كشف الرئيس المصري «محمد مرسي» خلال جلسة محاكمته في قضية التخابر، التي عقدت اليوم السبت بمحكمة الجنائيات داخل مقر معهد أمناء الشرطة، عن أنه احتجز من قبل قائد الحرس الجمهوري «بالقوة الجبرية»، وأنه طالب الحراس بالتعامل معه بالقوة لإجباره علي التحرك معهم لاحتجازه.

واتهم الرئيس «مرسي» الرئيس الحالي ووزير الدفاع السابق «عبد الفتاح السيسي» بقتل 61 مصريا اعتصموا أمام مقر الحرس الجمهوري حينئذ وتم قتلهم بدعوي أنهم يريدون إخراج الرئيس من مقر احتجازه رغم أنه لم يكن في المقر حينئذ، قائلا أنه لم يكن موجودا في مقر الحرس الجمهوري وقت مذبحة الحرس في شهر رمضان الماضي (8 يوليو/تموز 2013) .

وأوضح «مرسي» قائلا: «خرجت من الحرس الجمهوري يوم الجمعة الموافق 5 يوليو (تموز)، وأنا احتجزت من قبل قائد الحرس بالقوة الجبرية اعتبارا من يوم 3 يوليو، وبعد عصر يوم الجمعة 5 يوليو، جاءني قائد الحرس وقال إني لابد أن أغادر، فقلت له: لماذا؟ أنا رئيس الجمهورية وأنت بتاخد كلامك من مين؟، فرد: من الخارج».

وأضاف: «نادي الضباط لممارسة القوة عليا، وأخدني بالقوة وعرفت إنه بيسمع كلام وزير الدفاع،، ثم ذهبت بطائرة من الحرس الجمهوري واتجهت في اتجاه قناة السويس شرق، ثم جبل عتاقة، وأقلعت مرة أخرى إلى مطار فايد حتى غربت الشمس ثم إلى الإسكندرية، وعرفت بالمكان إنها قاعدة الضفادع البشرية وظللت بها منذ عشاء يوم 5 يوليو حتى يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني 2011)».

وأكد «مرسي» أنه لم يلتق بأي صحفيين أثناء احتجازه، ولم يتعامل إلا مع أفراد الحرس الجمهوري، وقضاة التحقيق.

وأضاف: «وبكل أسف سمعت في هذه القاعة بأن وحدة الضفادع البشرية يعتبرها وزير الداخلية سجنا شديد الحراسة، فهل يملك وزير الداخلية أن يصدر قرارا باعتبار وحدة تابعة للقوات المسلحة تابعة له؟».

وأضاف: «أنا لا أريد أن أتحدث في تفاصيل تمس الأمن القومي، ولم أكن في الحرس الجمهوري يوم 8 -7، وهذا الكلام غير صحيح، ولو تحب تعمل جلسة سرية خاصة للتاريخ بين المشير طنطاوى وبين سامي عنان ووزير الدفاع الذي عينته، لأن ما نشر في الجرائد وجاء بالتليفزيون المصري على لسان أحد الصحفيين، ويروي فيه أني عقدت اجتماعا خاصا بيني وبين 7 من كبار الدولة، وأسرار الدولة يرويها الصحفيين وكذلك أسراري الخاصة يرويها الصحفيين، وأنا جاهز لجلسة خاصة مع المسئولين الكبار حتى تظهر الحقيقة أمام الشعب المصري كله، جلسة خاصة لله وللوطن أتحدث فيها عما فعلت في فلسطين وغزة».

إجراءات محاكمة مرسي باطلة

وفي الجلسة، قال المحامى «منتصر الزيات» ممثل دفاع قيادات الإخوان: «إن الجهات السيادية فشلت في جمع أدلة إدانة عن الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وإن العميد الذي أتلف الأسطوانة المدمجة صدر ضده حكم بالحبس 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ، لكن هذه الأجهزة السيادية حاولت جمع كل الأدلة وتزويرها لإدانة محمد مرسي».

وطالب «الزيات» فتح التحقيق في واقعة احتجاز الرئيس «محمد مرسي» في مكان غير قانوني قائلا: «إن هذه التحقيقات سوف يترتب عليه تغير وجه الدعوي وبطلان الإجراءات».

وقدم «الزيات» أسطوانة مدمجة تحتوى على التسريبات الأخيرة الخاصة بمكان احتجاز الرئيس «محمد مرسى» وحوار قيادات بالجيش ووزير الداخلية، وعرض تفاصيلها، وشجعه الرئيس «مرسي» علي ذكر التفاصيل لأنه لا يعلم ما جاء بالتسريبات.

وسألته المحكمة: هل تأكدت من هذا المحتوى، فقال الزيات: لا، أنا اعتمدت على الأصوات، فقال القاضي «الدليل لا بد أن يكون دامغ وقوي ومشروع»، فرد الزيات أنه محل تحقيقات في النيابة العامة ولكنه لا يثق في تحقيقات النيابة العامة.

وكانت النيابة العامة أصدرت بيانًا تؤكد فيه أن التسريبات محل تحقيق لإثبات ما بها من أخطاء.

وقد احتج المحامي «منتصر الزيات» في مرافعته أمام محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة بقضية ”التخابر“، قائلا: «إنه لا توجد عدالة في إذاعة التليفزيون المصري للمحاكمة، وذلك بنشر ما يسئ إلي قادة الاخوان فقط، بالرغم من أن هناك قناة خاصة يمتلكها رجل أعمال كانت تنقل محاكمة القرن كاملة»، وقال أنه عرض إذاعتها ولو علي نفقته الخاصة.

ورد القاضي: «القضية التانية دي (قضية مبارك) مش عندي.. وأنا ماليش دعوة بأي قضايا تانية»، فانفعل «مرسي» وقال له: «أنت المحامى الأول بالنسبة لي وخير مدافع عني فكيف تسمح بإذاعة مرافعة النيابة العامة كاملة (في قضية مبارك) على مدار 3 ساعات ولا تذاع مرافعة الدفاع عني، وأنا مستاء جدًا.. أومال مين اللي ليه دعوة».

فرد القاضي: «أرجوك يا متهم يا دكتور محمد ما تتعصبش وأنت بتتكلم مع المحكمة تكلم باحترام وهيبة ولابد أن تحافظ على سلطان المحكمة وهيبتها، وما تقولش كده».

ورد «مرسي» مستنكرا: «لابد أن استشعر عدالة المحكمة.. أتفرج على التليفزيون الوطني أو أسال ابنك أو حفيدك كيف يذيعون المحاكمة.. أذاعوا 3 ساعات كاملة كلها سب وقذف فينا وفي بيوتنا»، فرد القاضي: «أهدأ واترك الدفاع يكمل».