استطاعت الفتاة الأردنية الشابة «ندى مناع» وهي تبلغ من العمر 19 عامًا فقط، أن تكون جزء من جمعية IEEE كأصغر عضو فيها.

طالبة السنة الثانية بكلية الهندسة الصناعية بجامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن بدأت نقطة التحول في حياتها بعد سفرها من المملكة العربية السعودية التي نشأت فيها، وعودتها للأردن بالتزامن مع إصابتها بـ«مرض خطير مزمن».

وتقول أن هذه الصدمة أصابتها بالاكتئاب الشديد لمدة وصلت إلى حوالي العام والنصف، مضيفة في تصريحات صحفية: «لما وصلت هون اكتئبت وانعزلت وتفاقم المرض، وضليت على هالحال بحدود السنة والنص».

وتقول «ندى»: «الحياة ما بتوقف على مكان أو حدا.. كانت العبارة التي دفعتني إلى عدم الاستسلام»، مشيرة أنها كانت الدافع وراء قرارها في ترك الماضي واكتشاف طريقة جديدة لمحاربة مرضها والانخراط مع الحياة، فحاولت تحسين حالتها النفسية بمختلف الطرق، إلى أن تفاجأت بعد 6 أشهر فقط بأن تكون من الأشخاص النادرين الذين يشفون من هذا المرض الخطير، على حد قولها.

الصحف التي قامت بمتابعة إنجازات الشابة، قالت أن «حُبها لعموم القراءة ومختلف الكتب وتطوعها بالجامعة فتح لها باب الانضمام لجمعية IEEE، الجمعية التي كانت سببًا في اندماجها وتعرفها على العديد من الأشخاص الذين وصفتهم بـ"ناس ما بيتوزنوا بالذهب"».

ويُشار إلى أن جمعية IEEE أو مهندسو الكهرباء والإلكترونيات هيَّ مُنظمة غير ربحية عالمية من أجل تطوير وتعزيز التكنولوجيا المتعلقة بالمعلومات في العالم، والتي توجد في أكثر من 160 دولة.

وقد سجَّلت ندى في الجمعية كعضوة، واستمرت بالقراءة عنها لكي تتعرف على كل صغيرة وكبيرة فيها وفق تعبيرها، حتى وصلت الآن إلى أن تكون أصغر فتاة مسؤولة عن منصبين في الجمعية، المنصب الأول يكمن في أنها رئيسة فرع «women in engineering IEEE affinity group»، والمنصب الثاني بأن تكون ممثلة عن كل طلاب أعضاء IEEE من جميع الجامعات الأردنية.

حيث يسمح المنصب الأول لندى بتنظيم فريق من المهندسات لتفعيل أهداف فرع المرأة في الهندسة العالمية بطرح ورش عمل للطلاب والطالبات خاصةً، في مجال الهندسة والتمكين والتنمية البشرية، إضافةً إلى أن أحد أهم أهدافهم هيَّ انخراط المرأة المهندسة بسوق العمل والعمل على تغيير نظرة المجتمع للمهندسات وعمل نشاطات ترفيهية تخص المرأة، أما منصبها الثاني تكون مسؤولة فيه عن مشكلات الطلاب ومحاولة حلها والربط بينها وبين مختلف الجامعات الأردنية.

وترى «ندى» أن سنها الصغيرة وكونها فتاة يُعد من أكثر التحديات التي تواجهها لإثبات نفسها، مضيفًة: «أنا بفرض احترامي على الجميع بأسلوبي القيادي». وتُرجع نجاحها اليوم إلى دعم والدتها وتشجيعها المستمر لها، إضافة إلى اجتهادها الشخصي، متأملةً أن تصبح المسؤولة عن كل ما يخص جمعية IEEE بجامعتها هذا العام، وأن تكمل دراستها بتفوق وتحصل على الكثير من الخبرات حتى تصل إلى منصب مرموق في المستقبل.