئة الترفيه في أن يحولوها من سوء إلى حسن، وألا يفتحوا للشر أبوابا.

 وأضاف قائلا: «أولا سيقال تخصيص أماكن للنساء، ثم يصبح الجميع رجالا ونساء في منطقة واحدة، فهذا كله مفسد للأخلاق ومدمر للقيم، لافتا إلى أن الترفيه بالقنوات والوسائل الثقافية والعلمية لا بأس بها وهو طيب».

وكان الرئيس التنفيذي للهيئة المهندس «عمرو المدني» كشف النقاب عن بعض برامج «الهيئة» لـ2017، ومن بينها الترخيص لحفلة غنائية للفنان السعودي «محمد عبده» في جدة أواخر يناير/كانون ثان الجاري، وأخرى ربما تنظم قريبا في العاصمة الرياض، بحسب قوله.

ويعتقد أن ضغوط المحافظين هي التي أفضت بإلغاء حفلتي «محمد عبده»، اللتين كان من المقرر إقامتهما على مسرح مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، والصالة الرياضية في مدينة جدة على التوالي العام الماضي، وهي الخطوة التي دعته إلى مخاطبة جمهوره بعد حفلة أقامها في دبي، قائلا: «إن شاء الله فننا لن يبقى في المنفى طويلا»، بحسب صحيفة «الحياة».

وفي السياق نفسه، ناشد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ «عبدالله المطلق»، رئيس هيئة الترفيه النظر في ملاحظات بعض الشيوخ والأئمة في السماح بإقامة حفلات غنائية خلال الأيام المقبلة، ودرس إنشاء دور سينما بالمملكة.

وقال «المطلق» في مداخلة مع إذاعة «نداء الإسلام» المحلية أيضا: «إن المجتمع السعودي لا يريد السينما أو الحفلات الغنائية؛ لأن هذه الأشياء تضر ولا تنفع، ويجب درسها جيدا قبل السماح بها»، داعيا إلى عمل استطلاع رأي للمواطنين عن إقامة دور سينما، مطالباً بإنشاء مجلس ترفيهي بمشاركة كل أطياف الشعب للبحث في وسائل ترفيهية للمواطنين تكون بديلة لمن يأتون من أوروبا و«هوليوود».

وكان ناشطون تداولوا في الشبكات الاجتماعية خطبة إمام الحرم المكي الشيخ «صالح آل طالب» بوصفها تعليقا ضمنيا على نشاطات هيئة الترفيه، إذ قال «آل طالب» في خطبته الجمعة الماضي: «إن إغراق المجتمع في الفساد الخلقي بشتى أنواعه كان هدفاً مقصوداً لكل القوى المعادية للمد الإسلامي، وبمسميات مختلفة، ويصفون المجتمعات المسلمة بالتطرف والإرهاب، ويرهقونها بكل بلية بزعم محاربة التطرف، ويضخون التفسيق القسري باسم التحديث والانفتاح، وغايته سلخ المجتمع من هويته الإسلامية، وتحوله إلى غيرها، وإفراغ المسلمين من عقيدة أسلافهم، وهذا يستدعي وقفة مخلصة من عموم المسلمين وخاصتهم، للذود عن معتقداتهم وقيمهم الفاضلة».

ويقول مؤيدون للمشروع إن دور العرض السينمائية ستشكل مناطق جذب للشباب والأسرة السعودية، بدلا من للسفر لدول مجاورة (البحرين) لدخول السينما، فيما تحدث آخرون عن شرورها وأضرار تجمع الشباب في مناطق السينمات حسبما يظهر في أخبار دول أخري.

ويشير مغردون وكتاب سعوديون إلى أن قرابة 200 ألف مسافر سعودي يعبرون الجسر الواصل بين السعودية والبحرين في المناسبات المختلفة خاصة الأعياد لحضور أفلام السينيمات المعروضة في البحرين لعدم وجود دور عرض في السعودية، وأنه كثيرا ما ترفع لافتة «نفذت تذاكر السينما» في جميع صالات سينما البحرين خلال أيام العيد بسبب السعوديين.

وكان أول من أدخل دور العرض السينمائية إلى المملكة العربية السعودية هم الموظفون الغربيون في شركة كاليفورنيا العربية للزيت القياسي التي تحول اسمها إلى شركة «أرامكو»، وذلك في في مجمعاتهم السكنية الخاصة بهم في السعودية خلال فترة الثلاثينيات الميلادية، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى فترة بداية السبعينيات.

خلال السبعينات حدث تطور مهم، فبعد أن كانت دور العرض السينمائية مقتصرة على الموظفين الغربيين في شركة «أرامكو» في تجمعاتهم السكنية الخاصة في السعودية، أصبحت متاحة للمواطنين السعوديين، ثم تحولت الصالات السينمائية إلي الأندية الرياضية السعودية على وجه التحديد، وكان عرضا عشوائيا يفتقد التنظيم والتهيئة اللازمة للمشاهدة والتسويق المناسب، والاختيار الجاد.

وخلال فترة بداية الثمانينات وبعد شهرين من أحداث الحرم المكي في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1979، قامت الحكومة السعودية بإغلاق دور العرض السينمائية المتاحة للمواطنين السعوديين في محاولة منها لاحتواء غضب التيار الإسلامي السعودي بعد أحداث احتلال الحرم المكي من قبل مجموعة متطرفة.

وحاليا لا يوجد دور عرض سينمائية في السعودية ولكن توجد دور عرض سينمائية خاصة بالموظفين الغربيين في شركة أرامكو في مجمعاتهم السكنية الخاصة بهم الموجودة منذ الثلاثينيات الميلادية، وتقوم بعض مقرات الأندية الأدبية والثقافية السعودية بعرض بعض الأفلام.

ومنذ سنوات طويلة، تشهد السعودية جدلا واسعا حول إقامة دور للسينما بها، ويتنازع الجدل حول الأمر تياران؛ الأول  محافظ يرفض أي مسعى لإقامة هذه الدور، والثاني ليبرالي يدفع باتجاه إقامتها.

 

 

  كلمات مفتاحية

السعودية السينما السعودية مفتي عام السعودية عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ هيئة كبار العالماء

«الترفيه» السعودية: تم ترخيص حفل «محمد عبده» في جدة والسينما ما تزال قيد الدراسة

السماح بالسينما في السعودية يثير ضجة واسعة.. وهيئة الإعلام المرئي تنفي

السعوديون يتناحرون على إنشاء السينما .. و«الدواعش» و«الحوثيون» على الحدود

نشطاء يسخرون من الضوابط الشرعية للسينما السعودية

الإفراج عن داعية سعودي اعتقل 9 أشهر لانتقاده السينما

"وُلد ملكا".. سينما الرياض تقدم قصة الملك فيصل في سبتمبر

سعودي أيدول.. برنامج جديد على MBC بتحكيم أصالة وأحلام