رغم سلسلة المقاطعات الدبلوماسية ضد قطر إلا أن ذلك لم يؤثر على موقف الشعوب، التي انتفضت ضد هذا القرار المخالف للبعد الديني والقومي لشعوب المنطقة.

فبعد أن أعلنت كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر، فجر اليوم الاثنين، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وطلبت من الدبلوماسيين القطريين المغادرة وأغلقت المجالات والمنافذ الجوية والبرية والبحرية مع الدوحة، تبعتها في ذلك كل من الحكومة اليمنية الشرعية، وحكومة «الوفاق الوطني» الليبية (المعترف بها دوليا)، وجزر المالديف، أعلن الشعب الخليجي موقفه عبر وسم #الشعب_الخليجي_يرفض_مقاطعه_قطر.

فعبر الوسم الذي تصدر موقع «تويتر» على مستوى الخليج والعالم، أعلن الناشط الإماراتي المعروف بتأييده للنظام «حمد الشامسي» رفضه لمقاطعة قطر وقال في تغريدة له «أرفض قرار قطع العلاقات مع قطر الذي اتخذته حكومات الإمارات والسعودية والبحرين»، متسائلا «هل سيقبل شعب الخليج بهذه القرارات البائسة؟ هل سيقبل السعودي، الاماراتي، البحريني بطرد القطري من بيته؟ هل سيقبل بحصار قطر».

بدوره عدد الباحث «محمد مختار الشنقيطي» أسباب رفض الشعب الخليجي لمقاطعة قطر قائلا «حاصروها لأنها رفضت حصار الصهاينة والسيسي لغزة وقاطعوها لأنها مدت يدها البيضاء لليتامى والأرامل. لذلك فإن #الشعب_الخليجي_يرفض_مقاطعة_قطر».

وأضاف «افتتحوا رمضانهم بالافتراء، ووسَّطوه بقطع الأرحام، ولا ندري بماذا يختمون شهر صيامهم.. لقد أخذتهم العزة بالإثم».

وتساءل «الشنقيطي» «هل يريد سفهاء أبو ظبي بحصارهم الاقتصادي أن تلجأ قطر إلى السوق الإيراني اضطرارا، كما لجأوا هم إليه اختيارا؟!».

وعن مزاعم الإمارات بوجود تقارب قطري إيراني قال حساب «معتقلي الرأي» «الامارات تستحوذ على 80% من التبادلات التجارية بين إيران والخليج بتبادل تجاري يفوق الـ15مليار دولار بعام 2016 فقط»، معتبرا هذه الحملة تصب في الصالح الإيراني بقوله «المملكة تتهم قطر بتمويل الإرهاب في القطيف! البحرين تتهم قطر بتحريض الشيعة في البحرين! #إيران براءة!!».

الإعلامي «محمود رفعت» قال أيضا إن «#قطع_العلاقات_مع_قطر مهما حاولنا أن نجد له تفسيرا ليس له أي سبب سوى رفضها الانضمام لحلف مساعدة ترامب والتعيمات أتت من البيت الأبيض»، لافتا إلى أن «الإمارات تسعى بفترة ترامب كرئيس أمريكا لزيادة إحراق محيطها وللأسف السعودية تسير خلفها بكل الملفات من اليمن إلى قطع العلاقات مع قطر»، مشددا على أن  «التصعيد المبالغ فيه على المستوى الرسمي والذي وصل #قطع_العلاقات_مع_قطر يقابله رفض شعبي خاصة #الشعب_الخليجي_يرفض_مقاطعه_قطر لذن سينتهي».

بدوره شارك الشاعر المصري «عبدالرحمن يوسف القرضاوي» عبر الوسم بقوله «قطر تدفع ثمن دعمها للربيع العربي وللمقاومة الفلسطينية.. وما يجري تحضير لما يسمى صفقة القرن.. ستخرج من هذه المحنة أقوى وليخسأ صهاينة العرب».

الكاتب التركي «إسماعيل ياشا» أعلن عن مساندة الشعب التركي لنظيره القطري فقال «الأتراك يعبرون عن تضامنهم مع قطر في هذا الهاشتاغ #TurkeywithQatar».

وتابع « هناك ملايين من المسلمين يدعون الله أن يحفظ قطر وأهلها.. كما دعوه ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة ليحفظ تركيا وأهلها.. قلوبنا ودعواتنا مع قطر».

بدوره أكد الإعلامي المصري المقيم بقطر «أحمد منصور» على أن «الشعب الخليجي الواحد هو الذى يستطيع إفشال مخطط حصار قطر وعزلها لا سيما بعد فشل حملة التضليل الإعلامي وفضيحة تسريبات العتيبة».

أما حساب «سواح» فاعتبر مقاطعة قطر «ضريبة دعمكم للمستضعفين ووقوفكم مع الحق نحن معكم قلبا وقالبا ».

وقال حساب «عبدالرحمن» «مهما آلت إليه الأمور السياسيّة تبقى محبة الشعب القطري الشقيق ثابتة والروابط المشتركة بيننا ستظل قوية وصامدة».

وغرد «سيف الرواحي» قائلا «العلاقة مع اهل الخليج هي علاقة دين ودم ونسب ولاتفرقنا السياسة وأتمنى من الشعوب أن لا تنجر لقذارة السياسة».

يذكر أن إيران قد أعربت عن قلقها إزاء تصعيد التوتر بين بعض بلدان دول الخليج، مشيرة إلى استعدادها لتسهيل نقل البضائع إلى قطر عبر ميناءين لها.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات مع قطر فيما يمثل أكبر صدع في العلاقات منذ أعوام بين بعض أقوى الدول في العالم العربي.

واندلعت الأزمة الأخيرة داخل البيت الخليجي، في أعقاب قيام وسائل إعلام سعودية وإماراتية بالترويج لتصريحات مفبركة منسوبة إلى أمير قطر «تميم بن حمد»، بعد اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية.

ورغم إعلان وكالة «قنا» تعرضها للاختراق، إلا أن التصريحات المنسوبة لأمير قطر تصدرت الموقعين الإلكترونيين لقناتي «العربية» و«سكاي نيوز عربية»، كما أفردت القناتان حيزا كبيرا لمناقشتها وتداولها في نشراتهما الإخبارية.

وإثر واقعة التصريحات المفبركة، شنت وسائل إعلام سعودية وإماراتية ومصرية حملة إعلامية ضد قطر وأميرها للأسبوع الثاني على التوالي.