اللوبي الإسرائيلي بواشنطن يتبع نهجا هادئا قرب نهاية مهلة المفاوضات مع إيران

السبت 22 نوفمبر 2014 05:11 ص

مع سعي الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى عبر المفاوضات للوصول إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، كان أحد الأصوات هادئا على غير العادة وهي «لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية»، (AIPAC)، جماعة الضغط الرئيسية الموالية لإسرائيل (أيباك).

وينتاب إسرائيل شكوك عميقة في محاولة الوصول إلى اتفاق في المحادثات التي تجرى في فيينا من شأنه أن يؤدي إلى رفع العقوبات الدولية الصارمة على إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي بهدف منعها من اكتساب سلاح نووي.

غير أن أشد أنصار إسرائيل بالولايات المتحدة، لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية ذات النفوذ «أيباك»، عمدوا إلى اتباع نهج هادئ. وفشلوا في وقت سابق من هذا العام في مسعى واسع النطاق لفرض مزيد من العقوبات وهو ما قال البيت الأبيض إنه قد يخرج المحادثات عن مسارها.

وقال مصدر مقرب من «أيباك»: «لا يوجد شيء ينبغي الضغط من أجله ... حتى نرى نتائج المحادثات في فيينا. ولكن بعد ذلك سيكون السؤال هل سنرى سعيا مكثفا لدى الكونجرس. وقد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة».

وقد أثار فوز كاسح للجمهوريين في انتخابات الكونجرس الأمريكي هذا الشهر تهديدات من مشرعين متشددين بالسعي إلى فرض مزيد من العقوبات على إيران.

ومن المحتمل أن تجد جماعة الضغط «أيباك» الكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون ويبدأ ولايته في يناير/كانون الثاني أكثر استجابة لتشديد العقوبات على طهران ومن المحتمل بدرجة أقل أن يجد الرئيس «باراك أوباما» الأصوات التي تمكنه من احباط مسعى فرض عقوبات جديدة باستخدام حق النقض «الفيتو».

وفي فبراير/شباط الماضي استطاع «أوباما» عرقلة حملة ساندتها لجنة «أيباك» لاقناع الكونجرس بفرض عقوبات جديدة وكانت هذه أكبر هزيمة سياسية للجماعة منذ سنوات.

ويُعزى إلى جماعة «أيباك» التي يبلغ عدد أعضائها نحو مئة ألف الفضل على نطاق واسع في المساعدة على ضمان بقاء إسرائيل على رأس قائمة متلقي المعونات الخارجية الأمريكية. وكان العهد بها أن معظم مشروعات القوانين التي تؤيدها في الكونجرس تم إقراراها دونما معارضة تقريبا.

وفي هذا الصيف ساعدت «أيباك» في تدبير زيادة في التمويل قيمتها 225 مليون دولار لمنظومة القبة الحديدية الدفاعية لإسرائيل لحمايتها من نيران الصواريخ التي تطلقها حركة «حماس» في حرب غزة.

وفي الوقت نفسه خففت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» انتقاداتها التي كانت شديدة في وقت من الأوقات لأسلوب «أوباما» في إدارة الدبلوماسية الخاصة بإيران مع أنها لا تزال تعارض بقوة أي تنازلات لا تكفل تجريد طهران من كل قدرات لتخصيب اليورانيوم.

وقد يكون هذا النهج الهادئ تعبيرا عن رغبة في الحيلولة دون إثارة مزيد من الاستياء لدى الحكومة الأمريكية أهم حلفاء إسرائيل في وقت توترت فيها العلاقات.

وتكافح «أيباك» أيضا انقسامات داخلية بشأن ما يراه بعض المنتقدين ميلا نحو الحزب الجمهوري من جانب الجماعة وهو ما قد يفسد مبادئها التي تقوم على عدم الانحياز إلى أحد الحزبين.

واستبعد مصدر في «أيباك» هذه المخاوف قائلا «في كل ما نفعله نسير على نهج يحظى بتأييد الحزبين».

تمديد المحادثات النووية

وإذا وافقت واشنطن على تمديد آخر للمحادثات النووية مع إيران فإن أيباك واصدقاء إسرائيل في الكونجرس سيكون عليهم اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان ينبغي إمهال الجهود الدبلوماسية مزيدا من الوقت أم السعي لفرض عقوبات جديدة. وشدد «أوباما» من قبل على ان فرض مزيد من العقوبات سيلقى رد فعل معاديا من إيران ويؤدي إلى انهيار المفاوضات.

وحينما تم تمديد المحادث في يوليو/تموز قالت «أيباك» إن الولايات المتحدة يجب «أن توضح لإيران أنه يجب ألا تتوقع تمديدا جديدا»، ولكن مسؤولين قريبين من المحادثات قالوا إنه قد يتم تحديد موعد نهائي جديد ربما في مارس آذار.

ولم تقل «أيباك» كيف سترد لكن مصدرا مواليا لإسرائيل قال إن المخاوف الأولية للجماعة وهي أن إيران تحاول بذلك كسب الوقت لمواصلة تقدمها النووي «ستنطبق على هذا الوضع وربما بدرجة أكبر».

واتبع المسؤولون الإسرائيليون شأنهم شان ايباك نهجا أهدأ من المعتاد في واشنطن في الأسابيع القليلة الماضية ربما لأنهم يريدون تفادي خلق انطباع بالتدخل في الشؤون الأمريكية.

وقال وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي «يوفال شتاينيتز» لـ«رويترز» في القدس «لا نقوم بأي أنشطة ضغط في الوقت الحالي».

 

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

إسرائيل الولايات المتحدة عقوبات البيت الأبيض محادثات فيينا الاحتلال حماس أوباما أيباك

مجموعة «5+1» تجري مفاوضات ”الأيام الأخيرة“ بشأن النووي الإيراني في فينا

توقعات بإمكانية التوصل لاتفاق نووي مع إيران قبل 24 نوفمبر

أمريكا: إيران توقفت عن نشاط نووي مثير للخلاف

«مسقط» تستضيف المفاوضات النووية .. وطهران تشيد بدور السلطان «قابوس» "الإيجابي"

فابيوس: لا تقدم يذكر في المفاوضات حول النووي الإيراني