هل تسعى تركيا لتحسن علاقاتها مع مصر عبر بوابة الخليج؟

الجمعة 26 ديسمبر 2014 07:12 ص

قبل زيارته للكويت أفاد نائب رئيس الوزراء التركي «بولنت أرينتش» بأنّ «الفتور الذي أصاب العلاقات التركية مع بعض الدّول الخليجية، ناتجٌ عن مواقف قيادات تلك الدّول من القضايا والمشاكل العالقة في المنطقة وخاصّةً الأزمة السوريّة والمصريّة بالإضافة إلى القضية الفلسطينية والمواقف المتباينة من الحصار المفروض على قطاع غزّة، مضيفاً أن حالة الفتور هذه لن تدوم طويلاً بسبب العلاقات التّاريخية والرّوابط الأخويّة والعوامل الجغرافية المشتركة التي تربط بين الشعبين العربي والتركي».

وجاءت تصريحات «أرينتش» مؤخراً حول موقف بلاده  من مصر مفاجئة إلى حد بعيد، حيث نسب إليه القول: «أنّ الأمر في مصر أصبح واقعاً لا يمكن رفضه. فقد لاقى هذا الانقلاب ترحيباً من الولايات المتّحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي. أمّا نحن فعلينا أن نعيد النّظر في علاقاتنا مع القيادة المصرية بسبب الرّوابط المتينة بين الشّعبين المصري والتركي، لكنّ على القيادة المصريّة أن تبادر بالخطوة الأولى لتحسين العلاقات المتجمّدة بيننا».

وتأتي هذه التصريحات مخالفة بشكل كبير للموقف المتصلب الذي طالما ميز مواقف وتصريحات الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» فيما يخص النظام في مصر، حيث اعتاد أردوغان الهجوم على النظام المصري الحالي ورئيسه «عبد الفتاح السيسي» بدعوى انقلابه على نتائج الانتخابات، وارتكاب مذابح دموية بحق معارضيه.

وحول طبيعة زيارته إلى الكويت قال «أرينتش» أنها تأتي استجابة لدعوة من وزير الاوقاف الكويتي، إلا أنه يبدو واضحاً بشكل ما أن هدف أو أهداف تركيا من هذه الزيارة يأتي في مقدمتها البحث عن تهدئة  العلاقات مع مصر والأهم مع دول الخليج مثل السعودية والإمارات.

حيث يبدو أن الفتور التركي الخليجي سببه الأول –وربما الأوحد- هو اختلاف المواقف تجاه النظام في مصر، والذي يبدو أن دول الخليج الداعمة لنظام «السيسي» في مصر قد نجحت في تسويقه دوليا وحققت نجاحا بالرغم من العزلة الني كانت تعمل تركيا على تطويقه بها.  وعلى ذلك يبدو أن تركيا تحاول المضي قدما في خطوات تدريجية تهدف إلى تحسين العلاقات مع مصر، لكن عينها ستبقى على الحراك الداخلي أيضا .وستحاول فرض شروطها أو بعضاً منها، وتتراوح هذه الشروط بين محاولة الضغط لإجراء انتخابات جديدة في مصر أو على الأقل تخفيف القبضة الأمنية الشديدة ضد المعارضين السياسيين.

ومع إعلان تركيا على لسان «أرينتش» دعوتها إلى إجراء إصلاحات ديمقراطية في مصر، تتجه تركيا لتبني موقفاً أشبه ما يكون بالموقف الأمريكي، حيث أعلنت تركيا أنها مستعدة للمبادرة حيث قال «أرنتش» إن بلاده «مستعدة لكل شيء وبجانب السلم والصلح دائما، ومن يخطو خطوة نحن نخطو في المقابل 10 خطوات».

تصريحات «أرينتش» أيدتها تصريحات مماثلة لوزير الخارجية التركي «جاويش أوغلو» الذي كشف النقاب عن وجود وساطة خارجية لم يحددها بين مصر وتركيا شريطة قيام مصر باتخاذ إجراءات تنحو نحو العودة إلى الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وكانت جريدة «زمان» التركية قد نشرت منذ يومين أن أمير قطر «تميم بن حمد» قد طالب تركيا بتطبيع العلاقات مع مصر خلال زيارته التي قام بها إلى تركيا مؤخراً.

وبسلوك هذا المنحي الجديد تحاول تركيا تحييد دول الخليج تجاهها بهدف تكثيف الجهود في المواقف المشتركة والقضايا المتفق عليها مثل ازاحة نظام الأسد وتقوية السنة في العراق . إضافة للفوائد الاقتصادية التي ستجنيها أنقرة من تحسن العلاقات مع مصر ودول الخليج .

وتحاول تركيا الاستفادة من الدور الكويتي في هذا الشأن في بلورة صيغة توافقية مع دول الخليج أو تطوير حوار متبادل على الحد الادنى خاصة أن الكويت لعبت دورا مهما في تحقيق المصالحة الخليجية بعد سحب 3 دول لسفرائها من الدوحة في مارس 2014.

قد لا تكون تركيا طلبت ذلك رسميا من الكويت لكن هناك إشارات واضحة تشير إلى رغبة تركيا  أن تعيد رسم سياستها مع التعثر الذي أصاب مسيرة الربيع العربي، حيث ترغب تركيا في العودة قدر استطاعتها إلى سياسة تقليل المشكلات مع دول الجوار  في ظل صعوبة الحديث عن تصفيرها.

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا مصر الكويت أردوغان السيسي

وزير خارجية تركيا: من الممكن تحسين علاقتنا بمصر إذا أوقفت الانتهاكات والظلم

«أردوغان» و«تميم» يدشنان شراكة سياسية وعسكرية استراتيجية بين تركيا وقطر

مصر تفرض قيودا علي السفر لقطر وتركيا ودول أخري .. ونشطاء:«احنا اتحبسنا يا رجالة»!

«أردوغان» ينتقد سعي مصر للقبض على «القرضاوي» عبر «الانتربول»