اعتبر المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني النائب «نوذر شفيعي» الاثنين، أن العلاقات بين إيران والعراق مبنية على مجموعة من التفاهمات الأساسية، التي تم إنشاؤها منذ سقوط نظام «صدام حسين»، مشددا على أن هذه التفاهمات لا يمكن للسعودية ضربها وإزاحة العراق عن المحور الإيراني.

ورأى «شفيعي» أن السعودية لا يمكنها إبعاد العراق عن إيران، مشيرا إلى أن إيران ليست في حالة تنافس مع السعودية.

وقال النائب «شفيعي» لوكالة أنباء مهر الإيرانية، إن «زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الشهر الماضي إلى العاصمة العراقية بغداد، جاءت في سياق محاولة إبعاد العراق عن إيران، اللتين لديهما علاقة صداقة طويلة تمتد لسنوات».

وزعم النائب الإيراني أن الحكومة العراقية وشعبها لو خيروا بين البقاء مع إيران والالتحاق بالسعودية، فإنهم يفضلون البقاء مع الجمهورية الإسلامية، متهما السعودية بإثارة المشاكل في المنطقة، وفق قوله.

وكانت زيارة «الجبير» والتي كانت أول زيارة لمسؤول سعودي رفيع منذ عام 2003، أثارت استياء المسؤولين الإيرانيين.

وبدأ وفد من وزارة الخارجية العراقية برئاسة وكيلها الأقدم نزار الخير الله الأحد، زيارة إلى السعودية يبحث خلالها قضايا سياسية واقتصادية عدة تهم الجانبين، استكمالا لزيارة وزير الخارجية السعودي التي تم الاتفاق خلالها على حسم عدد من الملفات العالقة.

واقترحت السعودية على الوفد العراقي تشكيل مجلس تنسيقي عراقي سعودي لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، إضافة إلى بحث عدد من المواضيع المتعلقة باعادة فتح المنافذ الحدودية والنقل الجوي المباشر وتسهيل الاجراءات الخاصة بالحجاج والمعتمرين العراقيين، وكذلك الزوار السعوديين الى العتبات المقدسة في العراق .

وشهدت العلاقة بين العراق والسعودية توترا خلال الفترة الماضية بعد تقديم بغداد طلب في أغسطس/آب الماضي للرياض لاستبدال سفيرها «ثامر السبهان على خلفية اتهامه من قبل بغداد بـ«تدخله في الشأن الداخلي العراقي».

وكان «السبهان» قد تسلم مهام منصبه كأول سفير للسعودية في العراق، بعد 25 عاماً من القطيعة، في ديسمبر/كانون أول 2015 .

وخلال زيارته الأخيرة لبغداد، أبلغ «الجبير»، رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي»، بتسمية السفير السعودي الجديد لدى بغداد.

ورأى مراقبون أن زيارة «الجبير» لبغداد، تستهدف مساعدة العراق في التحرر من الهيمنة الإيرانية عليه، وإعادته إلى حاضنته العربية.