دول الخليج: ضد النظام السوري .. وحل سياسي وفق «جنيف1»

الأربعاء 10 ديسمبر 2014 06:12 ص

يبدو أن القمة الخليجية التي عقدت في العاصمة القطرية أمس، لم تأت في سياق إنهاء الخلاف الخليجي «الأخوي» الذي عصف بالدول الأعضاء منذ آذار الماضي، على أثر سحب السفراء من الدوحة فحسب، بل أيضاً تماشياً مع أجواء دعم مصطلحي «محاربة الإرهاب» و«الحل السياسي في سوريا» اللذين باتا يسيطران على خطابات ديبلوماسيي المنطقة في الآونة الأخيرة.

ولعل عبارة «حل سياسي في سوريا» صارت قاسماً مشتركاً في كل المحافل الديبلوماسية، برغم التناقض في الرؤية، في بحر الخلافات، سواء بين الولايات المتحدة وروسيا، أو بين ايران والدول الخليجية، وهي عبارة كانت حاضرة، يوم امس، وإن بمضامين مختلفة، في قمة مجلس التعاون الخليجي في الدوحة، وفي لقاء جمع الرئيس الإيراني حسن روحاني بوزير الخارجية السوري وليد المعلم في طهران على هامش مؤتمر «العالم في مواجهة العنف والتطرف»، الذي جمعت فيه القيادة الإيرانية الوزير السوري بنظيره العراقي ابراهيم الجعفري، في مسعى لتشكيل تحالف اقليمي ضد الارهاب المتمثل في تنظيم «داعش». 

وعقد زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الست، امس، الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى، في الدوحة، بغياب الملك السعودي عبد الله وسلطان عمان قابوس بن سعيد ورئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان ــــ وكلهم لأسباب صحية ــــ وقد برز فيها الموضوع السوري بروزاً كبيراً، خصوصاً في حديث أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

وقال أمير قطر إن «من أهم أسباب تفاقم الأزمة السورية، غياب رؤية واضحة لدى القوى المؤثرة في المجتمع الدولي لحل هذه الأزمة، وإصابة النظام الدولي بعُطْب حقيقي هو ازدواجية معايير الشرعية الدولية»، «مشيراً إلى «فشل مجلس الأمن في حماية المدنيين من جرائم الحرب والإبادة الجماعية، في مقابل إصرار النظام السوري على رفض الحل السياسي واعتماد الحل العسكري الشامل». 

ودعا أمير قطر «المجتمع الدولي مجدّداً إلى التوافق الدولي والإقليمي، وأن يتخذ مجلس الأمن القرار اللازم لوقف أعمال القتل والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام السوري، وتحقيق الحل السياسي الذي يلبي تطلعات الشعب السوري. ونحن نؤكد هنا أننا كنا وما زلنا مع الحل السياسي الذي يحقن الدماء السورية، ويلبي مطالب الشعب السوري في التغيير والأمن والاستقرار».

وفي موضوع محاربة الإرهاب، اعتبر أمير قطر أن «ظاهرة الإرهاب التي يشهدها عالمنا المعاصر، ومنطقتنا العربية على نحو خاص، وما تشكّله من تحدٍ خطير للأمن والاستقرار والتنمية، تستدعي منا، ومن المجتمع الدولي عامة، تكثيف الجهد الجماعي واتخاذ كل التدابير اللازمة لمواجهتها واستئصال جذورها وعلاج أسبابها الحقيقية السياسية والاجتماعية والاقتصادية».

وأضاف «لا مجال أمامنا إلا مواجهة الإرهاب، ولكن لا بد من أن تُبذل جهود لتجنيب المجتمعات العربية آفة التطرف والإرهاب بالوقاية قبل العلاج».

وإثر ذلك، ألقى أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح كلمة، أعرب فيها عن «الأسى إزاء عجز المجتمع الدولي بكل ما يملكه من إمكانات عن تحقيق تقدم ملموس في وقف هدير آلة القتل والدمار عن الاستمرار في حصد أرواح عشرات الآلاف في سوريا وتهجير الملايين في الداخل والخارج وتهديد الأمن والاستقرار ليس للمنطقة فحسب وإنما للعالم بأسره».

وشدد على «اننا لا نزال أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية وإنسانية وقانونية تحتم علينا مضاعفة الجهود مع المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الكارثة الإنسانية، مؤكدين قناعتنا بأنه لا يمكن حل الصراع الدائر إلا بالطرق السلمية وعبر تحرك سياسي جاد يحقن دماء الأشقاء».

وأكد الصباح «موقف الكويت الثابت في نبذ الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره وأياً كان مصدره أو دوافعه» .

في البيان الختامي أكد المجلس «على الحل السياسي للأزمة السورية وفقاً لبيان جنيف1 (2012)، وبما يضمن أمن واستقرار سوريا، ووحدة أراضيها، ويلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق».

في طهران، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده وقفت وستقف إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في محاربة الإرهاب، معرباً عن أمله بمواصلة مسيرة انتصار الشعب السوري وإحلال السلام والامن والاستقرار.

وقال روحاني، خلال استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم على هامش انعقاد مؤتمر «العالم في مواجهة العنف والتطرف» أمس، «لقد اتضح للجميع ان الطريق الذي تسلكه بعض الدول في دعم الإرهاب كان خاطئاً وعقيماً وهذا الدعم أفضى فقط الى تصعيد العنف وانعدام الامن في المنطقة».

وأضاف الرئيس الايراني أن «الذين استخدموا السلاح في سوريا لم يكونوا من المعارضة، بل من الإرهابيين، وخلال الأشهر الاخيرة اتضح هذا الموضوع للعالم اكثر من أي وقت آخر، حيث بدأ من كان يدعم الارهابيين بالابتعاد عنهم شيئا فشيئاً». وأكد أن «المنطقة والعالم أدركا في الوقت الحاضر أن حكومة سوريا وجيشها قادران على التصدي للارهابيين والحفاظ على البلاد».

وأشار روحاني إلى أن «الاوضاع في المنطقة والعالم تتجه نحو استخدام الحلول السياسية والمتوازنة والعقلانية في سوريا. نحن واثقون من أن الشعب السوري هو الذي سيكون المنتصر في نهاية المطاف».

من جانبه، أعلن وزير الخارجية السوري عن «شكر سوريا حكومة وشعباً لقائد الثورة الاسلامية (السيد علي خامنئي) والحكومة والشعب الايراني لدعمهم الاخوي لبلاده»، قائلاً إن «طهران ودمشق تقفان في خندق واحد ضد الأعداء».

وقال المعلم إن «مهمة الإرهابيين تتمثل بإشعال الحرب وإراقة الدماء في المنطقة»، منتقداً «دعم الولايات المتحدة وبعض الدول للجماعات الإرهابية في سوريا».

وأشار إلى العدوان الإسرائيلي الأخير وقصف مناطق في سوريا، وقال إن «هدف الكيان الصهيوني وحلفائه من وراء هذا العدوان، هو تدمير البنى التحتية الاقتصادية وإلحاق الضرر بالشعب السوري».

وأضاف المعلم أن «الوصول إلى عالم خال من العنف والتطرف يعد من الاهداف التي يسعى اليها عالم اليوم ولقد طرح رئيس الجمهورية الإيراني هذه الفكرة بشكل صحيح».

 

المصدر | وكالات (واس، قنا، فارس) + السفير

  كلمات مفتاحية

قمة الدوحة سوريا الكويت ايران داعش الارهاب قابوس بن سعيد حسن روحاني قطر البنى التحتية علي خامنئي وليد المعلم جنيف

قمة الدوحة تؤكد على تعزيز التعاون العسكري والأمني وتجدد دعم دول الخليج لمصر

قمة الدوحة تشهد إطلاق القيادة العسكرية الموحدة ومقرها الرياض

الداخلية الأردنية تمنع إقامة فعالية مناهضة للنظام السوري