روسيا وإيران توقعان 16 اتفاقية تشمل بناء وحدتين جديدتين في مفاعل «بوشهر» النووي

الثلاثاء 28 مارس 2017 02:03 ص

وقعت موسكو وطهران، اليوم الثلاثاء، 16 اتفاقية مشتركة إحداها تنص على قيام روسيا ببناء وحدتين جديدتين في مفاعل «بوشهر» النووي، جنوبي إيران، فيما أكد البلدان على انهما سيوصلان التعاون بخصوص اتفاق خفض انتاج النفط.

توقيع تلك الاتفاقيات جاء في أعقاب مباحثات في موسكو أجراها الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» ونظيره الإيراني «حسن روحاني»، حسب موقع «روسيا اليوم».

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع «بوتين»، أعلن «روحاني» أنه تم توقيع اتفاق ينص على تولي موسكو مهمة بناء الوحدتين الثانية والثالثة من محطة «بوشهر».

من جانبه قال «بوتين» بهذا الخصوص: «شركة روس آتوم أنجزت الوحدة الأولى من محطة بوشهر للطاقة النووية وعادت بفوائد كبيرة على الاقتصاد الإيراني، وحاليا سنبني الوحدتين الثانية والثالثة. التعاون بيننا يتوافق بشكل تام مع القانون الدولي، ومتطلبات وكالة الطاقة الذرية والامتثال لجميع أحكام الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني».

ولفت «بوتين» إلى أن بلاده تشارك في تطوير قطاعات الطاقة الإيرانية الأخرى؛ إذ «خصصت قروضا بنحو2.2 مليار يورو لتمويل بناء محطات لتوليد الكهرباء وكهربة السكك الحديدية في شمال إيران».

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قال رئيس هيئة الطاقة الذرية في إيران، «علي أكبر صالحي» إن عملية بناء الوحدتين الثانية والثالثة من مفاعل بوشهر ستستغرق 10 سنوات، بتكلفة تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار.

الاتفاقيات الموقعة اليوم شملت كذلك مذكرة تفاهم بين شركة «روس آتوم» الروسية للطاقة ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية في مجال نقل المواد الذرية.

أيضا، تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة «غازبروم» الروسية للطاقة وشركة النفط الوطنية الإيرانية لنقل الغاز الطبيعي، ومذكرة تفاهم بين شركة «روس غيولوغيا» وشركة النفط الوطنية الإيرانية للتعاون في مجال التنقيب عن النفط، ومذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة لكلا البلدين للتعاون في مجال التجارة بالطاقة الكهربائية.

كما وقع الجانبان مذكرة تفاهم بشأن التعاون الاستراتيجي في كهربة السكك الحديدية بين شركة السكك الحديدية الروسية والسكك الحديدية الإيرانية، فضلا عن توقيع عقد لكهربة خط السكك الحديدية من «غرمسار - إينتشي بورون»، وتوريد المعدات والقاطرات الروسية.

وبالإضافة إلى هذه الاتفاقيات، وقعت موسكو وطهران اتفاقا لرفع تأشيرات الدخول (فيزا) لمواطني البلدين والمجموعات السياحية، وكذلك مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

تسليم طهران طائرات «سوخوي سوبرجت-100»

وعلاوة على ذلك، بحث الجانبان الروسي والإيراني تسليم طهران طائرات الركاب «سوخوي سوبرجت-100» ومروحيات، حسب ما قال «بوتين» في المؤتمر الصحفي.

وصممت الطائرات المدنية الروسية من طراز «سوخوي سوبرجيت 100» لحمل ما يصل إلى 98 راكبا على مسافة حوالي 4400 كيلومتر. وأجرت الطائرة أول رحلة لها في مايو/أيار 2008، بينما أطلقت للتشغيل التجاري في 2011.

وخلال المؤتمر الصحفي، أعرب «بوتين» عن رضاه بشأن حجم التبادل التجاري بين روسيا وإيران خلال عام 2016 بقوله: «حجم التبادل التجاري بين بلدينا ارتفع بنسبة نحو 70%، وهي (نتيجة جيدة حقا)، لا سيما وأن هذا ما تم تحقيقه في ظروف عالمية متقلبة مع تقلب مستمر في أسواق السلع والعملات».

لكنه قال إنه يتطلع لمزيد من التعاون بين بلاده وإيران، مضيفاً: «أمام اللجنة الحكومية الدولية المشتركة أهداف محددة لتعزيز التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا وتكثيف الجهود لوضع (خارطة طريق) في مجال التجارة والصناعة، وتهيئة الظروف المواتية لزيادة شحنات المنتجات الزراعية والمواد الغذائية، وكذلك تطوير العلاقات بين البنوك واستخدام العملات الوطنية في تمويل الاستثمارات المتبادلة».

اتفاق خفض انتاج النفط

وفي قطاع الطاقة، صدر بيان مشتركة أكد خلال «بوتين» و«روحاني» أكد على أهمية اتفاق خفض إنتاج النفط الذي وقعته الدول المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين مستقلين، وقالا إن بلديهما سيواصلان التعاون في هذا الصدد.

إذ جاء في البيان: «بوتين وروحاني أكدا أن اتفاق خفض إنتاج النفط الذي توصلت إليه الدول الأعضاء في منظمة (أوبك) والمنتجين المستقلين، يسهم في تحقيق التوازن بين العرض والطلب بسوق النفط في نطاق أسعار النفط، فضلا عن الحفاظ على جاذبية الاستثمار في صناعة النفط. وستواصل روسيا وإيران للتعاون في هذا المجال من أجل استقرار الطاقة العالمية».

ووصل «روحاني» إلى موسكو، أمس الإثنين، في زيارة رسمية تلبية لدعوة من الرئيس الروسي.

وإثر وصوله، التقى «روحاني» رئيس الوزراء الروسي «ديمتري ميدفيديف»؛ حيث أعربا عن ثقتهما في فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين بلديهما.

وروسيا وإيران حليفتان رئيسيتان لرئيس النظام السوري «بشار الأسد»، ولعبتا دورا حاسما في الثمانية عشر شهرا الماضية لتحويل دفة الحرب لصالح الأخير.

لكن العلاقات بين البلدين تقلق «إسرائيل» ودول الخليج.

وخلال لقاء بموسكو في وقت سابق من الشهر الماضي، كان رئيس الوزراء «الإسرائيلي» «بنيامين نتنياهو» «بوتين» من النفوذ الإيراني في سوريا، قائلاً إنه يمكن أن يقوض بدرجة أكبر استقرار سوريا التي مزقتها الحرب.

  كلمات مفتاحية

روسيا إيران موسكو روحاني بوتين التبادل التجاري بوشهر اتفاقيات

«بوتين»: التبادل التجاري مع إيران زاد بنسبة 70% في 2016

«الغادريان»: روسيا وإيران سيختصمان على اقتسام الغنائم في سوريا

«بوتين» يعلن منح إيران قرضًا بقيمة 2.2 مليار يورو