المعارضة المسلحة السورية المعتدلة تنتظر المزيد من مساعدة الغرب

الثلاثاء 2 ديسمبر 2014 02:12 ص

قال «عبد العزيز» - أحد قادة كتائب المعارضة السورية المسلحة - إن التدريب العسكري الأمريكي لرجاله ساعدهم على قتل 15 مقاتلا متشددا على الأقل من تنظيم «الدولة الإسلامية» في معركة جرت أخيرا على مقربة من مدينة حلب بشمال البلاد مشيرا إلى أن مواجهة مماثلة قبل ثلاثة أشهر اتخذت منحى عكسيا وانتهت بمقتل اثنين من رجاله.

غير أن جيش المجاهدين الذي يقوده «عبد العزيز» لا يعرف بعد ما إذا كان سيرسل المزيد من أفراده لتلقي التدريب العسكري إذ تحيط الشكوك بخطط توسيع نطاق المساعدات للمعارضين المعتدلين الذين تأمل الولايات المتحدة أن يخوضوا القتال ضد «الدولة الإسلامية».

وشكل خمسون مقاتلا أول مجموعة من جيش المجاهدين تحضر الدورة التدريبية العسكرية في قطر في إطار برنامج سري لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية بغية تقديم الدعم العسكري لمجموعات مسلحة منتقاة بعناية من المعارضة السورية المسلحة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال «عبد العزيز» (32 عاما) الذي كشف فقط عن اسمه الأول في وصف معارك استمرت يوما كاملا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إنهم شعروا بالفرق أثناء سير المعارك وكذلك مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» مشيرا إلى انه أدرك هذا الأمر عندما اختار خصومهم الانسحاب هذه المرة.

وأضاف أن أسلوب قتال العناصر الخمسين الذين شاركوا في الدورة التدريبية شهد تحسنا.

وشملت الدورة التدريبية التي استمرت شهرا كاملا في سبتمبر/أيلول الماضي التدريب على كيفية إطلاق القذائف الصاروخية واستخدام الرشاشات الثقيلة والصواريخ الأمريكية الصنع المضادة للدروع بالإضافة إلى أساليب القتال. كما خضع المقاتلون لمقابلات تهدف في جزء منها إلى تلمس أي ميول متطرفة لديهم.

وقال «عبد العزيز» في مكتب جيش المجاهدين في مدينة غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا التي تبعد مسافة قصيرة عن الحدود مع سوريا إن مجموعة الخمسين عادت من التدريب كتيبة موحدة يشعر أفرادها أنهم على الأقل مقاتلون حقيقيون وأن معنوياتهم باتت أعلى.

لكن على الرغم من فوائد الدعم العسكري لجيش المجاهدين فلا يزال بعيدا عن تلبية حاجة المجموعة للتقدم في جبهات القتال حيث تفوقهم القوات الحكومية ومقاتلو «الدولة الإسلامية» تسليحا.

ونقل المقاتلون في جيش المجاهدين معهم لدى عودتهم صواريخ تاو المضادة للدروع وهي السمة المميزة للمجموعات المسلحة التي انتقتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للمشاركة في برنامج تدريبي أطلقته قبل عام لكنهم كما المجموعات الأخرى (التي شاركت في البرنامج) يقولون إن الدعم غير كاف.

وقال «عبد العزيز» إن الرسالة التي يريد أن يبعث بها هي ضرورة دعم المقاتلين بشكل مناسب عبر تزويدهم بالذخيرة ودفع مرتباتهم. وأضاف أنه إذا حصل المقاتلون على الدعم كما ينبغي فلن يحتاجوا للمقاتلات في إشارة منه إلى الغارات التي تقودها الولايات المتحدة ضد «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا.

وتعزو المجموعات الرئيسية في المعارضة السورية المسلحة المعتدلة نجاح تنظيمات متشددة مثل «الدولة الإسلامية» بالهيمنة على الوضع الميداني بعد ثلاث سنوات ونصف من الحرب إلى فشل الولايات المتحدة وحلفائها في دعمهم كما ينبغي.

وتكبدت هذه المجموعات المنضوية ضمن إطار فضفاض معروف بالجيش السوري الحر خسائر كبيرة أثناء قتالها القوات الحكومية والجماعات الجهادية المتشددة.

الجبهة الأمامية

ويعتبر جيش المجاهدين واحدا من أكبر مجموعات المعارضة السورية المسلحة الرئيسية الموجودة في شمال سوريا ويقول إن نحو ستة آلاف مقاتل ينضوون تحت رايته.

ويشارك مقاتلو جيش المجاهدين في تعزيز صمود خط المواجهة الأمامي في شمال شرق حلب عند الطرف الغربي من الخلافة الإسلامية التي أعلنتها «الدولة الإسلامية» على الأراضي التي احتلتها في العراق وسوريا.

وتقدم مقاتلو «الدولة الإسلامية» في الصيف الماضي باتجاه حلب قبل أن يتوقفوا في سبتمبر أيلول الماضي للتفرغ لمهاجمة بلدة كوباني الكردية الواقعة على الحدود السورية التركية.

غير أن خطر استئناف الدولة الاسلامية حملتها غربا يجعل الحاجة إلى المزيد من الدعم أكثر إلحاحا.

لكن بعد أكثر من شهرين على بدء التحالف بقيادة واشنطن غاراته الجوية على تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا لا تعرف المجموعات المسلحة من المعارضة المعتدلة ما إذا كانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ستختارها لتكون جزءا من خطط التدريب الجديدة التي تعدها.

ويقول الجيش الأمريكي إن استعادة شرق البلاد من «الدولة الإسلامية» يحتاج لقوة تتراوح بين 12 ألف و15 ألف مقاتل من المعارضة السورية المعتدلة.

وقال متحدث باسم البنتاجون في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني إن هناك تقدما في وضع برنامج التديب وتحضير الموقع وتأمين المدربين من الولايات المتحدة وغيرها من الدول.

غير أن عملية التدقيق في المجموعات التي ستشارك في البرنامج لم تبدأ بعد ما يعني أنها قد تستغرق عدة شهور أخرى.

ويدار البرنامج الجديد بشكل منفصل عن البرنامج الذي تديره وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الذي سبق له اختيار وتدريب عدد من المجموعات.

ورفضت الوكالة التعليق على هذا البرنامج.

وتقدم عدة دول غربية وعربية معادية للأسد لمجموعات المعارضة المعتدلة التي لا تتبع النهج الجهادي ما يصفه مقاتلوها بمساعدات عسكرية ومالية صغيرة.

وأشارت هذه المجموعات إلى أن أفرادها خضعوا لعملية التدقيق التي تسبق التدريب.

وقال «عبد العزيز» واصفا الأحاديث التي خاضها مع المدربين الأمريكيين في قطر إنهم سألوا عن حياة المقاتلين وأماكن عملهم السابقة وكل شيء عن حياتهم.

وأضاف أن المدربين يحاولون من خلال هذه الاسئلة أن يفهموا عقلية هؤلاء الشبان.

وأشار إلى أنهم قالوا للمدربين إنهم ينظرون إلى الإسلام وكأنه يتمثل فقط بالدولة الاسلامية وأكدوا لهم أن «الدولة الإسلامية» لا تمثل الإسلام وإلا ما كانوا ليقاتلوها. وأضاف «بادئ ذي بدء هم ليسوا مسلمين».

لكن السؤال الأكبر الذي يشغل بال المعارضة السورية المعتدلة حاليا هو ما إذا كان الأمريكيون سيختارونهم ليكونوا جزءا من البرنامج الجديد أو سيلقون الدعم عبر القنوات الموجودة أصلا.

وفي هذا الشأن قال أحد أفراد المكتب السياسي لجيش المجاهدين إنهم لا يعرفون شيئا على الإطلاق عن هذا الموضوع.

وتساءل عما إذا كان الأمريكيون سينهون عملية التحري عن المرشحين للتدريب من بين مقاتلي جيش المجاهدين أو سيتبعون برنامج تدقيق جديدا مشيرا إلى أن المسألة يحيطها الكثير من الغموض.

 

المصدر | توم بيري، رويترز

  كلمات مفتاحية

سوريا جيش المجاهدين المعارضة المسلحة السورية المعتدلة وكالة الاستخبارات المركزية

معسكر سري بقطر لتدريب مقاتلين من «المعارضة السورية المُعتدلة» ضد «داعش» و«الأسد»

اتفاق«تركي-أمريكي» على تدريب المعارضة السورية المعتدلة بتركيا

«تدريب المعارضة السورية المسلحة» .. من السعودية إلى تركيا

«الكونجرس الأمريكي» يوافق على تدريب وتسليح المعارضة السورية "المعتدلة"

السعودية توافق على استضافة معسكرات لتدريب «المعارضة السورية المعتدلة»

«عبداللهيان» يحذر من تدريب وتسليح «المعارضة المعتدلة» في سوريا

المعارضة تستعيد قريتين في «حلب» من تنظيم «الدولة» بدعم جوي تركي أمريكي