توفي رئيس جهاز الأمن برئاسة أركان جيش صرب البوسنة العقيد «ليوبيسا بيرا» (77 عاما) المحكوم عليه عام 2010 بالسجن مدى الحياة بتهمة الإبادة الجماعية عن مذبحة قتل فيها نحو 8000 مسلم بالقرب من سربرنيتشا عام 1995 – والتي تعتبر أسوأ عملية قتل جماعي في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وأكدت الوفاة «بيجي فيبج» المتحدثة باسم وزارة العدل في برلين دون أن تذكر سبب الوفاة، بحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وكان «بيرا» المسجون في سجن تيجال ببرلين قد استسلم لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي عام 2004.

وكانت المحكمة قد اتهمت الحكومة الصربية بإيوائه لمدة عامين بعد أن وجهت لهم اتهامات عن دوره في المجزرة.

ووصف «كوفي عنان»، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، المذبحة بأنها أسوأ جريمة حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وأدين العقيد «بيرا» و«فوجادين بوبوفيتش»، قائد أمن آخر بصرب البوسنة بارتكاب إبادة جماعية وحكم عليهما بالسجن مدى الحياة. 

واتهم العقيد «بيرا» تحديدا بالإشراف على قطع رأس ما يصل إلى 100 من الرجال والفتيان، وحفر المقابر الجماعية، وبإنارة مناطق القتل بأضواء كاشفة بحيث يمكن لفرق إطلاق النار إجراء عمليات الإعدام في الليل. واتهم أيضا بنقل النساء والأطفال المسلمين عنوة من سربرينيتشا.

وأنشئت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبت خلال إراقة الدماء التي أعقبت تمزق يوغوسلافيا السابقة.

وولد «بيرا» في 4 يوليو/تموز 1939 في سراييفو وكان مسؤولا عن الشرطة العسكرية ووزارة الداخلية والسجناء المسلمين الذين اعتقلوا بعد سقوط سربرنيتشا.

وخلص قضاة محكمة لاهاي أن الكولونيل «بيرا» كان أبرز ضابط بفرع الأمن، وأوضح صورة شاملة لنطاق عمليات القتل وكان بمثابة القوة الدافعة وراء مؤسسة القتل.

وحكم على الزعيم السابق لصرب البوسنة «رادوفان كراديتش» بالسجن 40 سنة، وذلك بعد إدانته ب11 عشرة تهمة، حيث حملته المحكمة المسؤولية الجنائية عن إعدام قواته نحو 8000 رجل بمجزرة سربرنيتشا عام 1995.

وسيتم خلال العام الجاري إصدار الحكم على قائد القوات الصربية، «راتكو ملاديتش»، الذي اعتقل 2011 حيث يعتبر الشخص الوحيد الذي يمكنه إعطاء قرار قتل المسلمين البوسنيين.

وتعرف خبراء الطب الشرعي حتى الآن على أكثر من 6100 من نحو 8000 مسلما من ضحايا مذبحة سربرنيتشا. وتم دفن رفاتهم في مركز تذكاري حيث شوهدوا آخر مرة على قيد الحياة.