«هنية» يلتقي رئيس مخابرات مصر.. و«السيسي» موافق على عودة العلاقات بعد غياب

الثلاثاء 24 يناير 2017 05:01 ص

بعد توقف استمر أكثر من 40 شهرا بين حركة حماس والنظام المصري بعد الانقلاب، بحث «إسماعيل هنية» نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، مع مسؤولين مصريين في القاهرة، مستقبل العلاقة بين الحركة ومصر.

وكانت المباحثات على هذا المستوى، مع الرجل الذي يدير حركة «حماس» في القطاع، والمرشح الأول لرئاستها، قد توقفت، منذ خروج جماعة الإخوان المسلمين من الحكم في مصر بانقلاب عسكري، قبل أكثر من 3 سنوات.

وعقد «هنية» أمس لقاء مع مدير المخابرات العامة المصرية اللواء «خالد فوزي»، بحث خلاله مستقبل العلاقات مع مصر خلال المرحلة المقبة، إضافة إلى ملف المصالحة الداخلية مع حركة «فتح»، في ظل التطورات الأخيرة، التي تمثلت بمشاركة حركة «حماس» في اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني في بيروت.

وبحث اللقاء طلب حركة «حماس» تسهيل سفر سكان قطاع غزة من معبر رفح، وذلك من خلال إعادة فتحه بشكل دائم، للتخفيف من حدة الحصار الإسرائيلي.

ووصل هنية إلى القاهرة، مساء الأحد، عائدا من قطر، التي كان قد وصلها بعد أدائه فريضة الحج في شهر سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.

ورفض أي من قادة حركة «حماس» الرد على أي استفسارات حول الزيارة، والمواضيع التي بحثت، ولا موعد عودة هنية إلى القطاع، بسبب «الظروف الأمنية» في منطقة سيناء، كذلك لم يلاحظ قيام وسائل الإعلام المقربة من الحركة بتغطية أخبار الزيارة ووصول «هنية» إلى مصر، بحسب صحيفة «القدس العربي».

وكان الدكتور «موسى أبو مرزوق» نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، قد قال في وقت سابق إنه «جرى تأجيل عودة هنية لغزة، بسبب رفع درجة الاستعدادات الأمنية في سيناء، التي سيمر منها هنية في طريقه لغزة».

وحسب المعلومات المتوفرة فإن هنية استقبل في مطار القاهرة بصالة كبار الزوار، وكان في انتظاره أحد مسؤولي الأمن المصري.

ضوء أخضر

وذكرت وكالة «معا» الفلسطينية المحلية نقلا عن مصادر أمنية مصرية، القول إن الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، أعطى «الضوء الأخضر» للأجهزة المعنية في مصر بدفع العلاقات مع حركة «حماس» إلى الأمام، والحفاظ على «علاقات جيدة مع الحركة لتحقيق توازن في العلاقات المصرية مع كافة الفصائل الفلسطينية، لتحقيق تقدم في الملفات المتعثرة وعلى رأسها ملف المصالحة ولم الشمل الفلسطيني»، لافتا إلى أن العلاقات بين القاهرة وحماس «تدرجت نحو الأفضل»، خاصة على المستوى الأمني، وعلى رأسها الترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر والقطاع.

وتأتي زيارة «هنية» لمصر، في الوقت الذي تستعد فيه حماس لإجراء انتخاباتها الداخلية، لاختيار قيادة جديدة للحركة.

يشار إلى أن الحركة تجري على خلاف الكثير من التنظيمات الفلسطينية الأخرى، انتخاباتها بطريقة سرية، ووفق نظام خاص يمنع الترشح المباشر للمنصب القيادي، ويتم اختيار قيادات الحركة عن طريق ترشيحهم من القواعد، ومن ثم من الهيئات المنتخبة، وصولا إلى المكتب السياسي، ورئيسه.

وتردد مؤخرا أن «هنية» وو«أبو مرزوق» نائبا رئيس المكتب السياسي لحماس، أبرز المرشحين للوصول إلى منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، خلفا لـ«خالد مشعل»، الذي يكون قد تولى دورتين متتاليتين في رئاسة المكتب، حسب النظام الأساسي للحركة.

وتأتي الزيارة بعد زيارة مماثلة قام بها «أبو مرزوق»، قبل أكثر من أسبوعين، حيث التقى هو الآخر في القاهرة بمسؤولي جهاز المخابرات، الذين يشرفون على الملف الفلسطيني.

يشار إلى أن خروج «هنية» إلى لأداء فريضة الحج الماضية، ومنها السفر إلى دولة قطر، حيث مقر إقامة «مشعل»، كانت الأولى منذ الانقلاب على «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب.

عودة بعد غياب

وتكتسب الزيارات أهمية كبيرة، خاصة وأنها تأتي بعد فترة جفاء بين السلطات المصرية الحالية و«حماس»، التي بدأت بالانقلاب على «مرسي».

ووجهت القاهرة في حينها العديد من الاتهامات للحركة، بالمشاركة في أحداث إخلال بالأمن، غير أنها نفت ذلك جملة وتفصيلا، وتحدت وجود دليل.

وأعلنت «حماس» مرارا أنها لا تتدخل في شؤون أي دولة عربية، وأنها تحافظ على الأمن القومي المصري.

وكانت آخر زيارة لوفد من «حماس» إلى القاهرة في مارس/ آذار من العام الماضي، دون مشاركة «هنية»، وشاركت في الوفد قيادات من الحركة من غزة وقطر، وبحثت اللقاءات وقتها إنهاء الخلاف القائم، وترتيب العلاقة بين الطرفين.

ولم تفلح تلك اللقاءات بإزالة الخلاف القائم، غير أن الحركة دفعت فور انتهاء زيارة وفدها بتعزيزات أمنية على طول الحدود مع مصر، من أجل حفظها بشكل أكبر، بناء على تفاهمات أجريت مع مسؤولي القاهرة.

وشهدت الفترة الماضية ادخال السلطات المصرية العديد من التسهيلات أمام حركة سفر سكان قطاع غزة من معبر رفح البري، المغلق منذ الانقلاب على «مرسي».

كما شهدت استضافة القاهرة للعديد من الوفود الشعبية والأكاديمية من غزة، وعملت بعدها القاهرة على فتح معبر رفح، بشكل أفضل من المرات السابقة، ولم تعد عملية الإغلاق تطول لثلاثة أشهر، كما شرعت بإدخال العديد من السلع ومنها مواد البناء للقطاع، خلال أيام الفتح.

ولم تمانع «حماس» اللقاءات التي جرت بين الوفود التي غادرت غزة والمسؤولين المصريين، لكن قادة من الحركة، دعوا مؤخرا السلطات المصرية إلى التعامل معهم، بما يخص قضايا القطاع، كونها تمثل العنوان الأبرز.

ويتوقع أن تعلن مصر عن فتح قريب لمعبر رفح البري بشكل استثنائي خلال الأيام المقبلة، أمام سفر الحالات الإنسانية من مرضى وطلاب وأصحاب إقامات في الخارج.

  كلمات مفتاحية

هنية المخابرات مصر حماس فلسطين مشعل أبو مرزوق

أنباء عن قرب عودة «هنية» لغزة للترشح لرئاسة المكتب السياسي لـ«حماس»

مصادر: «حماس» تتجه لاختيار «هنية» لرئاسة المكتب السياسي خلفا لـ«مشعل»

«هنية»: «حماس» ستتابع بكل مسؤولية الحوار مع مصر