هل تعني تصريحات «أردوغان» الأخيرة القطيعة مع «غول» و«داوود أوغلو»؟

الجمعة 5 مايو 2017 06:05 ص

أثارت تصريحات الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» التي تناولت «مبدأ الولاء» داخل الحزب الكثير من التساؤلات والتكهنات حول فحوى حملة تصفية متوقعة في صفوف حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، الذي عاد إلى عضويته الإثنين الماضي ويستعد لاستعادة زعامته في مؤتمر طارئ في 21 الشهر الجاري.

التصريحات ذاتها أثارت التكهنات حول المقصود من هذا التطهير وهل يستهدف تيار رئيس الوزراء السابق «أحمد داوود أوغلو»، وهم من يوصفون بـ«التيار الإسلامي» داخل الحزب، وإن كان البعض استبعد ذلك لا سيما أن الأخير كان من بين المؤيدين للتعديلات الدستورية وظهر مع الرئيس التركي في فعالية للترويج لها، كما رحب بتمريرها على حسابه بـ«تويتر».

يبقى الاحتمال الثاني هو هل تلك التصريحات قصدت الرئيس السابق «عبد الله غول»، والذي لم يعلن حتى اليوم موقفا واضحا من التعديلات الدستورية بالإيجاب أو الرفض، وكأنه لم يكن يعلم بها؟.

وكان «أردوغان» أكد توقعات باقتراب حملة «تطهير» داخلي في الحزب، تشمل كل من يشتبه بانتمائه إلى جماعة «فتح الله غولن» التي تتهمها السلطات التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، بعدما تم تأخير الحملة إلى ما بعد الاستفتاء على النظام الرئاسي من أجل تفادي انقسامات قد تؤثر سلباً في نتيجة الاستفتاء.

وقال «أردوغان» خلال مراسم عودته إلى الحزب: «لن نأسف على أحد منهم حتى لو كانوا بيننا، إذا أشفقنا عليهم سيتحول الحزب إلى مثار للشفقة والضعف أمام الناس، هؤلاء تنظيم خطر يجيد التقية والتخفي».

وفي انتظار ظهور لوائح بأسماء أولئك الذين ستشملهم هذه التصفية، اندلع سجال في وسائل الإعلام الموالية للحكومة، بعد مطالبة الصحفي «جيم كوتشوك» الأسبوع الماضي، بتصفية ما سماه بـ «تيار الإسلاميين من داخل حزب العدالة والتنمية الذين أيدوا حملة سفن مرمرة ويعادون إسرائيل».

وأشار تحديداً إلى من سماهم «أتباع الرئيس السابق عبدالله غُول ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو» الذين قال إنهم «خذلوا أردوغان والحزب ولم يقفوا إلى جانبه بقوة».

وأثارت هذه التصريحات سجالا قويا بين الإعلاميين المحسوبين على الرئيس «أردوغان» وأولئك المحسوبين على «داوود أوغلو» و«غُول» وصلت حد التخوين والتراشق بالألفاظ.

لكن المفاجأة كانت عند سؤال «أردوغان» عن رأيه في هذا السجال، إذ أجاب قبل سفره إلى روسيا الثلاثاء: «هذا حزب سياسي وليس تكية دينية نبحث لها عن مريدين، لذا فإن الأساس هو الالتزام السياسي والاستقامة، وليس أن يكون إسلاميا أو غير إسلامي، نحن نريد من يمشي معنا مسيرتنا حتى النهاية، ولا يتخلى عنا عند أول منعطف».

وأضاف: «هناك من بدأ معنا مسيرتنا، لكنه بدأ يوجه الانتقادات لنا أخيراً، وفي شكل بشع وغير مقبول، هؤلاء يتركون القطار».

واعتبر كثيرون هذه التصريحات دعماً صريحاً لموقف «كوتشوك» ومؤشرا إلى أن عملية التصفية لن تقف فقط عند جماعة «غولن» داخل الحزب الحاكم، وإنما ستطال آخرين، وفق «الحياة».

ولفت مراقبون إلى أن ذلك ترافق مع إغلاق موقع الكتروني محسوب على تيار «أحمد داوود أوغلو»، إضافة إلى إنشاء جمعية للصحفيين العرب المقيمين في تركيا بدعم من الحكومة وتوجيهها، من أجل «ضبط إيقاع» حوالى خمسة الاف صحفي عربي يعملون هناك، معظمهم محسوب على تيار «الإخوان».

وعلى رغم رفض «أردوغان» وصف تنظيم «الإخوان» بـ «الإرهابي»، فإن سجالا يدور في أوساط الحزب الحاكم والقصر الرئاسي حول مستقبل العلاقة مع هذا التنظيم بعد أزمة مشروع الربيع العربي وموقف الإدارة الأمريكية الجديدة من الأحزاب الإسلامية عموما.

  كلمات مفتاحية

العدالة والتنمية أردوغان داوود أوغلو

العدالة والتنمية التركي يجهز لفصل أحمد داود أوغلو وآخرين

داوود أوغلو يعلق على قرار فصله من العدالة والتنمية التركي

استقالة عضوين بارزين بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا